أحمُـد سلام الفتلاوي
تشهد العاصمة بغداد حراكاً سياسياً قوياً ، منه ما وراء الكواليس ( الغرف المظلمة ) ، ومنه ما يظهر على العلن ، وحتى على خشبة المسرح ، بغية تشكيل الحكومة العراقية المقبلة ، وهنا اللاعب الاقوى هو الدور الامريكي او السفارة الامريكية في بغداد عندما تصبح باكورة عمل لتشكيل الكتلة الاكبر خصوصاً ، ودورها البارز في لم شتات الزعماء العراقيين المتخاصمين فيما بينهم ، ليس حباً بهم ، بل رغبة منهم في تحقيق مصالحهم الذاتية ، وهذا ما كشفته بعض الجهات السياسية عن وجود تحركات أمريكية في البلاد بهدف تشكيل الحكومة الجديدة، تكون مدعومة ومباركة من قبل الولايات المتحده الامريكيه ، وهذا ما شهدته الايام الماضية من اجتماعات مكثفة بين أطراف عراقية وشخصيات معارضة سابقاً وأمريكية على وجه الخصوص بمنزل السفير الامريكي ، بهدف إقناع هذه الأطراف على التحالف معًا ( ضمن محور العبادي ) ، لغرض الإعلان عن الكتلة الأكبر ، فيما تشير حميع المعطيات أن “الحراك الأمريكي ، لم ينجح إلى هذه اللحظة في جمع الأطراف العراقية معًا، خاصة القوى الشيعية، والتي تتنافس على منصب رئاسة الوزراء، ويدور هذا التنافس بين محوري (مقتدى الصدر – حيدر العبادي) و(هادي العامري – نوري المالكي) ، هذا التدخل الغير مشروع من قبل السفاره الامريكيه لم يحصل اذا لم توجد لة، ارضية خصبه ( انقسامات حاده ) بين الأطراف الشيعية الخمسة الفائزة بأغلبية أصوات الناخبين في الانتخابات البرلمانية والذي يبدوا التتصارع فيما بينهم لتشكيل الكتلة الأكبر. وما أسفر عنة تشكيل "للـ نواة" للكتلة الأكبر بين "سائرون" بزعامة الصدر، و"تيار الحكمة" بزعامة عمار الحكيم، و"ائتلاف الوطنية" بزعامة إياد علاوي، و"قائمة النصر" بزعامة رئيس الحكومة حيدر العبادي. لكن حتى اللحظة لم يبصر النور رسمياً. في الطرف المقابل يقف "تحالف الفتح" (الحشد الشعبي) الذي حل ثانياً في نتائج الانتخابات بزعامة هادي العامري، برفقة "ائتلاف دولة القانون" بزعامة نوري المالكي في تكتل اخر .في مقابل ذلك تحاول ادارة ترامب بين الحين والآخر . بتقويض حركة محور المقاومة في العراق يقابل ذلك تقوية الجانب ، وهذا الواضح أن واشنطن تسعى لمواجهة الدور الوطني وبالتحديد الحشد الشعبي في العراق بحجة ان واشنطن تريد من العراق حسم موقعه: هل هو في صفها أم في صف إيران ، وهذه احدى اكذبات واشنطن واتهاماتهم لمحور المقاومة ، جميع هذه التحركات وما رافقها من تدخل سافر في الشأن العراقي أنتجت ؛ ان الامور "أصبح بيـد المبعوث الأميركي " بريت ماكغورك " والذي يواصل مشاوراته مع الزعامات العراقية بشكل معلن ، وطبقا لتحركات ماكغورك حسمت خيارها باتجاه دعم العبادي وذلك طبقا للرسائل التي أوصلها ماكغورك إلى الزعماء العراقيين بمن فيها زعامات في ائتلاف النصر الذي يقوده العبادي بعد أن أشير إلى إنه بات قريبا من التفكك أول الأمر قبل أن يعلن عدد من قادته تماسكه .
https://telegram.me/buratha