أثار تقرير سري -أعده أمين المظالم السابق في الجيش الإسرائيلي الجنرال إسحق بريك بشأن عدم جاهزية جيش الاحتلال لخوض معركة واسعة النطاق- غضبا في إسرائيل، مما استدعى الدعوة إلى تشكيل لجنة تحقيق خارجية.
وبينما رفض كبار القضاة تلك الاستنتاجات بشدة مصرين على أن الجيش في شبه ذروة حالة استعداده، فإن المدقق السابق لوزارة الدفاع قد تحدث عن دعم للعديد من آراء الجنرال بريك.
وقد قام رئيس أركان الجيش بتشكيل لجنة لفحص التقرير، لكن هذه الخطوة أثارت أيضا انتقادات حيث إن أعضاء اللجنة من داخل الجيش. فلماذا لا يتفق الجنرالات؟
ويصنف جيش الاحتلال بأنه واحد من أفضل الجيوش المدربة عالميا، وهو مؤلف من ثلاثة أقسام: جيش مجند من الشبان والشابات الذين يؤدون الخدمة الوطنية، ضباط محترفون ووحدة كبيرة من جنود الاحتياط الذين يقومون بمهام قصيرة وسنوية من التدريب والواجبات الدورية.
وبعض الأقسام الأكثر نخبوية -مثل أسراب القوات الجوية وقوات الكوماندوز للقوات الخاصة ووحدات جمع المعلومات الاستخبارية- تعمل في وتيرة تشغيلية دائمة، وتشارك في عمليات سرية مثل حملة تل أبيب ضد الوجود الإيراني في سوريا.
ومع ذلك، فإن معظم الوحدات العادية والاحتياطية لديها واجبات عادية، بما في ذلك دوريات الحدود، والحراسة الشرطية في الضفة الغربية.
وتبدو حروب إسرائيل بالنسبة للخارج متكررة -مثل التوغل في غزة عام 2014 وحرب لبنان عام 2006- لكن في الحقيقة بالنسبة لمعظم الجنود والضباط، خاصة القوات البرية، فهي واحدة من فترات طويلة من العمليات منخفضة المستوى التي تتسبب في تآكل مهاراتهم العسكرية.
سجال عسكري
ويدعم كلا الجانبين مزاعمهما بالأرقام والأدلة السردية، ويشير الموظفون العامون للجيش إلى زيادة في تدريبات إطلاق النار الحية بالسنوات الأخيرة، واقتناء الأسلحة والمعدات الجديدة.
في المقابل، يشير المنتقدون إلى قدم المعدات بمستودعات الطوارئ، ووجود ضباط شبان يتذمرون من التدريبات التي تتعطل بسبب التوتر على الجبهة الفلسطينية.
ووفق التقرير فإن العدو الرئيسي لإسرائيل (حزب الله) يمتلك ترسانة إيرانية أكبر من ترسانة العديد من الدول، وقد انخرط الحزب بعمق في الحرب السورية على مدى السنوات السبع الماضية.
حيال ذلك، يشعر الضباط الإسرائيليون بالقلق من أن رجال الحزب اللبناني أصبحوا الآن أكثر خبرة في الحرب من جنودهم.
بيد أن القلق الأعمق أنه إذا ما دُعيت القوات البرية الإسرائيلية لخوض حرب شاملة أخرى ضد حزب الله بلبنان، فإن تشكيلاتها المنتظمة والاحتياطية ستفتقر لأحدث ما يمكن للفوز به في وقت مبكر ضد عدو أصغر، وهو ما سيجر الألوية المدرعة إلى حرب استنزاف دموية.
لقد كان غياب الاستعداد العسكري كابوساً قوميا منذ أن اشتعلت إسرائيل في حرب يوم الغفران عام 1973 عندما شنت مصر وسوريا هجوما متزامنا، وربما يكون هذا هو السبب في أن نزاع الجنرالات قد تصدر عناوين الأخبار، ومن غير المرجح أن يتم حل النقاش بسرعة.
وعندما يتعلق الأمر بالإنفاق على أنظمة الأسلحة المتقدمة والتدريبات الباهظة الثمن والمكلفة، فإن سلاح الجو وفرع الاستخبارات سوف تكون له الأولوية دوما على جنود القوات البرية.
إن جنود المشاة -الذين يجرون أحمالا غير عملية بساحة المعركة ويشتمون تحت أنفاسهم الطيارين الذين يطيرون فوقهم- كانوا جزءا من الحياة العسكرية لأكثر من مائة عام، ورغم ذلك لا يوجد جندي مستعد تماما للحرب
https://telegram.me/buratha