أمل الياسري
قال المنظر السياسي الإيطالي قبل (500) سنة: (هنالك قضيتان تحركان التأريخ السياسي هما السلطة والمصلحة) وهل هناك أكثرمن أمريكا مَنْ يفكر بهما؟! فكل حرب أو نزاع أو مجاعة ترتبط بالشيطان الأكبر، ثم أي هوس سعودي ورغبة امريكية باثارة فتيل الحرب في العالم؟ إنهما السلطة والمصلحة.
حماقة الإدارة الأمريكية وحلفائها، تمثلت بأنهم غيروا خارطة المواجهة والإشتباك، وعليها تحمل عواقبها فلا جنود على الميدان لكنها حرب بالنيابة، فمثلاً السيناريو الأمريكي في سوريا، بات ورقة محروقة ولعبة مكشوفة، لأن الجيش السوري إنتصر على العصابات الإرهابية، الممولة من أمريكا وأذيالها.
الوثائق السرية المكتشفة في بريطانيا قبل أعوام، كشفت عن خطة قديمة لتشكيل أفواج من جماعة إسلامية متطرفة، شعاراتها مناوئة لأي فكر أو طرف أخر، للحفاظ على الكيان الصهيوني، ثم أن (محمد الخليوي) ممثل السعودية في الامم المتحدة طلبوا منه إبلاغ حكومته، أن تثير السعودية صراعات داخل المنطقة، من شأنها التناحر فيما بينها دون الإخلال بأمن إسرائيل، وهذا ما تم فقد تزعمت السعودية، ناتو عربي لإثارة الحروب، وقودها الشعب الفلسطيني، واللبناني، والبحريني، واليمني، والسوري، والعراقي أليست هذه حرب عالمية؟
في الحرب حديث عن أن ايران تبتلع المنطقة، وهو أمر بعيد عن الواقع، لأنه في عالم السياسة يحتمل أن يكون لإيران دور ومصالح مشتركة إقليمياً، وكذلك قوة رادعة للارهاب والإستكبار، ففي (1982) إحتل الصهاينة لبنان، وتخلى العرب جميعهم عن لبنان (المقتدرون) عدا سوريا، وبحثت عمَنْ يتعاطف معها فوجدت ايران لتلبي النداء، وهذا يكفي لتكون امريكا عدوة لإيران.
إظهار السعودية للحلفاء بأنها ما زالت قائدة العالم العربي السني، وتمكنها من الإعتماد على نفسها بإتجاه إيران، لتغيير موازين القوى في المنطقة بات من الماضي، لأن محاولة هروب الأسرة الحاكمة من مشاكل كانت متوقعة باءت بالفشل، معتقدة أن الحروب مع الجيران سوف توحد موقف الأسرة الحاكمة، وتخبطها دفعها للهجوم على اليمن، بقيادة تحالف لا يحمل إلا الهوية الطائفية.
الإرهاب الأمريكي بكل ذيوله، هو المستفيد من حالة التشظي والإنقسام في المشهد العربي، لتنفيذ المخططات التكفيرية التآمرية، على أن ما يقوم به الناتو العربي إعتداء سافر على اليمن، وهو ما دفع بأمريكا لإثارة الحروب داخل هذا السوق العربي، الذي تبضعت منه سابقاً جثثاً ونفطاً، فصحراء بمسافة (8 ملايين كم2) كفيلة، بأن يكون ما فوقها من معادن، وما تحتها من ثروات، بأن تزحف نحوها بأقذرالطرق، وعلى حساب الشعوب لطحنها وتمزيق بلدانها!
ويسلي كلارك قائد قوات حلف الناتو، كشف السر الحقيقي للحرب على المنطقة، حيث قال: إننا لم نخرج إنتقاماً لأحداث (11 سبمتر) فليصحح خطأه، بل خرجنا لقضية اخطر وهي الاسلام، فلا نريد أن يبقى الإسلام مشروعاً عالمياً حراً، يقرر فيه المسلمون ما هو الإسلام، بل نحن مَنْ نقرر لهم ما هو الإسلام)، وعلى غرار ناتو الغرب يريد الناتو العربي صناعة الإسلام ، بالرؤية التكفيرية المتطرفة، فحصل ما حصل أليست هذه حرب عالمية؟!
المتابعون للشأن الإقليمي يدركون تماماً، إنه لا نهاية لحمام الدم في منطقتنا، إلا بإنتهاء المال السعودي، التي تغدق من أموال النفط لمخططاتها الخبيثة، فدفعت سياستها عسكرية النزعة ثمناً باهظاً، وكما فعلت أمريكا سحبت دعمها لبرنامج الاونروا في فلسطين، وسحبت السعودية دعمها للفلسطنيين واللبنانيين، وخاضت حرباً في اليمن، كما تدخلت امريكا في سوريا، مع أن مثلث إيران وروسيا وتركيا حجّم من دورها الإرهابي.
https://telegram.me/buratha