حميد الموسوي
قبل ايام كان الارهابي نتنياهو ووزيرة ثقافته في جولة خليجية علنية شملت عمان و الامارات على ان تشمل البحرين وباقي دول الخليج في الاسبوع المقبل – وربما زارها جميعا بصورة سرية – وفي الوقت عينه كان وفد صهيوني في ضيافة محمد بن سلمان في الرياض تحت عنوان : وفد الكنيسة الانجيلية في اسرائيل !. التطبيع مع اسرائيل صار علنا بعد ان تم تخدير او تدجين الشعوب العربية واشغالها بالبحث عن لقمة عيشها على يد الحكام الطغاة والذين هم عبارة عن موظفين تعينهم وكالة المخابرات الاميركية بالاتفاق مع الموساد الاسرائيلي .
تزامنت جولات التطبيع هذه مع هجمة مباغتة لقوات الاحتلال الصهيوني على غزة لتصفية قيادات فلسطينية؛ وحين جوبهت برد المقاومين الفلسطينيين الابطال كثفت قوات الاحتلال قصفها العشوائي على غزة موقعة عددا من الشهداء والجرحى ومخربة منازل ومبان حكومية عديدة . لكن المقاومة لم تستسلم بل امطرت الاراضي المحتلة بوابل من الصواريخ اصابت اهدافا ستراتيجية والحقت خسائر فادحة واصابت الكيان الاسرائيلي والمستوطنين بالذعر . الغريب والمدهش ان الدول العربية وقفت متفرجة و- بعضها شامتة - وكأن الحدث في المريخ! . الادهى والامر وقوف الاعلام السعودي مع الصهاينة مساندا وداعيا لهم بالنصر على الغزاويين !
“اللهم سدد رميهم على مواقع حماس الإرهابية"
قد يقفز إلى الذهن سريعاً أن قائل هذه العبارة، هو شخص إسرائيلي، أو الناطق باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي، ولكن المفاجأة أن قائلها هو مواطن سعودي مسلم، يدعو الله أن يسدد رمي الإسرائيليين لقتل الفلسطينيين في غزة.
الناشط الحقوقي السعودي وعضو منظمة العفو الدولية أحمد بن سعد القرني دعا الله بأن “يسدد رمي إسرائيل” خلال قصفها المتواصل منذ اسبوع على قطاع غزة، ما أدى لاستشهاد عدد من الفلسطينيين حتى الآن، وإصابة العشرات بجروح، إضافة إلى تدمير العديد من المنشآت المدنية والمنازل.
القرني في تغريدة على تويتر قال: “دولة إسرائيل تقصف الإرهابيين (حماس) بقطاع غزة.. اللهم سدد رميهم على مواقع حماس الإرهابية”.
مضيفا: “أتمنى من رئيس إسرائيل نتنياهو أن يتجنب الأطفال والنساء وكبار السن ويهدم البيوت على رؤوس قادة حماس الإرهابية المتاجرة بالقضية”!!.
الكاتب الفلسطيني، ورئيس تحرير صحيفة “وطن” نظام المهداوي رد على القرني مؤكدا بأنه ما كان ليجرؤ على الحديث عن المقاومة بهذه الطريقة لولا تشجيع حكومته له وسكوتها عنه”.
ورد مهداوي على تويتر قائلا: ”لو أن واحدا فقط من هؤلاء الصهاينة العرب يوضح لنا ما الإرهاب الذي مارسته حماس لكنهم إمّعات يفتقدون الشرف والكرامة والانسانية والأدهى أنهم يستخدمون الدعاء لله بأن يسدد الله رمي الصهاينة ولولا تشجعهم حكوماتهم القميئة على هذا ما تجرأوا وكشفوا عوراتهم”.
عدد من الكتاب والإعلاميين السعوديين أعلنوا تضامنهم مع إسرائيل، في قصفها وقتلها للشعب الفلسطيني، ومنهم الإعلامي السعودي، عبد الحميد الحكيم، الذي هنأ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بمناسبة نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، في الوقت الذي كان فيه جيش الاحتلال يقتل عشرات الفلسطينيين خلال مسيرات العودة على حدود قطاع غزة.
وقال في تدوينة على تويتر: “أتقدم بالتهنئة لدولة إسرائيل شعبا وحكومة بمناسبة هذا الحدث التاريخي. فعندما زرت القدس وجدتها مدينة من العالم الأول فأدركت احترام المجتمع الإسرائيلي لعاصمتهم المقدسة ولثقافة حرية العبادة فيها وشكرت الله بأن مكة والمدينة والقدس تحت إدارة أنظمة تحترم قداسة هذه المدن وجعلتها من أجمل مدن العالم”.فيما وصف الكاتب السعودي تركي الحمد، الانتفاضة الفلسطينية في “ذكرى النكبة” والتي استشهد فيها لحد الان أكثر من 50 فلسطينياً وأصيب بحدود 2500، بأنها (مناورة إيرانية) تنفذها حماس على حساب أطفال غزة!.
وامام هذه المواقف العربية المتخاذلة يتوجب على الشعب الفلسطيني ان يوحد صفوفه ويتمسك بخيار المقاومة ويضع كل مقدراته مع محور المقاومة الصادقة المتمثلة بجمهورية ايران الاسلامية وسوريا وحزب الله وتطوير العلاقة مع الدول المتعاطفة مع قضيته مثل روسيا والصين وكوبا وكوريا ومع جميع احرار العالم .
https://telegram.me/buratha