سجاد العسكري
نسمع بمؤتمرات لها صدى في عموم العالم , وخصوصا مايتضمنه الاعلان وتتبناه دول لها مكانة اقتصادية قبل بدء المؤتمر بما سيتم مناقشته من محاور رئيسية وحل مشكلات ما عالقة , وهي تتناول التقارب والفائدة المتبادلة بالدرجة الاولى , وبالتاكيد على حساب الاخرين ؟! وعادة المؤتمرات العالمية الكبيرة تمثل شريحة دول محدودة - كما هي قمة العشرين- ذات توجهات ومصالح اقتصادية مشتركة , وهي غير ناظرة للمشاكل التي تهز ضمير الانسانية منها مشاكل اقتصادية او اعتدائات سافرة وجرائم بحق الانسانية امام مسمع ومرأى هذه الدول , والتي تعتقد بان العالم تحت قبضة ايديها وتحت رحمتها , علما ان بعض هذه الدول هي من تصدر السلاح القاتل للعالم لتنتظر اشعال فتيل النزاعات ؛لتدر عليهم اموال تفوح منها رائحة الدماء ؟!
من هذه المؤتمرات هو قمة وقادة الدول مجموعة العشرين الذي اختتمت اعماله في الدولة المستضيفة الارجنتين , والذي يهتم بصورة رئيسية بالاقتصاد العالمي , الذي يعالج التحديات والتعاون الاقتصادي العالمي! ؛لكنه في الاونة الاخيرة توسع ليشمل ملفات التنمية والتغير المناخي ,ومكافحة الارهاب ؟
في هذه القمة ظهر جليا التوترات والانقسامات مابين ترامب من جهة والدول الاخرى , الذي لم يصل الى اتفاق واضح وملموس حول قضايا الاقتصاد العالمي والمناخ وهو ما تفاداه البيان الختامي للقمة ! وهو مؤشر اخر لتسلط امريكا وهيمنتها على القرار سواء في هذه القمة او العالمي ! ومن الامور التي تميزت بها هذه القمة , والغريبة والمضحكة في نفس الاثناء هو مجموعة من التجاهلات منها :
• تجاهل اغلب القادة لأبن سلمان السعودي , وهذا يدل على رفض دولي لهذه الشخصية المثيرة للاضطراب والقلق ,بينما اخرون التقوا به فالمصالح فوق المباديء.
• تجاهل مايحدث في اليمن من جرائم خطرة ضد الانسانية ,هل هنالك صفقة,عدم جدية مايتفوهون به؟!
• تجاهل التظاهرات التي خرجت وتضليل الرأي العام الرافض لسياسات السعودية.
• تجاهل ترامب لما كان مقرر في المؤتمر وتحقيق ارادته ,وكذلك موقف الدول الذي خلا عملياً من أيّ وعود ملموسة في البيان الختامي للقمة.
في هذا الاثناء من لقاءات وانتقادات وتقاطعات وانقسامات انتقد موقع وورلد سوشاليست الأمريكي السياسية الأمريكية في أعقاب قمة العشرين حيث قال الكاتب "اندريه دامون": إن رحلة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى قمة مجموعة العشرين في بيونس أيريس بالأرجنتين كانت مصحوبة بفيض من الغلو في جميع أنحاء المؤسسة السياسية الأمريكية، ولم تستهدف روسيا فحسب، بل مع عدوانية أكبر من أي وقت مضى، استهدفت الصين أيضاً.
لكن يبقى شيء ما يتم طبخه على نار هادئة , بأن مايدور خلف الكواليس يختلف جذريا عن المعلن امام وسائل الاعلام , وهذه القمة تذكرنا بقمة جامعة الدول العربية ومايقرر في البيان الختامي الذي عادة يكون محبط للتطلعات , فالغلو في السياسة الامريكية والعدوانية فقط على روسيا والصين ام تعدى على العراق وايران وسوريا واليمن ولبنان... قد تزيد دائرة السياسة العدوانية الامريكية حسب الصفقات والدفع من البقرة الحلوب التي تدر ذهبا في ظل عدم الاستقرار, والسكوت من قبل العشرين دولة لتؤكد فعلا قمة لتجاهل اهم الاحداث التي يمر بها العالم .
https://telegram.me/buratha