عاش منير صبيحاني في الولايات المتحدة لمدة تقرب من 25 عاما، قبل أن تلقي السلطات القبض عليه الصيف الماضي وترحله إلى العراق، ليفقد أثره بعد ذلك.
ورحلت سلطات الهجرة والجمارك على نحو مخالف لأمر قضائي اتحادي أميركي صدر قبل عامين والذي قضى بوقف ترحيل نحو 1400 عراقي، حيث كان صبيحاني واحدا منهم.
وفي خطوة نادرة أمرت المحكمة سلطات الهجرة بضرورة العثور عليه وإعادته إلى الولايات المتحدة.
ففي آب الماضي وافقت سلطات الهجرة والجمارك على إعادته إلى الولايات المتحدة، لكن في البداية كان عليهم أن يكتشفوا ما حدث له بعد أن وضعوه على متن طائرة متوجهة للمغرب في طريقها للعراق من دون وثائق رسمية عراقية وليس معه أي شخص.
وتقول المحامية في اتحاد الحريات المدنية الأميركي مريم أوكرمان إن "سلطات الهجرة فقدت أثر صبيحاني في المغرب"، مشيرة الى انه "لعدة أيام لم يعرفوا مكانه، لقد تطلب الأمر منا عدة أشهر ومحققا خاصا للعثور عليه".
وبالفعل عاد صبيحاني البالغ من العمر 52 عاما إلى الولايات المتحدة ليلة الثلاثاء الماضي، بعد جهود حثيثة بذلها الاتحاد المدني للحريات من أجل تحديد مكانه وإصدار وثائق رسمية تمكنه من العودة.
كيف اختفى وأين؟
وفي مقابلة مع راديو "أن بي آر" الأميركي يقول صبيحاني "تم ترحيلي في 10 آب الماضي وكان من المقرر أن أصل بعد يومين إلى بغداد مرورا بالمغرب والبحرين".
وفور وصوله إلى المغرب احتجزته سلطات المطار هناك لعدة أيام لأنه كان يفتقر إلى الوثائق الرسمية.
ويضيف صبيحاني "لم يكن هناك طعام ولا ماء، ولم أستطع الخروج لأنني لا امتلك أوراقا رسمية، لقد عاملوني كالكلب".
وأطلق سراح صبيحاني بعدها بأيام وتم السماح له بالاستمرار في رحلته إلى البحرين ومن ثم إلى العراق.
وبقي في العراق لنحو أربعة أشهر لكنه عانى من عدم امتلاكه أوراقا رسمية في بلده، حيث اكد صبيحاني ان "عدم وجود وثائق رسمية عراقية يجعل من المستحيل تقريبا استئجار شقة أو الحصول على الرعاية الطبية العامة أو حتى التنقل عبر نقاط التفتيش الأمنية دون التعرض لخطر الاعتقال".
وأضاف قبل أن يستقل أول رحلاته عائدا إلى الولايات المتحدة من بغداد "أعرف أن هذا هو بلدي، لكنه ليس آمنا، أحب الولايات المتحدة لأنها أفضل، كان لدي الكثير من المتاعب هنا".
ووصل صبيحاني، المولود في بغداد، إلى الولايات المتحدة كلاجئ في عام 1994، بعد أن قتلت شقيقتاه وأخوه في الانتفاضة الفاشلة التي اندلعت في العراق ضد حكم الطاغية المقبور صدام حسين عام 1991.
وأدين بحيازة المخدرات في عامي 2002 و2004، وقضى نحو أسبوع في السجن في كل مرة قبل أن يتم وضعه تحت المراقبة.
وفي حزيران 2017، تلقى صبيحاني أمرا بالترحيل، وتم اعتقاله ثم أطلق سراحه وبعدها تم احتجازه مجددا، وكان يعمل في محل لتصليح السيارات قبل أن يتم ترحيله.
وجاء قرار ترحيل صبيحاني في إطار تفعيل إدارة الرئيس دونالد ترامب إجراءات لإبعاد المقيمين من أصحاب السوابق الجنائية.
ويقول صبيحاني، الذي كان يحمل "غرين كارد" ويعيش بالقرب من ناشفيل بولاية تنيسي لمدة 15 عاما، إنه يعتزم الآن استعادة شقته والبحث عن عمل، بعد أن تم إخلاؤها ورمي أغراضه في الشارع عندما كان في العراق.
https://telegram.me/buratha