أحمد عبد الواحد
بغض النظر عن تفاصيل مايحدث في موضوعة وزارة الخارجية الايرانية، وبغض النظر عما حصل في موضوعة الاستقالة للسيد جواد ظريف إلا ان القدر المشترك يُنبئ عن وجود بعض السجالات والأختلافات مابين الفريق المحافظ ومابين الفريق الآخرالاصلاحي الذي بيده سلطة الحكومة وتحديداً وزارة الخارجية.
ــ الفريق المحافظ المعارض يرى ان حكومة السيد روحاني طيلة هذه المدة الزمنية للسنوات الطوال أحرجت وأوقعت الدولة في ضعف بسبب انها كانت تدعي ( ان التفاوض مع الغرب وتحديداً الولايات المتحدة الامريكية سيكون مخرج للشعب وللبلد).وكان لهذا التوجه غطاء لابأس به من قبل جمهور هذا الفريق الاصلاحي يروج لهذه الفكرة وجعل منها رأي عام, خصوصاً لدى الشباب والأوساط الاكاديمية.حتى وصل الامر بالضغط على ولي الامر الامام الخامنئ (بالتفاوض لاجل اخراج وانقاذ الشعب والبلد)ومع معرفة السيد الولي بنتائج الامور وان امريكا ليست صادقة فيما تدعي قدم لهم النصيحة والارشاد ولكن مع ذلك اصروا عليه بالتفاوض مع امريكا واوربا
بعد ان غدر الرئيس الامريكي ترامب بالعهود والمواثيق التي كانت مع ايران وبعد ان جعل العقوبات الظالمة تترا على الشعب الايراني المظلوم، عندها قام الفريق المحافظ وصنع رأي عام مفاده:( حكومة السيد روحاني وتحديداً جواد ظريفي وزارة الخارجية أوقعت الدولة في ضعف وحصار آخر, اكثر قساوة من ذي قبل)
من هنا تجد الفريق المحافظ في قبة البرلمان وتحديداً لجنة الخارجية كانوا اشد المعارضين للسياسات الخارجية التي لازالت ضعيفة بنظرهم وكانت لهم رؤية استراتيجية أخرى في التعاطي مع الشأن الخارجي مختلفة مع حكومة السيد روحاني ووزيره السيد جواد ظريفي.
ماهو وجه الاختلاف؟
يرى الفريق المحافظ: ( ان سياسة الاعتدال في التفاوض مع الاتحاد الاوربي بدون جدولة سقوف زمنية محددة وواضحة سيجعلنا نرجع الى المربع الاول, بدون نتائج تذكر وهذا يعني ان الغرب والاتحاد الاوربي يعملان على لعبة حقيرة اسمها كسب الوقت وتمديده للضغط على ايران اقتصادياً وشعبياً ونفسياً).
ــ جاء المشهد الاخير( زيارة الاسد الى ايران) ليتوج اشدية هذا الاختلاف حيث كان التنسيق الامني والسياسي للزيارة برمته تحت نظر الفريق المحافظ وخارج عن ارادة الفريق الاصلاحي ووزيرالخارجية . والسبب ان الفريق المحافظ يرى ان انتصار سوريا وزيارة الاسد لايران هو صناعة وانتاج ثمرته ومنجزاته الفريق المحافظ.
ــ قدم وزير الخارجية استقالته وجعل الفريق الاصلاحي منها قضية ومظلومية ورأي عام من خلال ادوات اعلامية نشطة وأخرى بعضها مغرضة, تجعل من الاستقالة قضية ومظلومية ضد الشعب والدولة معاً! بحجة ان الحكومة والخارجية تريد انقاذ الشعب من الحصار
والسيد جواد يتفاوض مع الاتحاد الاوربي لاجل هذا الغرض وان الفريق المحافظ المتشدد لايقبل بالاعتدال! ويطلب التصعيد ضد الغرب والاتحاد الاوربي وايضاً على المستوى الدولي كان هناك رأي عام تم صناعته في دهاليز الغرف المظلمة للكيان الصهيو امريكي وحلفائه في الوطن العربي والاوربي ايضاً كان له دور فاعل في ايجاد رأي عام خصوصاً في السوشيل ميديا بحجة ان السيدالولي ضد السيد جواد ظريف ؟
التحليل:
أولاً ــ لعب الحظ دور مهم وفاعل في هذه القضية(الاستقالة) وشطارة السيد جواد ظريف والفريق الاصلاحي. جعلوا من الاستقالة قضية ورأي عام ومظلومية؟ لأجل تخليص ونجاة الفريق الاصلاحي من مأزق الفشل والخسارة الحكومية.
ــ ايضا يعطي بديل آخر ممثل عن الفريق الاصلاحي لصناعة نجم جديد (جواد ظريف)
في الانتخابات المقبلة الرئاسية كما فعلوها مع السيد خاتمي حينما كان وزير الارشاد والثقافة.
ثانياً ــ خسر الفريق المحافظ بعض ادوات قواعد الاشتباك مع الفريق المحافظ, كان المفترض ان يعلن الفريق المحافظ فشل حكومة السيد روحاني وسياسته في هذه الايام وايضاً في الانتخابات المقبلة لولا هذه الاستقالة المحرجة وايضاً قوانين الحياة لاترحم حينما يخطئ الشاطر حساباته( الفريق المحافظ)؟.
النتيجة:
1ــ بدل من ان يستثمرها ويلعبها الفريق المحافظ لعبة الشاطر الحكيم والبصير في صناعة رأي عام ضد حكومة الفريق المحافظ, أستغلها الفريق الاصلاحي بطريقة, جعل من الاستقالة قضية ورأي عام, بل قد لاجامل ان قلت:ان البعض أرادها ان تكون موجهة ضد الامام السيد الخامنئ؟.
2ــ اسناد الامام الخامنئ والحاج سليماني ورئيس الجمهورية للسيد جواد ظريف أعطى له دفعة كبيرة وقفزات نوعية للوصول الى أوج قمة الجبل, بحيث تم التعاطي معه بطريقة المصلحة العليا هو بقاء السيد جواد ظريفي.وسيتم استثمارها فيما بعد
3 ــ هذه الحادثة هي رسالة لمن يعمل في الحقل السياسي عليه ان يعلم ان الحقل الزراعي والعسكري اسهل بكثير من الحقل السياسي؟. وهي رسالة وحكمة خصوصاً لخط قيادة المقاومة الاسلامية العراقية حفظهم الله تعالى
ان نجاحك هو خدمة الناس وفشلك هو الابتعاد عن خدمة الناس اجعل عملك مع الناس 80% منه خدمي و20% منه حزبي وحكومي.
-- لاتستطيع السيطرة على الحكومة والبرلمان والعملية السياسية الا من خلال خدمة الناس
فهو المفتاح الذي تسيطر عليه لكسب قلوبهم.
ــ عندما يكون رأس مالك الجماهيري ضعيف أو مشلول عندها لاتتصور ان الاخرين يعطوك أكثر من حجمك حتى لو كنت تمتلك تاريخ مشرف وثمين؟. ستكون في نظرهم أضعف من الضعيف!!؟
قال تعالى: (فَبَشِّرْ عِبَادِالَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ )
https://telegram.me/buratha
