عبد الحسين الظالمي
ونحن نعيش هذه الايام مع الابناء محنة الامتحانات الوزارية لدراسة المتوسطة والكليات وننتظر بعد اسابيع الامتحانات الوزارية لدراسة الاعدادية ونقول محنة وفعلا انها محنة فكل اطراف العملية التربوية بالعراق واقعين بين المطرقة والسندان من العائلة الى الجهاز التعليمي والطالب كذلك ، واقعين بين مطرقة الواقع المرير وبين الطموح والامل في بناء جيل جديد يحصد مازرع الاباء .
لا احد يختلف على اهمية التعليم والتربية باعتبارها عماد البناء الحقيقي لان اصل البناء هو بناء الانسان والرقي به الى مستوى يجعله قادرا على المساهمة في بناء المجتمع باعتبار الفرد هو اللبنة الاساسية في بناء هرم المجتمع وبدون بناء انسان واعي مدرك ومتعلم لا يمكن بناء مجتمع متطور وراقي مهما بذلت من اموال وجهود .
لا احد يتخلف ايضا على حقيقة كون التربية والتعليم ركن اساسي من اركان بناء لانسان وهي الاسرة والمدرسة والمجتمع (البيئة الاجتماعية) هي الاركان التي توسس وتصقل شخصية الفرد لتجعل منة عنصر فعال منتج او فاشل والسوال الذي يطرح نفسة هل فعلا التربية والتعليم في العراق بمستوى هذه المهمة الكبرى (تربية الجيل وتعليمة) ؟.والغرض الجواب لابد من مناقشة اركان هذه المهمة (الاسرة ، المدرسة ، البيئة) .
الاسرة
............
تشكل الاسرة الحجر الاساس الاول واللبنة الاولى في عملية البناء وعندما يكون الاساس صالح وسليم كان البناء صحيح وسالم وصامد امام اي متغيرات والعكس صحيح ونتيجة ما يعيشه العراقين من اثار حروب وسياسات قمعية ومشاكل اقتصادية ساهمت في ارتفاع بيانات التفكك الاسري في المجتمع العراقي وكثرت الايتام والارامل وشاع الطلاق بمعدلات مخيفة بالاضافة تراجع معيشي مقاس على ضوء الحاضر وليس مقارن بالماضي.
العالم اليوم اصبح بيت واحد وليس قرية كما يقال سابقا نتيجة دخول التكنلوجيا حتى في غرف المنام لذلك انعكس كل ذلك على دور الاسرة في بناء الطفل وتربية واعداده لدخول الركن الثاني وهو المدرسة بالاضافة الى الارث الاجتماعي وتعدد الانجاب مع انعدام ابسط الظروف المعيشية لاغلب العوائل من مسكن وتغذية وتطبيب مما جعل تربية الطفل عملية صعبة وعسيرة بالاضافة الى تدني المستوى التعليمي والثقافي لاغلب العوائل وجهلها باسسس وقواعد التربية الصحيحةً هكذا يسلم الطفل الى المدرسة في اغلب الاحيان بدون تمهيد (الروضة) يدخل ربما خائف وجائع وقد لاتوفر الملابس ومتطلبات الدراسة الا ما ندر .
المدرسة
.................
انعكست الاوضاع العامة واثارها على اركان المدرسة والتي تعد الركن الثاني من اركان البناء
فالمدرسة (بناء و معلم ومنهج وطالب).
لم تعد المدراس كبناء بالمستوى المطلوب لا من حيث الانشاء والمساحة ولا من الامكانيات المطلوبة ، اغلب المدارس بالية ومساحات ضيقة لا تتوفر في اغلبها ابسط شروط التعليم من تبريد وتدفئة الى مجاميع صحية الى ساحات وحدائق وحوانيت صحية بالاضافة الى النقص الحاد في اعداد المدرس مما جعل الدوام في المدرسة الواحدة يصل الى ثلاث وجبات بالاضافة الى حالات الاكتضاض في كل صف وهو خارج التصور فقد يصل عدد الطلاب في الصف الى اكثر من سبعين طالب او طالبة بدون ابسط ادوات التعليم الحديث (رحلة الجلوس مكسورة، السبورة قديمة ، المراوح السقفية اصواتها اعلى من الطلاب ، زجاج الصفوف مكسور) على الطالب ان يجلب معه قنينة الماء لعدم توفر الماء الصالح اما المجاميع الصحية فيفضل الصبر لحين العودة الى المنزل اما الساحات فمتربة ، هذا حال اغلب المدارس في عموم المحافظات .
المعلم
............
انسان يتاثر بالظروف التي تحيط به من المنزل الى وسيلة النقل الى الاجواء العامة المشحونة الى صف مكتض بحوالي سبعين طالب بمختلف المستويات والامزجة والادراك في صف غير مبرد مع درجات حراره عالية جدا كيف يمكن ان يتصرف كيف يمكن ان يفهم مادة لسبعين طالب ؟ مع العلم في الابتدائية والمتوسطة وحتى الاعدادة المعلم والمدرس ليس محاضر يلقي محاضره ويغادر يفهم من يفهم او لا يفهم كما هو في الجامعة لذلك توثر هذه الظروف على مزاج المعلم وطريقة طرحه للمادة فربما يعصب او ينهر مما يترك اثر على نفسية الطالب وعلى تقبل الطالب لمادةهذا المعلم ناهيك عن افة التعليم الخصوصي والتي دمرت التعليم الحكومي والعوائل وارهقت كاهل صاحب الاسرة .
المنهج .......
عدم استقرار المنهج وكثرة مرات تغيره بطرق لاتنسجم مع الظروف التي يعيشها البلد مع عدم توفر دورات تطوير لتلافي التفاوت الحاصل في تغير المواد حذفا او اضافة وداخل طرق ومبرهنات ومواد يحتاج المعلم ان يفهما قبل الطالب ويسيطر على المادة حتى يتمكن من ايصالها.للاسف في السنوات الاخيرة برزت هذه المشكلة بشكل واضح وقد غفل واضعو المناهج عن عدم قدرة العائلة في مساعدة الطالب لكثرة تغير المواد حتى ولو كانت العائلة متعلمة ( كانت الام المعلم الثاني للطالب).
الطالب
..........
تطور الحياة وسرعتها وخصوصا التطورالتقني انعكس على وضع الطالب وفتح امامه وسائل
تبعده عن االدراسة والاهتمام بالواجبات وتعلمه سلوكيات لم تكن معروفة وتفتح عينية على طرق غش لم تكن معهودة ، مما جعل البعض منهم يسلكون طرق تعامل مع المعلم غريبة بالاضافة الى التذخلات العشائرية واصحاب النفوذ بالعملية التربوية مما جعل الطالب يظهر بشكل ضعيف مهزوز وخائف اغلبهم يجهل حتى قواعد الاملاء ناهيك عن الخط والاسلوب.
الخلاصة
..........
مع ماذكر فهل نحن امام بناء ناجح ام لا؟ كيف يكون ناجح ونحن اما امام دخول شامل
يستوي فيه المجد وغيره، واما امام حرمان اعداد كبيرة من الطلبة بحجة الخوف من تدني نسبة النجاح في المدرسة، وهل يعقل ان نقول ان نسبة النجاح في الوزاري هي المعيار والشعبة التي فيها خمسين طالبة تدخل منها ١٤ فقط وتحرم ٣٦ طالبة فهل هكذا تقاس نسبة النجاح للعملية التربوية؟!
خصوصا ونحن نتكلم عن سادس ابتدائي وثالث متوسط ٣٦ طالبة تبقى في نفس الصف كيف يمكننا معالجة المدخلات والمخرجات ؟ وكيف يمكن ان نحل مشكلة النقص الحاد بالمدارس والمدخلات تتضاعف والمخرجات تتناقص على هيئة الراي في وزاةالتربية ان تعيد النظر بسياقات التعليم بكل مفاصله مدخلات ومخرجات ووسائل ودوات وان تعالج شروط منح المدارس الاهلية والتدريس الخصوصي ونسب الدخول والنجاح في الوزاري ومشكلة انعدام الاراضي المخصصة للمدارس في المدن والاحياء العشوائية ناهيك عن الدورات التاهيل ووسائل التدريس وطرق التقيم واعادة النظر بطرق وضع الاسئله وطرق التصحيح ومغادرة المركزية خصوصا للسادس ابتدائي والثالث متوسط.
ـــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha