يجمع المراقبون في لبنان على أنه لن يكون هناك تصعيد بين "حزب الله" اللبناني وإسرائيل، بعد مسيّرات الضاحية الجنوبية وغارة قوسايا، إلا أنهم يؤكدون أن رد حزب الله حتمي.
وكشف المحلل السياسي اللبناني، جمال واكيم، لـ RT، أن "الطائرة المسيرة التي سقطت في الضاحية الجنوبية لبيروت السبت الماضي، كانت تستهدف شخصية كبيرة في حزب الله، وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بينامين نتنياهو، يريد تقديم الحادث كإنجاز في حملته للانتخابات المقبلة، لكن الاستهداف فشل".
وقال واكيم إن "رد حزب الله حتمي، وقد يكون مماثلا للهجوم الإسرائيلي، عبر طائرات مسيرة من دون طيار داخل العمق الإسرائيلي"، مشيرا إلى أن "الحزب يمتلك تقنيات متطورة ومتقدمة في هذا الشأن". أما التوقيت، فقد يكون قبيل الانتخابات الإسرائيلية لتوجيه صفعة لنتنياهو، وفق تعبير واكيم.
وعن الموقف الرسمي اللبناني المتمثل بموقف رئيس الجمهورية ميشال عون، باعتبار الاعتداءين الإسرائيليين بمثابة إعلان حرب على لبنان، رأى واكيم أنها تشكل غطاء لأي رد قد يقوم به حزب الله على إسرائيل.
"لا توقعات بالتصعيد أو بتغيير قواعد الاشتباك التي تم إرساؤها منذ العام 2006 إبان حرب تموز"، خلاصة اتفق عليها واكيم مع المحلل السياسي اللبناني، سامي نادر، الذي أكد بدوره أن "ما حدث لا يعدو كونه تبادل للرسائل والتحذيرات، إلا أن الفريقين غير مستعدين ولن يغامرا بحرب مدمرة"، وفق تعبيره.
ويستدل نادر على عدم الجنوح نحو التصعيد، بالإشارة إلى أن "حزب الله خرج منهكا من سوريا، كما أن البيئة الحاضنة التي توفرت له في حرب تموز 2006، لم تعد متوافرة بفعل الحالة المزرية للاقتصاد اللبناني المنهار".
أما من الناحية الإسرائيلية، فقال نادر إن "نتنياهو مقبل على انتخابات وسيتجنب تراكم المخاطر في هذه المرحلة التي يتعرض فيها لانتقادات خصومه".
وأعلن "حزب الله"، صباح الأحد، أن طائرة استطلاع مسيرة إسرائيلية سقطت في ضواحي بيروت، التي تعد معقلا له، فيما انفجرت أخرى في أجواء المنطقة نفسها.
وفي فجر اليوم التالي، شنت إسرائيل غارات جوية على موقع عسكري تابع للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (القيادة العامة) في لبنان، في بلدة قوسايا البقاعية قرب الحدود السورية.
ودان كل من رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري والرئيس عون، هذا "الاعتداء الإسرائيلي"، فيما طلب وزير الخارجية، جبران باسيل، من مندوبة لبنان لدى الأمم المتحدة التقدم بشكوى فورية إلى مجلس الأمن الدولي، لإدانة هذا "الخرق الخطير للسيادة اللبنانية".
وعلى خلفية حادث الضاحية الجنوبية، أجرى وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، يوم الأحد أيضا، اتصالا هاتفيا مع رئيس الحكومة اللبنانية، أشار خلاله إلى "ضرورة تجنب أي تصعيد، والعمل مع كافة الأطراف المعنية لمنع أي شكل من أشكال التدهور".
https://telegram.me/buratha