مؤيد الساعدي
تدير السفارة الأمريكية في العراق مهمة إعلامية تدميرية بواسطة أذرعها المعروفة ومنها "قناة الحرة عراق" حيث تعمد الى بث سمومها بين الجماهير طبقا لتكتيكات المرحلة التي تحددها وزراتي الحرب والخارجية الأمريكيتين.
وتتوزع نشاطات السفارة بين استغلال وسائل اعلام وندوات ودورات للشباب والخريجين عبر صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي يديرها مدونون معروفون وبعض ما يوصف بقادة الرأي، بهدف تحريك الشارع وتوجيه البوصلة نحو مراسي المصالح الامريكية واجنداتها في البلاد.
وهنا لا بد من التعريج على رصد سلسلة ادوار السفارة في الجوانب الاعلامية:
-لقد طوت السفارة الأمريكية صفحة طويلة من إدارة الفتنة الطائفية لغاية ٢٠١٤ والمرحلة الماضية اتسمت بتأجيج الطائفية وصناعة قوى الارهاب التكفيري.
-الصفحة الثانية كانت عبر تنمية الشعور "القومي" وهي محاولة إبراز العراق العربي على الفارسي ويهدف هذا التكتيك لإيجاد صراع بيني "شيعي شيعي" ، والهدف من ذلك هوه تدمير قوة الشيعة الذاتية (المرجعية، الحشد، زيارة الاربعين) وهذه القوى برزت وتفوقت خلال مرحلة التصدي لداعش، وهي اليوم فاعلة ومؤثرة على الاصعد السياسية والعقائدية والاجتماعية، لذا يجب أن تكون في مرمى نيران أذرع السفارة.
وهنا نخص التحليل والبحث بقناة الحرة التي عملت طيلة السنوات المنصرمة على بث عناصر التدمير في نفوس العراقيين من هذه العناصر:
[ ] فقدان الأمل
زرع مشاعر اليأس والاحباط من النظام الحالي، وأن القوى الإسلامية عاجزة عن اللحاق بالنظام الغربي الذي يمثل الأنموذج الحضاري وأن مستقبل العراق بلا قوى إسلامية سيكون اكثر تطورا .
[ ] النزعة القومية
بعد فشل مخطط الصراع السني الشيعي " طائفيا " يجر العمل على ايجاد اقتتال شيعي شيعي وذلك ببذر فتنة القومية بدل الطائفية، وهنا التأكيد على العرق "العربي" مقابل "الفارسي"، وبالتالي فصل شيعة العراق عن إيران وهذا يمثل تغييرا جوهريا عن الخطاب الذي كان سائدا قبل اعوام من قبيل الاغلبية والاقلية والتهميش الخ.. .
[ ] إسقاط القدوة
ايهام الجمهور بان أصل الفساد السياسي ديني، وان مرجعية السيد السيستاني سياسية وليست دينية عامة، وذلك لربط كافة الأخطاء السياسية والتعثر الخدمي والأمني بعد ٢٠٠٣ بالمرجعية والشيعة عموما.
[ ] العتبات شركات ربحية
ترسيخ فكرة بان العتبات شركات ربحية تتضخم على حساب قدرة الحكومة المالية و حاجة الشعب، حيث يوهمون الناس بأن إيرادات العتبات تسرق وأموال الحكومة تدار بطريقة ربحية فاحشة تحت عناوين مقدسة .
[ ] فواحش رجال الدين
جنس "المتعة " نوع من الاستغلال الفاحش الذي يقوم به رجال الدين، إشباع رغبات واستغلال النساء وارامل الشهداء تحت عناوين الدعم المعيشي، هذه الفكرة تساهم بزعزعة مكانة رجل الدين وحضوره الاجتماعي والأمر ينسحب على المناسبات الدينية سيما زيارة الاربعين، تماما كما يحصل في التجمعات الدينية العالمية في الصين وأمريكا.
[ ] عراق مستقر بلا حشد
بعد ترسيخ فكرة وجود حشد ايراني وحشد عراقي يتم العمل الآن على إدانة سلاح النصر العقائدي الذي قهر داعش، التخوين والتشكيك وربط الجرائم الاقتصادية وتهريب النفط وانتشار شبكات الدعارة ومافيات المخدرات كل ذلك يتم الصاقه بتشكيلات الحشد، وإيجاد قناعة شعبية بان العراق سيكون مستقرا وأكثر مقبولة إقليميا ودوليا فقط اذا تخلص من الحشد الشعبي. وهذه نقطة محورية سابقة في توصيات "ريان كروكر".
[ ] مفاهيم بديلة
"الحرية" بدل "القدسية" و "السلام" بدل "الشهادة" وكذا الحال بالنسبة لفكرة " المصالح " على حساب "الكرامة"، وذلك كله تحت عنوان مصالح شعبنا أولا كفى حروبا كفى إراقة للدماء.
[ ] رياح تغيير جديدة
ايجاد عقيدة سياسية جديد تشمل الفئات العمرية الشبابية سيما اولئك الذين لم يعاصروا الدكتاتورية البعثية، في حين وجد الشباب انفسهم في حياة ديمقراطية متعثرة، هذه الفئات ستكون الاكثر حضورا في صناديق الاقتراع أو بواسطة "الحراك الشعبي" الانقلابي.
https://telegram.me/buratha