مع انطلاق الاحتجاجات في البلاد ، التفت المراقبين الى كميات من الاموال تصرف على المعتصمين يومياً، وشرعنتها عبر عملية جمع التبرعات من المشاركين ، وبذا تصبح الاموال التي تمول بها هذه الاحتجاجات قانونية لا يخشى مصدرها من المحاسبة.
وبحسبة بسيطة، ووفقا للمحلل السياسي والاكاديمي الاقتصادي ضياء الدين الصفار، فان “عدد المحتجين المرابطين في ساحة التحرير يصل الى عشرة الاف مواطن، في حين يرتفع هذا العدد ليصل خلال اليوم الى اضعافه مرات”.
ويقول الصفار في حديث لـ “الاتجاه برس”، إن “توفير طعام الافطار والغداء والعشاء، لعشرة الاف محتج يومياً يحتاج مبلغ يصل الى 10 الاف دينار لكل فرد على اقل تقدير، لذا فالمجموع يصل (100) مليون دينار يومياً”.
ويضيف الصفار، أن “المحتجين يرتفع عددهم يومياً الى خمسة اضعاف، بمعنى انه يتجاوز الخمسين الفاً، اي ان مبلغ الدعم لهم، يتجاوز الـ(500) مليون دينار، فضلاً عن اللافتات والاعلام والاضوية الليزرية وخوذ الرأس والنضارات والدروع، وكذلك اقنعة غاز سعر الواحد منه (25) الف دينار”.
وتابع: “تصل المحتجين، كميات هائلة من البيبسي ومادة الخميرة، وكذلك اغطية وافرشة مختلفة ومياه وادوية وحتى اراكيل ومشروبات كحولية”، مبيناً أن “مبالغ شراء هذه المواد بهذه الكميات تصل الى مئات الاف الدولارات، وهو امر يثير الكثير من التساؤلات والشكوك حول من يمول ويدعم هذه الاحتجاجات”.
ترافق الاحتجاجات، عمليات دعم اعلامي، من خلال الترويج لضرورة اسقاط الحكومة، وفي متابعة لوسائل التواصل الاجتماعي فان وسوم التظاهرات في العراق وصلت على تويتر الى الترند العالمي (الهاشتاقات الاكثر تداولا عالميا)، لكن ليس من العراق بل من السعودية، فكان نصيب تويتر السعودية 79% من هذه التغريدات، وأما نصيب العراق 6% فحسب.
وفي هذا الملف، كشف الناشط في وسائل التواصل الاجتماعي بلال أسعد، انه “تبعا للحجم الكبير للتغريدات التي انطلقت وملأت التويتر خلال ساعات ضئيلة فإن من يفهم قليلا في تحليل البيانات يرى بأن من قام بهذه التغريدات هو فريق سايبري مجهز للقيام بذلك خاصة وأن وسوم التظاهرات في العراق كانت موضوعة على تغريدات غير مرتبطة تماما بها، وبالتالي فالهدف الاصلي كان رفع هذه الوسوم”.
وقال أسعد في حديث لـ “الاتجاه برس”، إن “الوسوم المرتبطة بالعراق لم تكن ضمن الترند في تويتر السعودية فحسب بل انتقلت الى لبنان والبحرين، والمثير هنا أنها لم تبق سوى 4 ساعات ضمن ترند لبنان، فيما بقيت ضمن الوسوم الاكثر تداولا في البحرين لمدة 24 ساعة، ما يؤكد ان السعودية لديها أكثر من فريق سايبري يعمل في الدول العربية ايضا وهو ما يكسبها قدرة على التلاعب بأحاسيس الجماهير في هذه الدول”.
بدوره، يشير مسؤول أستخباري رفيع المستوى الى ان: “السعودية تضع أملا كبيرا على ما يجري في العراق، ومن الواضح أيضا ان ذلك يأتي ليصرف أنظار الناس عن هزيمتها المذلة في اليمن، وبعد الاتهام المباشر الذي قدمه رئيس الوزراء عادل عبد المهدي للكيان الاسرائيلي بقصف مقرات الحشد الشعبي، ومع اقتراب الاعلان عن صفقة القرن”.
وأضاف لـ “الاتجاه برس”، أن “المعلومات الاستخبارية تؤكد ان اموالا طائلة تصل الى ساحة التحرير، مصدرها الدولة التي تدعم الاحتجاجات تحت مظلة بعنوان (تبرعات شخصية) لدعم المحتجين ومواصلة التظاهرات”
https://telegram.me/buratha