التقارير

هل كانت "الاتفاقية الامنية" ضرورية ؟ ولماذا كان توقيعها امر ضروري؟


علاء عبد الطائي

 

الاتفاقية الامنية الاستراتيجية والتي وقعت بين الجانبين العراقي والاميركي، والتي تسمى حرفيا باتفاقية "وضع القوات" كانت قد تأرجحت آنذاك كالبندول بين الجانبين منذ نهاية 2007 والى يوم التوقيع؛ فتارة ماتصاعدت وتيرة الرفض وتارة ماأنخفضت  ومعها الانظار والتوقعات والترقب والتساؤلات..

السؤال الذي شغل كل الأطراف هو .. اذا وقعت الاتفاقية، ما الذي سيحصل، وان لم توقع, ما الذي سيحصل؟

ومن هذين السؤالين تتفرع اسئلة واستفسارات اخرى ..

ما الفرق بين المعاهدة الدولية والاتفاقية الأمنية؟ ،

ولماذا رفضت الإدارة الأميركية التسمية الأولى وأصرت على الثانية؟

والسؤال الاهم من كل ذلك: ما مدى حاجة او عدم حاجة العراق الى هذه الاتفاقية؟ وماذا يمكن ان يحصل لو ان العراق لا يوقع اتفاقية الصوفا؟ 

بداية لا بد من التركيز على ان القانون الأميركي يطلب موافقة الكونجرس بشقيه: مجلس الشيوخ ومجلس النواب على المعاهدة الدولية ، ومن ثم تصديق الرئيس ، وبهذا تكون للمعاهدة قوة قانونية ملزمة تأتي بعد الدستور  وأما الاتفاق فلا يتطلب سوى توقيع الرئيس ولا يتوجب الالتزام به داخليا إذا لم تقره الجهة التشريعية في البلاد.

ومن هنا فإن الاتفاق الأمني والذي حدد نهاية عام 2011 ، لسحب آخر جندي أميركي من العراق ، هو اتفاق يفترض منه حصول العراق على مكاسب كبيرة، في مقدمتها الخلاص من ضغط ومهانة الفصل السابع.

اما بالنسبة لسلبيات عدم التوقيع فيمكننا ان نلخص ذلك في النقاط التالية:

# إحتمال كبير قيام حرب اثنية وطائفية بسبب ما سينتهي اليه الحال من انعدام قوة ردع وتصدي بأسم الدوله العراقيه والمتأتية من حقيقة ان القوات العراقية بشقيها العسكري والامني الداخلي ليست جاهزة ولا مجهزة آنذاك.

#كان  سيفقد العراق حوالي  6.3 بليون دولار التي تقدم كمساعدات للإعمار ولقوات الامن وللانشطة الاقتصادية، فضلا عن 10 بلايين دولار في السنة بمجال مشتريات عسكرية

من دون ابرام الاتفاقية او تجديد تفويض الامم المتحدة،

# عدم التوقيع سيصبح الوجود الاميركي احتلالا غير شرعي بموجب القانون الدولي

#  تتوقف الولايات المتحدة من تبادل المعلومات الاستخبارية مع الحكومة العراقية وستوقف توفير السيطرة على الحركة الجوية والدفاع الجوي وفرق التدريب او المستشارين في الوزارت الحكومية

#  لايوجد من مجال  "للتصرف بالعراقيين الذين تحتجزهم الولايات المتحدة"، من دون ابرام اتفاقية امنية.

# توقف القوات الاميركية من تدريب قوات الامن العراقية وقوات العراق الجوية والبحرية غير العاملة تقريبا، وتسيير الدوريات على حدوده وحماية الممرات المائية.

# كما سيوقف الجيش الاميركي توظيف حوالي 200 ألف عراقي وتجديد 8.500 عربة همفي كان قد اعطاها الى قوات الامن العراقية.

فيما كانت الوحدات العراقية  تعمل بالترادف مع القوات الاميركية البالغة حوالي 151 ألف عسكري آنذاك

وتولت فرق تدريب اميركية تدريب قوات الامن العراقية.

وكان على الجيش الاميركي أن يحمي المجال الجوي العراقي وكثيرا ما أستخدم مسؤولون عراقيون طيران الجيش الاميركي للتنقل.

فيما الحكومة العراقية غير قادرة على مراقبة مجالها الجوي عبر البلاد، بل حتى الطيران التجاري عبر العراق سيتوقف تماما وتنتهي الرحلات الجوية من البلاد واليها.

ونتساءل..

كان التردد بالتوقيع على الاتفاقية سيد الموقف وناجم عن الخجل او تردد حقيقي او خوف على مستقبل سياسي!! ، فلم تعلن الاتفاقية وبنودها في بداية الأمر على المليء لكي لا يشعر ولاة الامر بانهم يقومون بعمل مشين بقبولهم الاتفاقية.  

واذا كان من الصعب ان يتم التوقيع على الاتفاقية علناً فبالإمكان التوقيع عليها سراً منعاً للإحراج!

إن عدداً من الأسئلة بقيت للآن بدون إجابه  لماذا لم تحال الاتفاقية الى الاستفتاء الشعبي..؟

في حين أن عدداً من دول الجوار لها اتفاقيات مع أمريكا منها أمنية واقتصادية.  ولماذا هذه الحساسية تجاه العراق..؟

لماذا يريدون العراق ضعيفاً؟  لماذا يريدون جيش العراق ضعيفاً؟  هل اصبح العراق خطراً على دول الجوار..؟

وكان من الأحرى أن تعرض هذه الاتفاقية على نخب المجتمع كافه  من اجل المضي بها أو بخلافها.

ان العراق اليوم يواجه تحديات كبيرة: ومنها المتعلق بالفصل السابع والهيمنة الدولية عليه وحجز امواله.  إن ماحصل أخيرا من وحشيه  وتهور  للعنجهيه الامريكيه  يمثل أعلى مستويات الحماقه الامريكيه  بعدما خدعوا من (فروخ السفارات)  و المتعلقه ب (k1) يفرض على المفاوض العراقي  أن تعيد النظر بالاتفاقيه الامنيه.. والعوده إلى المربع الأول والأمر لايعدو ان تسحب ملف الاتفاقيه من أدراج المشرع العراقي للتصويت على إلغاء الاتفاقيه  وهذا أقل واجب يقدم لشهدائنا الأبرار.

ــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك