قبل شهر كانت القوى السياسية تبحث عن أي وسيلة لاستمرار السيد عبد المهدي، وتم طرح مقترح التوجه لتحديد موعد للانتخابات المبكرة فيكون مدخلا لتبرير استمراره بذريعة كسب الوقت، لكن فجأة تحول الجميع للبحث عن مرشح بديل.. فماذا حدث؟
القوى السياسية وجدت أن الحراك يتجه نحو تغيير البرلمان، واستثمار زخم التظاهرات والتعبئة الاعلامية الهائلة في حشد الساحة الشعبية لانهاء نفوذها، وتفكيك لوبياتها التي تتقاسم المصالح، وازاحة أدواتها الفاسدة والفاشلة من سدة مواقع القرار.. وهو نفس رؤية المرجعية العليا للتغيير، والتي دعت أيضا النخب لتنظيم انفسهم مبكرا لقلب المعادلات الانتخابية.
ادراك هذه الحقائق دفع القوى السياسية باتجاه حسم مرشح رئاسة الوزراء بأي ثمن، بغية احتواء زخم الساحات بامتصاص الحالة الانفعالية الشعبية بقرارات ووعود كتلك التي اطلقها رئيس الحكومة الجديد محمد علاوي، بجانب الاستقطابات لقادة الحراك.. مع ادراكها أن الاعداد للانتخابات المبكرة ليس بالأمر السهل بل قد يستغرق عام، وانها ستكسب بذلك فرصة للتسويف قد تمنح علاوي والبرلمان فرصة اكمال المدة المتبقية والافلات من الانتخابات المبكرة، أو على أقل تقدير كسب فرصة لإعادة ترتيب وضعها وترميم قواعدها.
أؤكد لكم أن معظم قادة التظاهرات الميدانيين المؤثرين تم عقد لقاءات معهم، واستقطابهم، وخصصت لهم مواقع حكومية مهمة.. أما ما تشهده الساحات منذ أيام من تصعيد فإنما هو لأحزاب دفعت جماهيرها بقوة الى ساحات التظاهر، لتخوض صراعها السياسي عبرها، وكورقة ضغط مجربة لضمان حصصها الوزارية والدرجات الخاصة.
السيدة الاولى
https://telegram.me/buratha