تقرير /الواح طينية
على مايبدو ان السيد عدنان الزرفي النائب البرلماني حاليا ومحافظ النجف سابقا. بات واضحا انه مرشح الجوكرات الأمريكية التي انتابها الصمت في ترشحه وكأن طأئر السعد الذي كان يختار الملوك في الميثولوجيات القديمة قد حط على أكتافهم وليس على كتف المرشح. الرجل عدنان عباس عبد خضير مطر الزرفي هو من مزدوجي الجنسية العراقية-الأمريكية. ومن مواليد 1966. لاينكر ان له تاريخ جهادي ولكن لوث هذا التاريخ بدخوله دورات تدريبية في اروقة الدوائر السرية في الولايات المتحدة الامريكية في السنين التي سبقت عام 2003 سنة سقوط بغداد.
في سنة 2005 تم تعيينه محافظا للنجف باختيار من قبل السفير بول بريمر. السيرة الذاتية للسيد الزرفي مسودة بجرائم القتل منذ ان كان في مخيم رفحة، السيئ السيط في المملكة العربية السعودية. وبعد أن صار محافظا للنجف تم على يده قتل مجاميع عديدة من الشباب الصدري من النجف حين حاصرهم بقوات امريكية وقضى عليهم في مقبرة السلام وازقة النجف القديمة في الوقت الذي كانت هناك فسحة للحوار معهم وحقن الدماء التي اريقت بدون مبرر.
هنا لايفوتني ان اذكر ان بعض المنافقين من النجف واطرافها هلهلوا له وأخرون صفقوا كمن يصفق لعودة منتصر من حرب ضروس وثالث مهوال تافه (سالت لعابه لهدية) مدحه بارجوزجة جعلت منه بطلا للفرات الاوسط والفارس الذي ينتظره العراق. لا غرابة من المنافقين على مر التاريخ وفي كل المجتمعات فهم يصلون حفاة خانعين في محاريب المتجبرين ويدوسون باحذيتهم القذرة على سجاد المتعبدين.
ترشيح السيد عدنان الزرفي وعليه تهم فساد وجرائم قتل مثبتة في سجلات النزاهة والتحقيق الجنائي بالجرائم اثار جدلا لايزال قائما في اوساط الشارع العراقي المثقف. فدائرة المعارضة كبرت ضده في اول يوم من اعلان ترشيحه لرئاسة الوزراء. تكليف السيد عدنان الزرفي لرئاسة الوزراء لم تكن بعد بالفلتة التي وقى الله شرها العراقيين بل ربما كان تكليفه مدروس من ان يكون المرشح الاول لرئاسة الوزراء قبل تكليف المستقيل السيد محمد علاوي.
الزرفي اعيد تأهيل عودته للإنضمام مرة أخرى الى حزب الدعوة بواسطة الجناح السياسي الذي يقوده المالكي لكثرة الانتهازيين فيه ولانعدام المبادئ في الكثير ممن حول المالكي في هذا الجناح.
فقد جعله (المالكي) في مركز حساس من المراكز الأمنية في الدولة العراقية وهو ان يكون نائبا لرئيس الاستخبارات العراقية رغم انه شخص عليه علامات استفهام. وما ان بدأ العد العكسي لتحضير صناديق الاقتراع لانتخابات 2018 بدأت كتلة النصر بقيادة الدكتور حيدر العبادي تزايد عليه كفرس رهان لتضمه الى فريقها.
السيد عدنان الزرفي كان ذكيا حين ادرك النفاق السياسي في الدائرة المحيطة بالمالكي والجهل السياسي في الاخرى المحيطة بالعبادي من ان يكون النافذة الأمريكية المفتوحة على البيت الدعوي بكلا جناحية من دون رقيب. وحين فاز بمقعد برلماني طلق الاثنين طلاقا بائنا والتفت الى مصالحه.
الزرفي واقع الحال هو رغبة الاكراد حين يصفه أخطلهم بأنه الرجل الذي سوف يوحد العراق. وهو رغبة الكتل السنية اذ هو سيعود بهم الى احضان من كان يجلسون في حضنه حياء او رغبة بذلك الحضن الدافئ. الاخبار التي ترد المتابعين للساحة العراقية أن بترشحه قد هدأ غضب الجوكرات على الفيس بوك وتعليقاتهم على الانستغرام. فتعليقاتهم ليست كما كانت من قبل. وهذا دليل على قناعتهم انه مرشحهم الافضل. واذا تم رفضه من قبل الكتل السياسية الشيعية المتلونة التى لاتعرف إلا مصالحها والتي وافقت عليه بداية، ربما جهلا، فأن الجوكرات على الأرجح ستعود للتغريدات على الفيس بوك والى الاعتصامات في الساحات حال زوال ازمة الكورونا.
من سحب البساط من تحت لوبي الجوكرات ليس الكتل السياسية بل هي المرجعية الدينية في النجف، المشهورة بمواقفها التاريخية في الازمات التي عصفت بالعراق. فالمرجعية عودت العراقيين ان لا تخاف في الله لومة لائم حين تنبه الغافلين وتفضخ المتأمرين. السؤال هو ما أقدمت عليه المرجعية هل جعلت ايام رئيس الوزراء المكلف عدنان الزرفي معدودة أمام الرحيل كما رحل محمد علاوي حين أخطأ واتصل بشخصيات ملوثة ساهمت في تمويل القتل الطائفي للعراقيين فأصبح محمد علاوي مصدر شك عند بعض المكونات السياسية؟ ام ان للسيد عدنان الزرفي ايام يحكم فيها العراق كرئيسا للوزراء فهذا ما سوف تكشفه الأيام القادمة.
ـــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha