محمود الهاشمي||
تعكس قرارات الجامعة العربية منذ تأسيسها عام 1945 وحتى الان واقع الحكومات العربية
،المتردي في جميع مراحله ،لذا ومع تعاقب الاعوام ماعادت الشعوب العربية تصغي الى مايصدر من هذه (المنظمة) بل بكل سهولة يستطيع مواطن بسيط يجلس في مقهى ان يكتب مايصدر عنها قبل وقوعه ،
فشل الجامعة العربية في مهمتها يشبه جدا فشل الحكومات العربية منذ ان كانوا خمس دول واصبحوا (22) دولة فهم مجرد هياكل تجتمع ممثلة للارادات الدولية وليس الى شعوبها .
ان حصر موقع الجامعة العربية في مصر قد خنق قراراتها وبياناتها ،فمصر في التأسيس غير مصر بعد حرب حزيران وتشرين والتطبيع مع العدو الصهيوني ،ومصر في عهد السيسي الغارق بالتبعية للسعودية والامارات .
بالقدر الذي نرى فيه (هذا الانهيار) بقرارات الجامعة وبياناتها فانها قد وفرت لنا فرصة الكشف عن صغر افق هذه المؤسسة التي تدعي انها تمثل (العرب) فمن يدعونا ان نكون جزء من هذا (الانهيار ) بدعوى (الحصن ) العربي نعتقد انه بات يشعر بالخيبة الكبيرة وهو يرى هذا التراجع والهزيمة !!
اليوم طالعت الصحف العربية ،وغلب عليها عنوان (العرب يفشلون مشروعا فلسطينيا بادانة التطبيع بين الامارات واسرائيل )
الحق ان (الحكام العرب) هم من افشلوا مشروع ادانة التطبيع وليس الامة لما تكتنز من مواقف مشرفة وبطولات ورفض لكل اشكال التطبيع ،والدليل ان الصحف المصرية اليوم لم تؤيد مواقف الحكومات الخليجية المتخاذلة
وكذلك الدول التي لها سالف التطبيع مثل الاردن فالاعلام الاردني عبر عن خيبة الامة من
البيان الختامي .
هنا يلزم ان نقف عند نقطة مهمة ،وهي ان تاريخ التطبيع مع الصهاينة يمتد على عام 1979لكنه ظل في حدود الاعلان ولم يغير في الامر من شيء ،واذا كانت المقاومة لم تمتلك كل هذه المقومات والاسلحة والمواجهة مع الصهاينة فان المقاومة تعدت البعد العسكري الى المقاومة في ميدان السياسة لتمثل رقما مهما وضاغطا في المعادلة السياسية والتأثير في القرارات !! ربما لو لم تكن منظمة امل وحزب الله في لبنان لانزلقت الحكومات اللبنانية الى (التطبيع)!!
لقد توسعت المقاومة في ظل التفرد الاميركي والانهيار السياسي لمعظم البلدان العربية خاصة بعد (الربيع) وفوضاه!!
ان الامارات قبل التطبيع غير الامارات بعد التطبيع ،بعد ان كان كثيرون يرون في تجربتها نموذجا للحكم الراشد الذي استطاع ان يشهد كل هذه النهضة في فترة قصيرة ،رغم ملاحظاتنا وعلمنا انها تجربة (مصنوعة)!!
ان الانهيار في النظام الرسمي العربي يقابله تصاعد روح الرفض الشعبي ،واذا ما افاقت الامارات على نفسها ستجد شعبها هو من يصمم تجربتها ومصيرها كما هو الحال في الاردن التي لاتتحسس قط انها في تطبيع مع الصهاينة مع ان حكومتها جزء منه ومن مخططه ،وهذا ماهو كائن في مصر والمغرب .
قد يرى البعض عبر السوشيال ميديا وكأن الامة ذاهبة للتطبيع لكنه مجرد (وهم ) يتداوله الصبيان اما اصحاب القرار والرأي فهم الند الكبير بوجه هذه (اللوثة)!!
الان ادركت جميع القوى الوطنية على طول الوطن العربي وعرضه ان هذا هو الواقع الرسمي العربي المتخاذل ،وليس لهم من خيار سوى الالتحاق بالمقاومة وتأييدها .
في اليوم الذي صدر البيان (المهزوم)
للجامعة العربية ،اعلنت الادارة الاميركية عن رغبتها بالانسحاب من العراق وسوريا وافغانستان والسؤال ؛-هل هو انسحاب ام هزيمة ؟
اذن القرارات للشعوب وليس للحكام (الخونة)