حسام الحاج حسين||
مد وجزر كمياه الخليج الفارسي هكذا تتمثل العلاقات بين البلدين
تاسست دولة الكويت عام ١٩٦١م وكانت ايران الشاهنشاهية اول من اعترف بها وافتتح سفارة بين البلدين ،
عام ١٩٦٣م هاجم العراق مراكز حدودية كويتية، إثر مطالبة الرئيس العراقي عبد الكريم قاسم بضم الكويت، باعتبارها جزءًا من الأراضي العراقية . أعلنت إيران يومها الوقوف مع الكويت ضدالاعتداءات العراقيّة، وعبرت عن استعدادها لإرسال قوات عسكرية لمساندة الكويت. قال رئيس الوزراء الإيراني اسد الله علم يومها: “إن إيران لن تسمح بأيّ تغيير في النظام الجيو – سياسي في المنطقة ،
بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران عام ١٩٧٩، كان أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أول مسؤول رفيع المستوى من منطقة الخليج يزور إيران،
وبعد اندلاع الحرب العراقية الايرانية في البداية كان الموقف الكويتي يدعوا الطرفين الى الحوار ووقف اطلاق النار .
لكن سرعان ما تحول من الحياد الى الانحياز ودعم القيادة السياسية في العراق ضد ايران من خلال منح ٤ مليارات للعراق ك قروض دون فوائد .
عبر المسؤولون الكويتيون انذاك بان خوفهم من نظرية ( تصدير الثورة ) دفعهم لدعم (صدام حسين ) خوفا من احتواء المكون الشيعي الموجود في الكويت .
في عام ١٩٩٠ وبعد الغزو العراقي للكويت وقفت ايران الى جانب الكويت من خلال رفض الاحتلال العراقي لها واعادت نفس الموقف لايران الشاه من تهديدات عبدالكريم قاسم .
بعدها اعيدت العلاقات الدافئه بين البلدين .
ومن المواقف الجديرة بالذكر ان البلدين كان لهما نفس الموقف من غزو العراق من قبل الولايات المتحدة وكان يشددان على تجنب الحرب قدر الامكان وحط الامير الراحل صباح الأحمد الصباح في طهران قبل شهرين من غزو العراق لعقد اتفاق شراكة دفاعية بين البلدين هو الاول من نوعه بين ايران ودولة خليجية .
عصف الربيع العربي وبالأخص الازمتين السورية واليمنية بالعلاقات بين الكويت وايران لانها جزء من مشروعين متناقضين .
الاول مجلس تعاون خليجي تقودة السعودية
الثاني يقود محور مقاومة يقف بوجة الاصطفاف الأمريكي - الخليجي والتي تعتبر الكويت جزء منه .
زاد التوتر بين البلدين بقضية العبدلي .
عام ٢٠١٥ أعلنت وزارة الداخلية الكويتية ضبط أعضاء في خلية إرهابية ، ومصادرة كمّيات كبيرة من الأسلحة في منطقة العبدلي شمال العاصمة الكويت. الخلية التي سميت “بخلية العبدلي” كان من أعضائها ٢٥ كويتياً وإيراني واحد، ووجهت النيابة العامه لهم تهما عدة كـالتخابر مع إيران وحزب الله، وارتكاب أفعال من شأنها المساس بوحدة وسلامة أراضي دولة الكويت.
عادت العلاقات الدبلوماسية الحذرة بين البلدين في عام ٢٠١٨ بتعيين سفراء من البلدين .
لكن القلق الكويتي مازال مستمرا من السلوك الايراني المزعزع للاستقرار كما يقول مجلس التعاون .
تبقى العلاقات بين الكويت وايران تمتاز بنوع من التوازن بسبب الوجود الشيعي في الكويت ومدى التأثير الأيراني علية في المستقبل .
كان الأمير الراحل صباح الأحمد الصباح يقفز على الاصطفاف الخليجي في كثير من الملفات وكان يحضى بالمقبولية لدى الاطراف الدولية المتناقضة ويمتاز بتوازن في علاقاته الدولية لاسيما مع ايران وتركيا .
وموقفه ثابت في رفض التطبيع وتاييده للشعب الفلسطيني والتمسك بالمبادرة العربية كحل للقضية الفلسطينية والصراع العربي الأسرائيلي .
كانت ومازالت الكويت تنظر لأيران كجار مهم تسعى لتجنب التصعيد معها وربما يتحول الى حليف في يوما ما او الى عدو مزعج لايمكن تلافي المواجهة معه ،،!
https://telegram.me/buratha