متابعة ـ ياسر الربيعي||
لايملك البيدق ايمانويل ماكرون الا ان يكفر بالاسلام ويلعن سلسفيل المسلمين ويلصق بهم كل التهم واولها الارهاب، لانه مختنق بالعديد من الملفات الداخلية والخارجية، والتي دكت نجوميته السياسية التي صنعتها الاسرة الروتشيلدية باموالها ونفوذها وفي غفلة من الزمن بعد ان صاهر احدى عجائزها٠
فعلى الصعيد الداخلي نرى تآكله امام زعيمة الشعوبية مارين لوبان والتي تعتبر من غلاة التشدد والتطرف ضد الاسلام والمسلمين، اذ قالت صراحة، انا ضد الصلاة في شوارع پاريس لان ذلك مناقض للقانون الفرنسي مشبهة اياها بالاحتلال النازي، وهي ايضا ضد الاذان عبر مكبرات الصوت، لانه بظنها تجاوزا على الفضاء العام باعتباره ضجيج مؤذي يتنافى والمبادئ العلمانية التي تقوم عليها الجمهورية الفرنسية، واشارت في اكثر من مناسبة ان فرنسا تعيش فترة صعبة بسبب الزيادة قي الهجرة القادمة من الدول العربية والافريقية ( اي الاسلامية )، لذلك هي تدعو الى اجراءات صارمة وصلبة، من قبيل، الغاء تاشيرة شينغن الموحدة التي تتيح حرية الحركة ( للارهابين ) في دول الاتحاد الاوربي، واصرارها على خروج بلدها من اوربا التي وصفتها بالتسيب، وطرد الاجانب ونزع الجنسية عن مزدوجيها المولودين في فرنسا، واغلاق المساجد التي تعتبرها بؤر فتنة ومنابر قتل، لذا تبدو ان حظوظها هي الاوفر في هذا الفضاء العنصري الساخن الذي يرقد على قمته ترامب والتي وصفته بالحجر الاساس لبناء عالم جديد سيأخذ مكان العالم القديم٠
وحتى يقارع ماكرون لوپان، عليه ان يتوشح بنفس القناع ويتكلم عين اللغة ويزيد في طنبور التصعيد نغمة من اجل ان يدخل المعركة الانتخابية التنافسية كعدو عنيد وخصم كبير للاسلام٠
كما ان هناك مايلطمه داخليا في خططه ويشكل له حرج كبيرا، وقد يذهب بهيبته وسلطته، وهم اصحاب السترات الصفراء وحركاتهم الاحتجاجية الشعبية التي ظهرت منذ شهر مايو من عام ٢٠١٨ واستمرت ليومنا هذا، وقد قامت شرطته باعتقال المئات منهم بعد ان استخدمت وبافراط الغاز المسيل للدموع واعمال العنف، وقد ذكرت مؤسسة ايلاب ان اكثر من ٧٠/: من الفرنسيين يؤيدون مطالب هذه الحركة التي تتموج في كثير من المحافظات والتي تتقاطع وتلتقي مع مطالب باقي الفئات المهنية الاخرى لتشكل معا ضغوطا كبيرا بمثابة الضربة القاضية لطموحاته في ولاية ثانية، بالاضافة الى لطمة اخرى لاتقل عن الاولى وهي فيروس الكورونا التي زادت بالموت وفي ضياع الوظائف وفرص العمل وبهذا كثر العاطلون وصفوف البطالة٠
واما في الخارج فاوجاعه ليست بالقليلة، فالاتحاد الاوربي الذي يقوده يعاني من بيروقراطية وازمة مالية قد تطيح بصرحه وخصوصا بعد خروج بريطانيا منه، ومعاناة بعض عناصره من الافلاس مثل اليونان وغيره ونزاعه مع اوردغان ومشاكله مع افريقيا وانهزامه مؤخرا في لبنان بعد ان اراد ان يلعب دور المندوب السامي والوصي عليها٠
ان ضغينة فرنسا للاسلام ليست وليدة اليوم، فان فوبياها منه قدم التاريخ، اذ طالما اكتوت من سيوف وقذائف فرسانه، فالجزائر مثلا كان لها اسطولا قويا في القرن السابع عشر حيث تمكن من احتلال الجنوب الفرنسي، ولكن مع تقادمه واشتراكه مع الدولة العثمانية في معركة نافرين الخاسرة، هلك وتحطم، فاغتنمت فرنسا الفرصة لتنفيذ مشروعها الاستعماري هناك، وكذلك حادثة المروحة فمازالت تتنفس في الذاكرة الفرنسية، حيث صفع الداي حسين حاكم ايالة الجزائر في قصره، القنصل الفرنسي حين رد عليه بطريقة غير لائقه حول المبالغ التي كانت بذمة دولته وقدرها ٢٠ مليون فرنك فرنسي ، وعلى اثرها بعث شارل العاشر بجيشه بحجة استرجاع مكانة فرنسا في عام ١٨٢٧م٠
ان من يعيش الازمة ليس الاسلام، فدين الله القويم اخذ ينتشر في ارجاء العالم كانتشار الصبح في غسق الليل، ولهذا نسمع صراخ ماكرون ومن قبله فرانسو اولاند، وماكنا نسمع من ميتران او جيسكار، لانهم يرون بعيون رؤوسهم كيف اصبح هذا الدين رقما فاعلا وثريا على المسرح الاوربي واخذ يزاحم بنوره وعطره وبياضه مايؤمنون به من عقيدة بلهاء ورهاء وخرقاء٠
قال الله تعالى في كتابه المجيد ( ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين )٠
١٥/١٠/٢٠٢٠
مجلة تحليلات العصر
https://telegram.me/buratha