المراقب العراقي/ أحمد محمد...
· خريف الانتخابات يبعثر أوراق البيت السني و"يُعرِّي" الخلافات
قُبيل حسم قانون الانتخابات النيابية والاتفاق على موعد إجرائها، ظهرت إلى الواجهة خلافات البيت السني، معلنة عن تحالفات جديدة تغير معادلة العمل السياسي داخل أروقة كتل المحافظات الغربية، حيت تحمل تلك التحالفات في طياتها رسائل خطر إلى القادة السنة ومن أبرزهم رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، الذي تصدر موضوع إقالته من منصبه الحالي برنامج التكتل الجديد.
واعتبر مراقبون في الشأن السياسي، أن هذه المشاكل ليست وليدة العهد، وإنما لها جذور سبق أن عرضها القادة السنة خصوصا في ظل نعتهم المستمر للحلبوسي بالفاسد واتهامه بالتقصير في إدارة مجلس النواب، وأشار المراقبون إلى أن هذه المشاكل ستُعقِّد المشهد الانتخابي على الجمهور السني.
ومن المعتاد عليه في المشهد السياسي أن تشهد الفترة الأخيرة التي تسبق الانتخابات النيابية سلسلة انقسامات علنية بين الكتل، نتيجة لاختلاف المصالح، لكن هذه المرة ظهرت الانقسامات بشكل مبكر وبصورة علنية، خصوصا بعد أن أعلن رئيس جبهة الإنقاذ والتنمية أسامة النجيفي عن تكتله السياسي الجديد الذي سيدخل به إلى الانتخابات المبكرة المقبلة والتي لم يحدد موعدها بعد ولم يتم الاتفاق على حسم ملف الدوائر الانتخابية بضمن قانونها.
ومن أهم الامور التي ركز عليها هذا التحالف الجديد أثناء إعلان المؤتمر التأسيسي هو تهجمه الواضح على رئيس الوزراء والعضو في تحالف القوى السنية محمد الحلبوسي، بوصفه مرة أخرى بأنه لا يمثل السنة، فيما هددوا بإقالته من منصبه، ليشكل هذا التحالف تهديدا جديدا لمستقبل الحلبوسي، بعد الأدلة التي قدمها النائب عن صلاح الدين علي الصجري تفيد بإدانة الحلبوسي بالفساد والتزوير في عدة قضايا سابقة.
والجدير بالذكرأن التحالف الجديد يضم في عضويته 35 نائبا من المكون السني، ومن بينهم كل من قاسم الفهداوي و أحمد عبد الجبوري وأسامة النجيفي وكريم كفتان ومحمد إقبال وقتيبة الجبوري وعمار يوسف وعائشة المساري وشمائل العبيدي وحسن علو ومحمد الفرمان ومضر الكروي وعبدالخالق العزاوي ومقدام الجميلي وجاسم الجبارة وأحمد الجبوري وأحمد الجربا ومحمد الخالدي وخالدة جار الله وناهدة الدايني وأحمد المشهداني وكفاء فرحان ورشيد العزاوي وطلال الزوبعي وعبد الرحيم الشمري.
وبدوره أكد أستاذ العلوم السياسية محمد الخفاجي، أن "هذه المشاكل الموجودة في البيت السني والتي تسببت ببلورة تكتل سياسي جديد يحمل برامج تستهدف قادة سنة وأبرزهم الحلبوسي هي أمر ناجم عن الخلافات التي حرص المكون السني على عدم إظهارها إلى العلن خلال السنوات الماضية".
وقال الخفاجي، في تصريح لـ "المراقب العراقي" إن "هذا التحالف سيخلق حالة من العداء داخل المكون السني، خصوصا أن الحلبوسي توعد بمنح امتيازات للكثير من السنة الذين لم يفصحوا حتى الآن عن موقفهم تجاه تحالف النجيفي الجديد".
وأضاف، أن "النجيفي ومنذ يوم تبوِّىء الحلبوسي منصب رئاسة البرلمان وهو يشعر بعزلة تامة، خصوصا أن منصب رئاسة مجلس النواب يشكل محط أنظار الجميع باعتباره الحصة الأكبر للمكون السني".
وتوقع، أن "تشهد الفترة القليلة المقبلة ظهور تكتلات جديدة للرد على هذه التحالفات المبنية على حساب استقرار الوضع السياسي في البلد".
واختتم حديثه بالقول : إن "ظهور الخلافات السنية إلى العلن هو شيء جديد ويعني الكثير في آيديولوجيات السياسة،لا سيما أن قادة الكتل السنة يحاولون دائما إيصال صورة إلى الجمهور السني بأنهم قلب وصوت واحد، لكن هذه المرة ظهرت الخلافات إلى العلن".
ـــــــــ
https://telegram.me/buratha