علاء كبة ||
سادتي الكرام ساترك الجانب السياسي والامني الذي هو الجزء الرئيس في الموضوع اتركه للمختصين ومعلوم ان الشركات الخليجية معظمها واجهات اسرائلية عموما ولكي نغادر نظرية المؤامرة ونبني على حسن الظن والاخوة العربية والخليجين كيوت وخوش اوادم ساتكلم عن الموضوع من وجهة النظر الفنية وهي كارثة الكوارث بعد داعش معلوم ان الشركات السعودية والاماراتية وخصوصا الزراعية منها تعاني من مشكلة المياه في الاستثمار الزراعي فالسعوديون مثلا تم الضحك عليهم قبل اكثر من عقدين من قبل شركة اجنبية كانت تسمى green او big valley اقنعتهم باستيراد الاف المرشات لزراعة الحنطة باستخدام المياه الجوفيةوفعلا قامت شركة( الخريف) باستيراد الاف المرشات العملاقة واعطت الحكومة تسهيلات وقروض للسعودين لزراعة الحنطة باستخدام المياه الجوفية ليستفيقوا بعد عامين على واقع خطير هو حدوث تخسفات في الارض واستفاذ الخزين الاستراتيجي للمياه الجوفية والمعروف عنه انه غير قابل للتجديدrenewable وتجديده يحتاج عشرات بل مئات السنين فتوقفوا فورا وباعوا المرشات وهي بحدود عشرة الاف مرشة عملاقة بعد صبغها وتصيدرها للعراق على انها مرشات جديدة قام بهذا العمل في وقتها التاجر والشخصية العراقية المعروفة عبد الاله التكريتي حيث تم توزيع وبيع هذه المرشات في محافظات كركوك وصلاح الدين والموصل والانبار يعني المحافظات الغربية ومن باب المساواة والعدالة ايام الرئيس المناضل بطل العروبة كانت حصة محافظة الكوت مثلا ١١ مرشة من اصل عشرة الاف مرشة الجماعة حكانيين وماعدهم طائفية المهم ان السعودين فهموا الدرس وحافظوا على مياههم الجوفية وذهبوا للاستثمار في السودان وبعض الدول القريبة من خط الاستواء وبعض الدول الاوربية الفقيرة والتي يشيع فيها الفساد الماء متوفر والعمالة رخيصة والاحزاب مستعدة لبيع الوطن تفصيخ.
الان هم يبحثون عن مياه لزراعة الاعلاف او ادامة شركات الانتاج الزراعي فمعلوم ان تحلية مياه البحر للمتر المكعب الواحد تكلف ربع دولار بالتقانات الحديثة وكانت تكلف بحدود نصف دولار بالتقانات القديمة ولك ان تقدر حجم الاموال اللازمة لذلك فاستثمار المياه الجوفية لدولة شقيقة مثل العراق واستنقاذ مياهها الجوفية بحدود عامين مطلب استراتيجي اقتصادي وسياسي تحلم به كل دول الجوار العراقي لان جميعهم يرتبط بعلاقة حب كبير وعميق يصل حد ازهاق الارواح وحرق الاخضر واليابس.
نترك الان اشقائنا الخليجين ونتكلم عن المياه الجوفية العراقيةلنعلم حجم الكارثة القادمة ينبغي ان نعلم ماذا تقول الارقام تقول الارقام ان حجم الخزين العراقي للمياه الجوفية يبلغ ٣ مليارات متر مكعب من المياه الصالحة للشرب والزراعة ولتصور كبر او صغر هذه الكمية يجب ان نعلم ان حجم المياه السطحية لدجلة والفرات مجتمعة هي بحدود ١٨ مليار متر مكعب ١١دجلة و٧ الفرات الارقام ممكن تزيد او تنقص قليلا بينما كان حجم المياه السطحيةقبل عقود يصل الى ٧٥ مليار متر مكعب لدجلة والفرات فتصوروا ضألة كمية المياه الجوفية ولهذا فان وزارة الموارد المائية لديها تشدد كبير في حفر الابار وموقفها صحيح جدا جدا فان كنا لانفرط بمياهنا الجوفية للعراقين فهل سنعطيها للسعودين السنة الماضية كانا مطيرة هذه السنة لن تكون مطيرة بحسب الارصاد لو تم ملء سد اليسو وقطع الماء من تركيا وخاصة الفرات لاي سبب فسوف لن يجد السكان وخصوصا الفرات الاوسط والجنوب ماءا للشرب وليس للزراعة الامن خلال المياه الجوفية التي سيكون المشروع السعودي شربها مما يجعلنا نواجه نزوحا بشريا هائلا من وسط وجنوب العراق لكن الى اين فلا توجد دولة ستستقبلهم عند ذاك سيعملون خدما لدى كاكا مسعود وبعض الدواعش .
اعلموا ايها الاخوة ان مجرد استغلال اي مشروع للمياه الجوفية سينخفص مايعرف بمكمن الذبذبة لهذه المياه بمعنى اخر بعد شهرين او ثلاثة من الاستخدام ستصبح الابار المحفورة في كربلاء والنجف لسقي مشاريع البيوت البلاستكية غير قادرة على العمل لانخفاض مكمن الذبذبه الى ان تستنفذ بشكل كامل كل المياه الجوفية العراقية ومبارك لسياسي العراق والشعب العراقي موافقتهم وعدم تصديهم لهذا الامر فان كان داعش قد فشل في تهجيرسكان الوسط والجنوب بالسلاح فلن يفشل هذه المرة بهذا المشروع الاستعماري عفوا الاستثماري .
ــــــ
https://telegram.me/buratha