التقارير

الأخطاء الاستراتيجية الامريكية الأربعة في العراق 


 

احمد خالد الكعبي  ||

 

الخطأ الأول : تعمدت عدم بناء جيش قوي في العراق بعد الإطاحة بالنظام العفلقي البائد عام 2003 فتركت فراغا امنيا شل العراق من اقصاه الى اقصاه وادخله بحروب دامية من كل الأنواع وتعرقل بناء الدولة ( فأي مختص يعلم انه لا يمكن بناء دولة من الأساس بدون بناء جيش قوي يحميها ) ..

من هذا الفراغ خرج الحشد الشعبي بعد سنوات انتظار طويلة وموجعة خسرنا فيها عشرات آلاف المواطنين بفعل العمليات الإرهابية المدعومة سعوديا ليوازن الأمور ويعالج اختلال الأمن القومي العراقي ونجح كثيرا جدا في هذا عندما تمكن من سحق التكفيريين وتحرير المدن منهم بمعية صنوف قواتنا الأمنية الأخرى .

الثاني : تعمدت إسقاط المالكي لتعاقبه على وقوفه بالضد من مشروعها الخبيث في سوريا منطلقا من قاعدة مصلحة العراق اذ لا يمكن ان يحكم سوريا نظام تكفيري او متعاطف مع التكفيريين ويبقى العراق بأمان ( رغم موقف النظام السوري في البداية مما جرى في العراق ) ؛ فكانت النتيجة ان تفعل امريكا فعلتها بإدخال داعش الى العراق وتدميره لاسقاط المالكي وقد نجحت ؛ ولكن ؟

المالكي كان بيضة القبان بين التفوذ الأمريكي والإيراني في العراق وهو مهندس هذا التوازن ؛ والرجل بكل حيادية ((والكل يعلم انني لست من أنصاره ولا من داعمي حزب الدعوة وصفحتي تشهد ؛ بالعكس أنا حملت حزب الدعوة اكثر من مرة المسؤولية هو وطرف رئيسي اخر في العملية السياسية عن الفساد وعن دور صراعهما في اضعاف الشيعة ولما وصل اليه حالنا اليوم )) ؛ ولكن المالكي لم يكن رهين لا الإرادة الأمريكية بل ولم يكن رهين الإرادة  الإيرانية ؛ وكل الأطراف تعلم بهذا ؛ فتجسد الغباء والسذاجة الأمريكية بالإطاحة به والإتيان بخادم لهم اضعف الدولة والسلطة وسلمها للفلتان والفوضى والضعف حتى كادت ان تتلاشى اخر مظاهر السلطة ؛ فكانت النتيجة ان ردت طهران على كسر واشنطن مبدأ التوافق الأمريكي الإيراني حول سلطة بغداد المعمول به منذ 2003 بكسر القاعدة من جانبها أيضا ليأتي رجل قريب منها هو الدكتور عادل عبد المهدي ( والتفاصيل هنا طويلة ولا مجال لذكرها بالذات دخول بريطانيا على خط معالجة الخطأ الأمريكي والتفاوض مع الجمهورية الإسلامية بشكل مباشر وبتفويض أمريكي ؛ ولعل أغلبنا يتذكر في هذا المجال تصريحات وتغريدات سفير بريطانيا في بغداد وسفيرها في طهران  ) ؛ المهم ؛ كانت النتيجة ان امريكا اليوم أصبحت اضعف بكثير في العراق عما كانت عليه زمن المالكي !

فحاولت الرد مجددا عبر استغلال مظلومية

الشعب العراقي ومطاليبه الحقه وثورته ضد الفساد ونهب المال العام بان استغلت هذا عبر مؤامرة الجوكر  التي سعت لتحويل المظاهرات من اصلاحية تنشد الحقوق المسلوبة الى ثورة دموية ضد ركائز الوطن والدولة ؛ بدأً من مهاجمة المرجعية وليس انتهاء بمهاجمة الحشد امنيا وعسكريا ( منها القتل الشنيع للقيادي في الحشد الشهيد وسام العلياوي ) واعلاميا ..

واليوم وبعد ان بدأت الرؤية تتضح لفشل المؤامرة ؛ تقفز الولايات المتحدة لخطأ استراتيجي اخر هو الرابع منذ غزوها للعراق ( بعد : عدم بناء جيش قوي / والإطاحة بالمالكي عبر ادخال داعش / ومحاولة استغلال المظاهرات الإصلاحية لإشاعة الفوضى الدموية ) ؛ هذا الخطأ الرابع هو مهاجمة الحشد الشعبي عسكريا وبقسوة مفرطة ؛ فكانت النتيجة ان نسي الناس كل البروبغندا الأمريكية عبر اداوتها ووكلائها ( غيث / العبادي / البشير شو / الشرقية / دجلة / ستيفن / والكثير غيرهم ضد الحشد وتعاطفوا معه مجددا باعتباره المدافع الأول عن الأمن القومي العراقي وعن حرمات الناس ومقدساتهم ..

 

ما اغبى امريكا ..

وما اذكى الحظ والبخت

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك