عدنان علامه
يتقاسم ترامب ونتنياهو مسؤولية توتير الأوضاع في المنطقة معتمدين سياسة حافة الهاوية لإنقاذ ترامب الذي لم يعترف حتى الساعة بخسارته في الإنتخابات وفوز بايدن وتمسكه بكرسي البيت الابيض؛ ولإنقاذ نتنياهو الذي يعاني من الوضع المهتز لحكومته وخسارته المتوقعة في الإنتخابات المبكرة، وبالتالي سيكون عرضة للمحاكمة بتهم الفساد التي تنتظره بفارغ الصبر.
وتجمع كافة الدلائل والتحليلات والتصريحات على مسؤولية الموساد عن عملية إغتيال العالم محسن فخري زاده في عملية معقدة جداً. فقد كان نتنياهو منتشياً جداً إثر العملية ولمّح إلى مسؤوليته عن العملية. وذكّرت وسائل إعلام إسرائيلية بما قاله نتنياهو عن هذا الشخص قبل عامين. وفي كلمة مسجلة أعلن فيها نتنياهو عام 2018 عن استيلاء الاستخبارات الإسرائيلية على حزمة واسعة من الوثائق المتعلقة بمساعي طهران لتطوير ترسانة نووية، وصف فخري زاده بأنه يقود برنامج طهران النووي العسكري. وقال نتنياهو حينئذ: "تذكروا هذا الاسم - فخري زادة".
وكذلك لمّح رئيس جهاز الإستخبارات إيلي كوهين بمسؤولية الموساد عن الإغتيال وقد عمل مع نتنياهو بالمثل القائل "كاد المريب أن يقول خذوني".
ومن أبرز تصريحات وزير الاستخبارات الإسرائيلي، إيلي كوهين، إنه لا يعرف من قتل زاده، مشيراً إلى أنه كان ضالعاً في إنتاج سلاح دمار شامل، والشرق الأوسط والعالم أصبحا أفضل بدونه.
وشدد كوهين على أن إسرائيل ستواصل منع إيران من امتلاك سلاح نووي. كما انتقد إدانة الاتحاد الأوروبي لجريمة اغتيال أبرز علماء إيران النوويين.
ويبدو أن التنسيق الصهيوأمريكي يريد إعادة سيناريو أسلحة الدمار الشامل في العراق؛ وللأسف وقع العالم بأسره ضحية لأول خطوة في شيطنة البرنامج النووي الإيراني بإطلاق وسائل إعلام العدو لقب "أبو القنبلة النووية" على الشهيد فخري زاده. وللأسف لم يتطرق أي كاتب وأية وكالة أنباء محلية أو دولية إلى الترسانة النووية لدى الكيان الغاصب، والتي تهدد سلام وأمن الشرق الأوسط بأكمله.
ويبدو أن مسؤولي الغرف السوداء في البيت الأبيض قرروا إعتماد مبدأ غوبلز ( إكذب، إكذب، حتى يصدقوك) في نشر الإشاعات والمعلومات الكاذبة حول البرنامج النووي الإيراني. وهم يحاولون استغباء الجميع ويحاولون إقناعهم بأن البرنامج النووي السلمي في إيران والذي لا يتعدى نسبة تخصيبه ال4% سيكون قادراً على إنتاج قنبلة نووية في غضون عدة أشهر.
فليس من باب الصدفة والبراءة نهائياً أن تجتمع قناة تلفزيون أمريكية ( الحرة) مع صحيفة لبنانية تسير في فلك السياسة الأمريكية ( النهار) بعد عدةَ أيام من إغتيال فخري زاده وبعنوان موحد وصادم ولا يمت إلى الحقيقة العلمية بأية صلة. وأرفق لكم المقالين لتتأكدوا من نوايا ترامب الخبيثة المبيتة ضد إيران في الفترة القانونية المتبقية من ولايته:-
1- ما مدى إقتراب إيران من إنتاج القنبلة النووية
النهار 29 تشرین الثاني/ نوفمبر 2020
https://www.google.com/url?sa=t&source=web&rct=j&url=https://www.annahar.com/arabic/section/10-%25D8%25AF%25D9%2588%25D9%2584%25D9%258A%25D8%25A7%25D8%25AA/29112020111909310&ved=2ahUKEwjerbmfprTtAhUQXMAKHWNTC9gQFjAEegQIBBAB&usg=AOvVaw0cK57XbcWoVjMOmdzK_Xzm&cshid=1607084719672
2- هل تفصلنا أشهر عن القنبلة النووية الإيرانية
الحرة 30 تشرين الثاني/ نوفمبر 2020
https://www.google.com/url?sa=t&source=web&rct=j&url=https://www.alhurra.com/different-angle/Iran-needs-months-to-produce-a-nuclear-bomb&ved=2ahUKEwjerbmfprTtAhUQXMAKHWNTC9gQFjAFegQIChAB&usg=AOvVaw31pfI9HIkK1tuOf16AQ1an&cshid=1607084719672
ولا بد من الإشارة بأن إعادة سيناريو "أسلحة الدمار الشامل" هو لتلافي الرد الإيراني الحتمي على كل من شاركَ في هذه العملية الإرهابية. فلا يحق لأي دولة في العالم إغتيال العلماء في بلد آخر دون رادع أو وازع. وقد راقني تصريح مهم جداً في هذا الخصوص وددت مشاركته معكم؛ ففي تاريخ 05 كانون الأول/ديسمبر 2020 هاجم جون برينان، المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي.آي.إيه)، عملية اغتيال عالم الذرة الإيراني محسن فخري زاده، واصفا إياها بـ"العمل الإرهابي".
وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة "هآرتس"، شكك برينان في شرعية الإقدام على تصفية شخصيات تتولى مناصب مسؤولة في دول أخرى، مشيراً إلى أن اغتيال مسؤولين في دول يختلف عن اغتيال قيادات في تنظيمات "إرهابية".
فعلينا أن نتهيأ جيداً لإحباط المؤامرات التي يحيكها ترامب ونتنياهو للتمسك بكرسي الرئاسة.
وإن غداً لناظره قريب
https://telegram.me/buratha