قبل ان ندخل ميدان (التطبيع ) علينا ان نسأل ؛-هل ان الصراع بين ألعرب واسرائيل صنعته ايران ؟ الصراع بين العرب واسرائيل يمتد الى عام احتلال الصهاينة لارض فلسطين عام 1948 وان الحروب الثلاثة التي خاضها العرب مع الصهاينة كانت في الاعوام التي سبقت الثورة الاسلامية في ايران عام 1979 فيما كانت الحروب مع الصهاينة في الاعوام (1948-1967-1973) وخلال تلك الفترة كانت حكومة الشاه في ايران في علاقة اكثر من جيدة مع اسرائيل وكانت لها سفارة ومركز تجاري كبير وغيرها ،اذن الثورة الاسلامية في ايران لم تكن وراء الصراع مع اسرائيل انما وجدته واقع حال ،وان العقيدة الاسلامية الحاكمة في ايران ترى في الصهاينة مجموعة ارهابية استولت على ارض غير ارضها وجعلت المعالم الاسلامية تحت سيطرتها وهذا يلزم الوقوف لنصرة الحق ومواجهة الباطل فاعلنت عداءها لاسرائيل واتخذت اجراءات كثيرة في ذلك واحدة منها تحويل السفارة الاسرائيلية في طهران الى سفارة لدولة فلسطين . لم تدخل الجمهورية الاسلامية في اي اتفاقيات او تفاهمات مع اسرائيل منذ تاريخ الثورة وحتى الان ،بل تعطي وجهة نظرها باي اتفاق وترى ان الوجود الاسرائيلي على ارض فلسطين باطل ،ولابد للشعب الفلسطيني ان يعود الى ارضه ،ولاتقبل بانصاف الحلول ،ولا باي اعتراف باسرائيل . هذه المواقف جسدتها الجمهورية الاسلامية بدعم المقاومة في التسليح والاعلام وبشكل علني وصنعت عمقا استراتيجيا بالمنطقة يؤهلها ان تشكل ضغطا على اسرائيل اولا وعلى الجهات الداعمة لها ،وتحملت وزر ذلك بردود الافعال والدخول في معترك صراع طويل بالمنطقة ،تمثل بالعقوبات الاميركية ومنعها من اكمال مشروعها النووي وغير ذلك من ضغوطات معلومة ومازالت مستمرة حتى يومنا هذا . الجميع يعلم ان القلق الجدي لاسرائيل وامريكا يأتي من الجمهورية الاسلامية لانها الدولة الاكثر تماسكا وقوة اقتصادية وصناعية وتقنية وعسكرية وعقائدية ،لذا فان (جدية) الصراع معها من قبل امريكا واسرائيل وعملائهم بالمنطقة يكون اكثر وضوحا وصراحة ،ولابد من الافصاح عن الرد فالدول التي تدعم اسرائيل بالامس (خلسة) اصبحت في وضع يلزمها ان تفصح علنا عن التطبيع )مع الصهاينة مثل الامارات والبحرين والسعودية والمغرب وربما دول اخرى ايضا . هنا لابد ان ندرك ان (التطبيع) مع الصهاينة يبقى في حدود الحكومات العميلة ،فيما تبقى شعوب هذه الدول دائمة الصراع مع اسرائيل ،ولم تستطع الحكومات ان تروضها ،فقد عجزت مصر والاردن وموريتانيا والمغرب من قبل ،وحتى الان ،وشواهدنا في ذلك كثيرة ،بالجانب الاخر فان الصهاينة داخل ارض فلسطين ايضا معبئوون بالعداء للعرب والاسلام ،وواحدة من ادوات اقناع مواطنهم بالاستمرار والبقاء في ارض فلسطين هو هذا العداء ،كون (الشعوب تكره اليهود وهم شعب مظلوم ) وكذلك للحفاظ على تمترسهم وانعزالهم خشية ذوبانهم مع (الاخرين)!! وهذا مانراه واضحا حيث رغم ان احد افراد العائلة المالكة الاماراتية اشترى ناديا اسرائيليا بماله ودعمهم وانقذ النادي من الافلاس الاّ ان جمهور النادي يشتم العرب والنبي محمد والاسلام في هتافاته ولافاتاته بالملعب نكاية بشاري النادي الذي في علمهم انه مسلم وعربي !! الان وقد اتضحت الصورة ان (التطبيع ) رغم مرور اربعين سنة عليه (المعاهدة مع مصر ) الاّ ان الرفض الشعبي واضح ومن يخرج عليه يتلقى العقوبات التي قد تصل للقتل ،وان هذا (الرفض الشعبي ) يبقى يبحث عن اي متنفس للرد والثأر فقد حاسبت الصحافة المصرية الرئيس المصري السيسي على (ابتسامته العريضة) مع نتنياهو !! وسألوا (ايه المدحكك يسيادة الرئيس ؟ امكن عگباك قصف غزة أبل يومين ؟)كما ان صعود الشاب المصري (احمد الشحات) على مبنى السفارة الاسرائيلية جنوب القاهرة ونزع العلم الصهيوني ووضع علم بلاده محله ثم العودة الى المتظاهرين (الربيع العربي) والاستقبال والهتافات شاهدا على مانقول . اضطرت موريتانيا ان تغلق السفارة الاسرائيلية بعد سلسلة احتجاجات وهكذا ! الشعوب العربية والاسلامية التي هرولت حكوماتها باتجاه (التطبيع) سوف تبحث عمن يقاسمها موقفها ومشاعرها ،بعد ان تحولت حكوماتها الى خصم لها . لسنا معنيين بظروف كل دولة ومحاولة البحث عن مبرر لذهابها بالعلاقة مع الصهاينة ،فالشعوب تعرف ان الدولة التي تمانع (التطبيع) سوف تتعرض الى حصار وعقوبات مثلما هو واقع السودان الذي اشبعته امريكا تهما وعقوبات حتى دهورت اقتصاده وشجعت اقاليما منه على الانفصال لكن هذه الشعوب ترى في (التطبيع) اهانة لها وتجاوزا على تاريخها وسيادتها وكرامتها . حين تتفحص الدول صاحبة الموقف (الصريح ) اتجاه العداء للصهاينة ومشاريعهم التآمرية لاتجد سوى الجمهورية الاسلامية (شعبا وحكومة) !! هذا الموقف (الصريح ) بدأت تدرك الشعوب العربية والاسلامية اهميته وثباته ،وما عادت الاكاذيب تنطلي عليها بان عدوتكم(ايران ) وليس (اسرائيل) فقد تبين الخيط الابيض من الخيط الاسود !! بدأت الشعوب العربية والاسلامية تفهم هذه (المعادلة) وترى في (ايران) مصدر قوتها وطموحها ،وهي فرصة منحها الله للجمهورية الاسلامية ان تتمدد في عمقها الاستراتيجي حين يضاف لرصيدها هذا العدد الكبير من الملايين ! قد يتأخر الفهم لدى البعض او يتأخر الانخراط في مشروع المقاومة الاسلامية لحين ولكن هذا (الرصيد) الجماهيري مضمون الولاء والموقف ويحتاج الى نشاط اعلامي اكثر . ان الذي يضبب الموقف لدى الشعوب هو (الاعلام الرسمي) لدى الدول (المطبعة) ولكن نؤكد ان هؤلاء الذين يظهرون في فيديوات او حوارات متلفزة ويعلنون عن رغبتهم ب(التطبيع) هم شذاذ الامة ومن فاقدي الهوية والشخصية وليس لديهم مايخسرون!! مرة سألت احد المسؤولين الايرانيين (لديكم رصيد جماهيري كبير لدى السعودية فلماذا لاتستخدمونه ؟)فرد(اي ضغط عليهم سندفع بهم باتجاه اسرائيل ) !! لو اردنا ان نحصي جمهور المقاومة لوجدنا انه يتسع ليشمل الملايين ،ولو ترك الامر لهم لتقرير مصيرهم فستبقى الحكومات العميلة مجرد نقاط سوداء في اخر الخارطة !! الجمهورية الاسلامية تراهن على الزمن ونسأل ؛-هل ان امريكا قبل اربعين سنة هي ذاتها امريكا الان ؟ لاشك ان ضمور نفوذها سيعري عملاءها ويقوي من شوكة خصومها (المقاومة). مشروع الشرق الاوسط الجديد (الاميركي) يقضي بانسحاب عسكري اميركي من المنطقة يعوض عنه تشكيل تكتل عسكري بقيادة اسرائيل وتكتل اقتصادي بالاعتماد على رأس المال الخليجي فيما تبقى الدول ذات الكتلة البشرية الكبيرة مثل مصر السودان مجرد هياكل دول غارقة بالمشاكل الاقتصادية والعرقية والاجتماعية كي تبقى مصائرها بيد (اسرائيل ودول الخليج )اما دول المغرب العربي فسوف تتولى (المغرب) ادارتها بعد ان تم دعم مؤسساتها العسكرية وتطوير مصانعها العسكرية وبتمويل اماراتي فيما تبقى الدول الاخرى غارقة في مشاكلها . لاشك ان الانسحاب العسكري الاميركي من المنطقة سوف يعقبه انسحاب (نفوذ) ولايمكن لاسرائيل (التي تعاني من مشاكل داخلية كبيرة )ودول الخليج (التي بلا جيوش)ان تتولى هذه المهمة لوحدها في ظل شيخوخة اوربا التي كانت داعمة لها والقريبة جغرافيا منها . تحاول امريكا (الان) ان تطور عمل (حلف الناتو ) بعد ان وصفه ترامب ب(القديم ) وهو نفخ في رماد لاغير ،فقد اكد مسؤول عسكري اميركي قبل يومين (سيكون للناتو دور في افغانستان) بعد الانسحاب الاميركي !! ايران تراقب الاحداث عن كثب وقد ثبتت المقاومة الاسلامية قدمها في مناطق عديدة من المنطقة والعالم وصولا الى فنزويلا ، كما تراقب حركة الشعوب وتطلعاتها ،واعدت خطة متكاملة لاستيعاب هذه الجماهير الغفيرة ،فالاسلام وعاؤه هو الاوسع والاشمل القادر على استيعاب تطلعات الشعوب ! ان مقارنة بسيطة بين قيادات المقاومة الاسلامية وبين حكام المتطقة تجد ان البون شاسع فمثلا ؛-هل من مقارنة بين شخصية السيد حسن نصر الله وبين سعد الحريري ؟ ان الاستبيان الذي اجرته قناة روسيا اليوم عن شخصية ال(2020)من القيادات العربية كانت المسافة بين السيد حسن والاخرين شاسعة جدا فقد تقزمت امامه جميع الاسماء والعناوين !
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha