🛑 ✍️ د.إسماعيل النجار||
♦️ القضية الفلسطينية مشروع دَفن تركي صهيوني مراسمه بدأت منذ خمسون عام؟ وتَأكَّدَ منذ عشر سنوات.
♦ هيَ فلسطين 🇵🇸
قضيَة الأُمَّتَين العربيَة والإسلامية، يجري العمل على إنهاء قضيتها وتذويبها منذ سبعينيات القَرن الماضي بعد وفاة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، الذي كان يرفع شعار لا مفاوضات لا صُلح لا إعتراف بإسرائيل،
[ لقد كانَ رحمه الله العَقَبَة الرئيسية في طريق إحلال الإستسلام التي كانت ترغب بهِ دُوَل منطقة الخليج في ذاك الوقت والمملكَة المغربية وتونس مع الكيان الصهيوني وكانت تسعى له السعوديَة بشكلٍ سِرِّي للغاية، وتَنَبَّهَ له الرئيس عبدالناصر منذ الستينيات وكانَ واحداً من أهم إسباب الخلاف بين القاهرة والرياض.
[ لَكن وفاتهُ أزاحَت عبئاً سياسياً ثقيلاً عن صَدر مملَكة إبن عبدالوهاب، جعلتها في صدارة الدُوَل العربية سياسياً وخصوصاً بعدما إستلَمَ دَفَّة الحُكم في مصر نائبهُ مُحمد أنوَر السادات الذي كانت تربطه علاقات قوية بحكام المملكة وأمرائها بخلاف ما كانَ عليه جمال عبدالناصر أدىَ الى عقد صلح مع تل أبيب!
♦️ بعد إنتصار الثورة الإسلامية بقيادة الإمام الخميني في إيران وإعلان قيام الجمهوريَة الإسلامية إختَلفَ المشهد السياسي في المنطقة فيما يخص قضية فلسطين؟ بسبب نشوء قوة إسلامية ضاربَة إقتلعت سفارة الكيان الصهيوني وأستبدلتها بسفارة فلسطين، مما إضطَرَ الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل إلى تغيير خطتهم بشأن تذويب القضية الفلسطينية فكانت أوسلو هيَ الحَل.
[ بدورها أوسلو لَم توصل إسرائيل إلى تحقيق مُبتغاها بضَم الضِفَة ونشر المستوطنات التي كانت ورقة الربح الوحيدة في الإنتخابات الإسرائيلية لأي شخصية سياسية تطمح بالفوز بمنصب رئيس الوزراء،
[ بعد عناد الرئيس ياسر عرفات وإصراره على وقف الإستيطان وعدم القبول ببقاء المستوطنات على اراضي الضفه الغربية، وتصميمه بأن القدس ستبقى عاصمة فلسطين المُوَحدَة،
[حاصرته إسرائيل في مقر إقامته في رام الله بعد تدمير المبنى الذي كانَ فيه ورفضَ مغادرته إلى أن بقيَ بغرفه واحدة فتَم تسميمه وقتله وإنتقال السلطة لمحمود عباس الذي كان يقطن في دولَة الإمارات العبرية المتحدَة آنذاك.
♦️ محمود عباس تعاونَ مع الإسرائيليين إلى أقصى حَدّْ عبر التطبيع الأمني الذي أودَى بحياة خيرَة شباب فلسطين وإعتقال آخرين، لكنه عَجِز أيضاً عن تقديم كل ما تريده إسرائيل لها، فحركة حماس والجهاد الإسلامي المدعومتين من إيران كانآ له بالمرصاد؟
[ فازت حماس في الإنتخابات البرلمانية الفلسطينية بأغلبية ساحقة الأمر الذي خلطَ الأَوراق الفلسطينية من جديد،
[لَم يطُل الأمر طويلاً فوقعَ الطلاق الفلسطيني بين منظمة التحرير بقيادة حركة فتح وبين حماس وأصبحَ هناك حكومتان إحداهما في غزة يترأسها إسماعيل هنية والثانية في الضفة برئاسة الفياض، لكن هذا لَم يفيد إسرائيل بإنجاز خطتها التي تقضي بإنهاء القضية الفلسطينية نهائياً، فكان لا بُد من الذهاب نحو محاصرة الفصائل الفلسطينية والقضاء عليها وكسر شوكَة داعميها بدءً من لبنان.
♦️ إستَغلَّت إسرائيل عملية الأسر التي قامَ بها حزب الله لتحرير أسراه من السجون لديها وشَنَّت عمليه عسكرية واسعة النطاق بدأت بعمليات قصف جوي مباغت ومُدَمِر في الجنوب اللبناني وبيروت ومنطقة البقاع شرقي لبنان ثُمَ حاولَت التقدم براً لإحتلال الجنوب اللبناني مجدداً وإنهاء حالة حزب الله وإستعادة الأسيرين!
[ لكن حسابات الحقل الإسرائيلي لَم تتطابق مع حسابات البيدر اللبناني،
[ فور بدء تقدم الدبابات الإسرائيلية ووحدات المشاة النخبوية على الأرض بإتجاه الخط الفاصل بين لبنان وفلسطين وعند اول عشرة أمتار داخل الأرض اللبنانية إصطَدَمت إسرائيل بحائطٍ صَلب إسمه مقاتلي حزب الله فدارت بينهم معارك طاحنة جعلَت من جنود العدو الصهيوني مجموعة صَرعَىَ مصابين ومجانين فقدوا القدرةَ على التركيز وتاهوا عن طريق العودة الى الخلف فوقعوا بين فكَي كماشة رجال الله اللذين أنزلوا بهم المصائب وجعلوهم كالعصف المأكول.
♦️ بعدَ ثلاثة وثلاثين يوم من القتال إنسَحبَ الجيش الإسرائيلي إلى خارج حدود لبنان واعترفت تل أبيب بهزيمتها وكانت فينوغراد إحدى نتائج تلكَ الحرب الملعونه بنظرهم، وهنا إنقطعت كل الآمال بإنهاء حزب الله والقضيَة الفلسطينية وإلى الأبَد.
♦️ بعد خسارتها الفادحَة في تموز ٢٠٠٦ بوجه حزب الله ألقَت تركيا والسعودية والإمارات بحبل النجاة لتل أبيب وكان طَوق النجاة جاهزاً كبديلٍ عن طوق الموت الذي كان يحيط بها؟
♦️ هنا كان الإنتقال الى الخطة الجهنمية التي خطَّطَ لها الصهاينة والأميركيين والتي تقضي بإشعال الشارع العربي بما يُسمَى الربيع لتغيير كافة الأنظِمَة فيه وتولي الإخوان المسلمين دَفَّة الحُكم بالإتفاق مع تركيا وقطر وموافقة السعودية والإمارات التي تَدَّعي الخلاف مع حركة الإخوان.
[ فسقط زين العابدين بِن علي في تونس خلال ٢٨ يوم وتولى الحكم الإخونجي الغنوشي ،
[ثمَ لَحِقَ به الرئيس حُسني مبارك في مصر وسقطَ خلال ١٨ يوم وتولى الحكم الإخونجي محمد مرسي، وسقط القذافي صريعاً واشتعلت ليبيا ولا زالت؟
[بقيَت سوريا والعراق الحلقتان الأهم في سلسلة مِحوَر تتصل من طهران حتى بيروت، إحتلت داعش نصفَي العراق وسوريا لكن هنا كانت إيران وحزب الله بالمرصاد فتدخلوا في الحرب بشكلٍ مباشر في البلدين مساندين الدولة العراقية والسورية التي شارفت على الإنهيار والسقوط برئاسة بشار الأسَد، بمقابل محور سعودي قطري إماراتي تركي تدعمه الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل، كانت الغاية منه إحتلال بغداد ودمشق وإزاحة الأسد عن الحُكم وتسليم الإخوان المسلمين اللذين تمترسوا في فنادق اسطنبول ينتظرون رحيله والعودة الى دمشق؟
[ لكن فترَة إنتظارهم طالت كثيراً وستطول؟
♦️ بموازاة كل ذلك كانت إسرائيل بالإتفاق مع زعيم الإخوان المسلمين في كل انحاء العالم الرئيس التركي رَجَب طيب أردوغان، ترسم ملامح هذه المرحلَة ولكي ينجح اردوغان اتفقَ البلدان على القيام ببروغاندا إعلامية كنت قد تحدثت عنها في مقال سابق منذ شهر فكانَ مؤتمر دافوس الذي سَجَّل فيه اردوغان موقفاً بوجه الرئيس الإسرائيلي آنذاك شيمون بيريز شَدَّ من خلاله عصب الشعب التركي وعاد الى بلاده بطلاً قومياً إستقبلته الحشود بمليونية نادرة لَم يسبق لرئيس تركي إن حصلَ عليها.
🔖 من هنا إنطلق المشروع الذي يهدف الى سيطرة اردوغان على العالم الإسلامي السُني في مقابل تحجيم دور الوهابية لحسابها فكان محمد بن سلمان بطل هذا الدور بدءََ بإتخاذ قرار ضرب القوَة اليمنية المناهضة لمشروعهم فشنوا حرباً عليها ضمن تحالف قادته الرياض بدعم اميركي صهيوني مؤلف من ١٧ دولَة ثمَ دَفَع بجميع دُول الخليج الى التطبيع مع الكيان الصهيوني واعتقال اغلبية علماء الدين السعوديين والدعاة الذي ما فتئوا يحرضون على إيران وسوريا وحزب الله والمقاومة الفلسطينية ودعا الى الإنفتاح في بلاده وسمحَ بنوادي القمار والملاهي الليليه وبيع الخمور.
♦️ إذاً هيَ عدة خطوات ليصل بنيامين نتانياهو الى تحقيق حلم إسرائيل الكبرى من دون أن يتكبَد عناء إحتلال الأرض بالدبابات، [ دَعم اردوغان وتقويتهُ من خلال التنازل المعنوي قليلاً لهُ؟
[ ضرب الحوثيين والحشد الشعبي وسوريا تمهيداً لمحاصرة حزب الله وقطع خطوط الإمداد عنه والقضاء عليه،
[ التطبيع العربي الشامل مع إسرائيل، محاصرَة إيران وتوجيه ضَربَة عسكرية قويَة لها من أميركا وإسرائيل، وانتزاع الملف الفلسطيني من يدها بالكامل ووضعه بين يَدَي اردوغان الذي بدءَ منذ مُدَة يتحدث به كثيراً،
[ وبإعتباره الزعيم الإسلامي السُني الأوحَد والذي يحق له التحدث بإسم الشعب الفلسطيني وليسَت إيران الشيعية؟
[ وحينها تكون مراسم دَفن القضيَة الفلسطينية مهَيبَة تنطلق من أنقرة وتنتهي بتوطين الفلسطينيين في العراق والأردن ولبنان وضَم غزة لمصر.
♦ هذه هيَ حقيقة المخطط التركي الصهيوني الأميركي السعودي الإماراتي، إلتَحق بِرُكَب منفذيه كل من مصر السودان جنوب اليَمَن {حكومة هادي} المغرب والخافي أعظَم.
[ لَكن بإذن الله كما أفشلنا مؤامرتهم في اليَمَن وسورية والعراق ولبنان ستفشل مؤامراتهم ومخططاتهم التالية بكل تأكيد وستتحطم مع جبروتهم على صخرة محوَر المقاومة الصُلبَة وسننتصر وتنتصر فلسطين،
وسيزول حُكم أردوغان وبن سلمان وكل مَن تآمرَ على القضية الفلسطينية التي تحيا بضمير وقلوب ورؤوس الشعوب العربية الشريفة الني ترفض التطبيع والإستسلام.
♦ ✍️ د. إسماعيل النجار..
لبنان[27/12/2020]
https://telegram.me/buratha