محمد هاشم الحجامي ||
أعلن وزير الخارجية الكويتي عن مصالحة بين قطر ، والسعودية ، وان السعودية بدأت فتح الحدود البرية ، والجوية من مساء يوم 4 / 1/ 2020 ، وهذا يعني إيجاد بديل عن منفذ قطر الوحيد ، وهو إيران !!
فهل هذا استباق لتولي بايدن السلطة ؟؟ والمعروف عنه تأييده للإخوان ورفضه لولي العهد محمد بن سلمان !! ام لإيقاف العلاقة بين قطر ، وإيران ليكون مقدمة لعمل عسكري أو لحرمان إيران من ذلك السوق الذي تحول إلى حليف ولو مرحليا .
كل الاحتمالات واردة فبايدن من مؤيدي الإخوان ، ومن عرابي تقسيم المنطقة على أسس عرقية ، ودينية ، وتمكين التيارات السياسية الفاعلة في المنطقة من السلطة وإعادة ترتيب الشرق الأوسط كدويلات طائفية ليستمر الصراع بينها ، ولكي تبقى جميع الدول بحاجة للدعم الأمريكي ، وهو جمع المتناقضات !! ولكي لا تكون دويلة اسرائيل كيان شاذ كدولة دينية وسط دول متعددة الطوائف ، والقوميات كدول وطنية دون أن يكون عنوانها يشير إلى مذهب معين أو أثنية معينة ؛ ليس على إطلاقه وإلا هناك دول واضحة المعالم سياسيا وحتى اجتماعيا لكنها تدعي التعددية ظاهريا .
وهذا المنفذ الوحيد لقطر جعلها تلقي بنفسها في احضان إيران ، وتدير ظهرها للخليج المتوافق معها طائفيا ، و قوميا وهو ما يعني هناك تواصل بين دولتين من طائفتين وقوميتين مختلفتين ، وهو مناقض تماما لمشروع تقطيع أوصال منطقة الشرق الأوسط ، وخلق عداوات بينها لأسباب طائفية ، وعرقية !!! .
وأما العمل العسكري وإن كان مستبعدا لكنه وارد ، وليس ببعيد أن يقوم به ترامب ليورط خلفه ، ويصعب عليه الحلول ، ويجعل إجراءاته ضد إيران مستحيل الرجوع عنها ؛ وهو يرى ملف إيران أحد أسباب خسارته فلو نجح فيه ، وجر إيران للمفاوضات التي يريدها بشروطه لعوضه عن ما خسره بسبب الوباء ، وإغلاق البلاد .
الأيام المقبلة تحمل في طياتها مفاجآت ، واحداث قد تقلب الموازين ، وتغير خارطة المنطقة التي يرى الأمريكان أنها لابد أن تفجر عاجلا ام آجلا ، ويعاد ترتيبها ، وتشكيل عشرات الكانتونات المتصارعة على أنقاض الدول القائمة .
ـــــــــ
https://telegram.me/buratha