🛑 ✍️ د. إسماعيل النجار||
♦ إيران تَنتَصِر...
♦ منذ إنتصار الثورة الإسلامية وشَن الحرب الظالمَة عليها من قِبَل الطاغوت صدام حسين، {الجمهورية الإسلامية الإيرانية قَرَّرَت أن تكون دولَة الإسلام الصحيح، فحكمَت قادتها سياسة الرحمة المحمديَة والحكمة الحيدرية،
{وقاتلت خلال عدوان الثمان سنوات بشجاعة، وأدارت الحرب بخبرَة.
♦ {منذ نجاح الثورة الخمينية دَفَعت دولَة الإسلام ضريبة إنزال العلم الإسرائيلي عن مبنى السفارة في طهران ولا زالت تدفع الثمن حتى اليوم؟
{أيضاً منذ إن رفعت شعار الموت لأمريكا بدأت تدفع ثمن ذلك عقوبات وحصار ولا زالت تدفع الثمن حتى اليوم؟
{ فاوضَت الجمهورية الإسلامية بصبر وأدارت ملفها النووي بحِنكَة وذكاء منقطعَي النظير فنجحت بتكبيل الغرب برُمَّتِهِ في إتفاق وثم بروتوكول إضافي وقعته بإرادتها غير مرغمَة بدافع تبيان حُسن النوايا لديها.
{ منذ اليوم الأول للمفاوضات رسمَت القيادة الإيرانية برنامجها التفاوضي وأنطلقت مُتَّكِلَةً على الله بأعصاب مشدودَة وإرادة صلبَة لا تلين،
{وإستطاعت أخيراً إنتزاع ستة تواقيع دولية كانَ يُفترَض أن تُحتَرَم؟
♦️ في العام 2017 تم إنتخاب الجمهوري دونالد ترامب رئيساً لدولَة الشيطان الأكبر، ومنذ دخوله البيت الأبيض كانَ مصمماً على الغاء الإتفاق النووي وبقيَ مُصِراً على هذا الأمر مِما يعني أن إنتخابه كان على أساس وظيفة جاء ليؤديها وينصرف!
{ هذا الرجل السبعيني جاءَ من خلفية عائلية حقيرة وبيئَة مُنحَطَة أخلاقياً حيث قضى حياته كأبيه وجَدِهِ وريثاً لمهنة إدارة مواخير الدعارة وصالات القمار وإنتاج الأفلام الإباحية التي أمَّنَت له ثروة بمليارات الدولارات جعلت منه واحداً من بين العشرات ذات النفوذ العالي في الدولَة الأكثر إنحلالاً على وجه الكرة الأرضيَة.
♦️ خَرَج ترامب من الإتفاق النووي مهدداً إيران إذ لَم تجلس معه بشكلٍ مباشر حول طاولة المفاوضات، فكان الرد على غير ما توَقَّع نهائياً، حيث بادلته الجمهورية الإسلامية على لسان قادتها التهديد بالتهديد، ورفعت سقف تحذيراتها لواشنطن مُنبِهَةً إياها إذا ما تجرأت بالإعتداء عليها.
{ حاولَ ترامب جَس النبَض الإيراني، وأخترقت طائرة مُسَيَرَة متطورة مجالها الجوي فتمَّ التعامل مع الهدف وأسقِطَ،
{ حاول ترامب الرَد على العملية وأعطى أوامره بقصف مواقع حساسة داخل إيران وتم تجهيز سرب من طائرات أل F35 من أجل تنفيذ المهمة، فجائهُ الرد من إيران واضحاً وجَلياً بأن قواعده العسكرية في منطقة الخليج وأفغانستان ستكونُ هدفاً مشروعاً لها وستصبح رماداً خلال ساعات،
{نصحهُ بعض المقربين منه عسكريين ومدنيين بإلغاء العملية وكان ذلك قبل إنطلاق المقاتلات من مطاراتها بعشرة دقائق فأعطى الأمر بإلغاء المهمة وكان ذلك.
{ إستَمرَ الحذر الإيراني والتأهب العالي المستوَىَ إلى فترة ، ثم إنقضى الأمر،
♦️ تل أبيب بدورها حَرَّضَت ترامب على قصف إيران وأستمرت بذلك لكن دائماً ما كان يصطدم مطلبها برفض الجنرالات الكبار في البنتاغون والمنطقة المطَّلعين على القدرات العسكرية الإيرانية وما خَفيَ أعظَم؟
{ إغتال ترامب القادة الشهداء، ولَم يَكُن يتوقع رداً إيرانياً على العملية وظَنَّ هو وغيرَهُ من زبانية المنطقة اللذين حرَّضوه على إرتكاب الجريمة الشنعاء أن الجمهورية الإسلامية ستكتفي بالتهديد والوعيد وهذا كانَ إختباراً أرادت أن تستفاد منه إسرائيل،
{ فكان الرد الإيراني سريعاً وقوياً وصاعقاً غير آبهاً بعظمة أميركا التي لَم تتجراء أي دولَة أن تقصف موقعاً عسكرياً لها مهما بلغت قوتها، فأزهقت الضربَة أرواح جنود أميركيين وأصابت آخرين بصدمَة لا مثيل لها،
{وقالت طهران كلمتها بصواريخها وحذرَت تل أبيب بتسويتها ومدينة حيفا بالأرض إذا ما تمادَت بتحديها للقوَة الإيرانية،
♦️ دائماً كانت طهران تَمُد اليد للسعودية وكل دول الجوار وتتعاطى معهم على أساسٍ أخوي لكن خنزَرَة المهلَكة السعودية وقيادتها دفعت بقادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى توجيه تحذيرات شديدة اللهجة ومتكررة للرياض وابو ظبي والمنامة بأنها ستؤدبهم على ما تقترف أياديهم في المنطقة وخصوصاً في اليمن.
{وأكدت لهم أنهم سيدفعون ثمن سياساتهم الغبية الحاقدة ضد طهران ومحور المقاومَة.
♦️ ترامب الذي أرعَب العالم ببهوراتهِ وأنصاعَ له الجميع عرباناً وأوروبيين لَم يستطيع أن يهز شعرة في رأس جنرال إيراني، من هنا كانت الصدمَة الأميركية قوية جداً من تجروء إيران عليها مراتٍ عِدَّة.
♦️ عندما شعرَ ترامب بأن حظوظ فوزه بولاية ثانية أصبحت شبه معدومة حاول مَد اليَد لطهران وإغرائها بأنه سيعود الى الملف النووي مبعداً العصا التي كان يهدد بها وكسرتها طهران، مقدماً جزرَة الوعود لكن طهران جوابها كان إعطاء الظهر له وعدم الإجابه عليه والتزام الصمت فيما يخص الإنتخابات الأميركية لكي لا تكون {رافعة} لأحد من المتنافسين؟ وكما قال السيد القائد حفظه الله لا فرق عندنا بين الكلب الأسوَد والكلب الأبيص.
♦️إذاً ترامب أصبَحَ مأزوماً وشريكه نتانياهو مأزوم أيضاً والإثنين تنتظرهم محاكمات بجرائم عِدَّة ولا بُد من مخرَج؟
{ ونتيجة التجارب السابقة مع الجمهورية الإسلامية كانَ الثنائي المأزوم متأكدين من توريط إيران في حرب تكون هيَ البادئَة فيها خططوا للأمر بدقَة وعناية وبإتفاق مشترك بين المخابرات الأميركية والموساد الإسرائيلي. { وإغتالت إسرائيل العالم النووي محسن فخري زادة،
ثم تركت بصماتها واضحَة عمداً من خلال تعقيدات التقنيات التي أستخدمت وحِرَفيَة التنفيذ وعدم وجود منفذين في المكان سِوا السلاح المستخدم عليه دبغَة {made in israil} وأطلقوا التهديدات وحشدوا الأساطيل والطائرات وقاذفات أل B52 الإستراتيجية ظناً منهم أن طهران ستتسَرَّع بالرَد على العملية وتقع بالفخ المنصوب لها بناءً على الخطة المرسومة فتبدأ العمليات الهجومية المشتركة لسلاحي الجو والصواريخ الأميركي والإسرائيلي يستطيع دونالد ترامب ونتانياهو من خلالها تحقيق هدفين مهمين الأول : تدمير كافة القدرات النووية والصاروخية الإيرانية وإعادتها عقوداً إلى الوراء وإجبارها على الجلوس حول طاولَة المفاوضات حينها ستضطر أن توقع راضخة مكسورة ذليلة وانتهى الأمر.
{ أما الهدف الثاني هو : تسجيل إنتصار يسمح لهما بالفوز بولاية ثانية أو البقاء في الحكم لأربعة سنوات أخرى في حالة الحرب بحسب القانون الأميركي.
{ إستَبقت واشنطن وتل أبيب كل هذا بمسارعة عمليات المصالحة والتطبيع مع الكيان في خطوة إعتبروها ضرورية من أجل تأمين عمق إستراتيجي أكبر لتل أبيب وتأمين طوق عربي حول سوريا ولبنان وعزلهما عن إيران؟
♦️ لكن حسابات حقل ترامب ونتانياهو لَم يكُونآ متطابقَين مع بيدَر طهران التي تعاملت مع الإغتيال بصبر وحنكة كما عهدناها سابقاً في شَتَّىَ الملفات وفَوَّتَت بحكمتها فرصَةً تاريخية للشريكين الصهيونيين بتنفيذ مآربهما وتحقيق الحلم الإسرائيلي بتسجيل نصر على طهران؟
وتدمير القوات الإيرانية في الجزر الثلاث المتنازع عليها مع الإمارات وإحتلالها من قِبَل قوات خاصة أميركية إسرائيلية إماراتية بعد القضاء على حاميتها، لتسجل الإمارات نصراً عسكرياً على أكبر وأقوى دولة في المنطقة.
{تركتهم إيران بذكائها كالأفاعي ينهشون بطونهم كما فعل دونالد ترامب بالأمس في عملية إقتحام الكونغرس عبر مناصريه، فحكم بالأعدام على نفسه حيث انقسم الجمهوريون حوله ووقف الديمقراطيون ضده وطالبه الجميع بالرحيل أو مواجهة إجراءآت العزل فرضَخ وسلّم بالأمر وصرَّح أنه يعترف بفوز جو بايدن وتعهدَ بإجراء انتقال سلس للسلطة، وتبخرت أحلامه هو وشريكه نتانياهو ومعهم الممسوخ محمد بن زايد الذي بدأ يجري إتصالات سرية مع طهران يتوسلها السماح والرحمَة؟
{وما هي إلَّا أيامٌ معدودَة لتبداء مسائلته في واشنطن عن ما حصل بالأمس وعن الدماء التي أُريقَت بسبب حماقتهِ.
{ وغداً يوماً آخر لنتانياهو الذي سيلحق برُكَب ترامب وسيكون مصيره مشابهاً لمصير سلفه إيهودا أولمرت بينما تتهيئ طهران لعودة بايدن الى الملف النووي، الذي لن يستطيع ارغام طهران على فعل ما عجزَ عنه الفيل المتمرد الذي رَحل.
♦ ✍️د. إسماعيل النجار..
لبنان[7/1/2021]
https://telegram.me/buratha