التقارير

اميركا ما بين ثنائية الحزبين وولادة الثالث..!

1331 2021-01-11

 

بهاء الخزعلي||

 

منذ الخمسينيات من القرن التاسع عشر و الى يومنا هذا يهيمن حزبان رئيسيان على الأحزاب السياسية في الولايات المتحدة، يتفوق الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري على بقية الأحزاب الأخرى، ويستند نظام الحزبين على القوانين و قواعد الحزب والأعراف، أما الأحزاب الثانوية الصغيرة فتارة تأتي وتارة تغيب،و أحيانا تفوز بمناصب رئيسية على مستوى الولاية، ويعتبر الحزب الليبرتاري هو أكبر حزب ثالث منذ الثمانينيات للقرن العشرين.

الكل على دراية أن ترامب رشح قبل أربعة سنوات من الان كشخص مستقل، ونجح من خلال أحتواء الجمهوريين له للوصول إلى الرئاسة، و نظرا لسياساته الخارجية وتصرفاته الشخصية التي لاقت العديد من الانتقادات من الداخل الأميركي، وعلى الرغم من خسارته في الأنتخابات الرئاسية أمام نظيره جو بايدن، الا انه يحظى بدعم جماهيري كبير وذلك ما أثبته جمهوره بحادثة أجتياح مبنى الكونغرس.

ثلاث وسبعون مليون مؤيد الترامبيون، في ثمانية عشر ولاية في العمق الأميركي، هؤلاء قادرين بكل تأكيد على خلق رأي عام في الداخل الاميركي، وهذه هي أحدى بطاقات ترامب التي يراهن عليها في الوقت الحالي، لم يعد له سوى أياما معدوده لكن تعالي الاصوات ضده في الكونغرس الأميركي، من الديمقراطيين تارة ومن بعض الجمهوريين تارة أخرى قد يبين لنا تفسير بعض تصرفاته في أيامه الأخيرة من الرئاسة.

على سبيل المثال دعى ترامب مناصريه أن يقتحموا مبنى الكونغرس بحجة أن الانتخابات سرقة منهم، وبعد ما أقتحم أنصاره الكابيتول دعاهم الى العودة الى منازلهم، وهنا نجد مؤشرين في ذلك الحدث، الاول ان ترامب يريد أيصال رسالة الى الساسة الاميركيين أنه لديه ما يكفي من المؤيدين وبذلك لا يمكن تغييبه عن المشهد السياسي مستقبلا، أما المؤشر الثاني فهو مؤشر نفسي بأنه يعرف بأقتحام الكونغرس قد تذهب الأمور الى أبعد مما يحتمل.

كذلك ترامب لا يريد أن يخسر حصانته خوفا من الملاحقة القانونية التي قد يسجن على إثرها بسبب دعاوى ضريبية ومالية، لذلك يلجأ الى خيار التصعيد الخارجي أحيانا والتلويح بأمكانيته لخلق أزمة أمريكية خارجية، لو أخذنا بعين الأعتبار المناورات العسكرية لطائرات B52 الاميركية مع طائرات F15 السعودية فكلنا تحدث على أنها رسالة خارجية ترسل الى الجمهورية الإسلامية، لكنها قد تكون رسالة داخلية أيضا لإجبار الكونغرس على التسوية، لضمان عدم ملاحقته قضائيا بعد تسليم السلطة لبايدن، خصوصا بعد ما ناقش مستشاريه بأمكانية العفو عن نفس بصفته رئيسا للولايات المتحدة، وقد يذهب المشهد الى تسوية بأستقالة ترامب دون خلق حرب خارجية لا مسوغ لها، قد تجد أمريكا نفسها في عزلة دولية اذا ما خاضتها، ويعفو عنه نائبه مايك بنس، وذلك المشهد ليس بغريب على الولايات المتحدة الأميركية، ففي عام ١٩٧٤ غادر نيكسون المستقيل البيت الأبيض بسبب فضيحة ووتر غيت قبل تنصيب نائبه جيرالد فورد رئيسا، وعندما نصب فورد أصدر عفوا بحق نيكسون.

وذلك يفسر لنا أعتراض مايك بنس على طلب نانسي بيلوسي وغيرها من النواب، بتفعيل التعديل الرابع من المادة ٢٥ للدستور الأميركي، التي تقضي بعزل الرئيس بناءا على عدم أهليته، على الرغم من الخلافات الحاصلة بينهما.

بالنتيجة أذا ما نجح ترامب في الحصول على تلك التسوية، ولرغبته الواضحة بعدم تغييبه عن المشهد السياسي مستقبلا، وجاء ذلك في تغريدة وعد بها أنصاره بدورهم الكبير في المستقبل، ذلك الأمر الذي سيدفعه الى تأسيس تيار ثالث في الولايات المتحدة الأميركية، وهذا التيار سيكون موازنا لقوة الحزب الديموقراطي والحزب الجمهوري.

ويرتكز هذا التيار على ثلاثة عناصر رئيسية، العنصر الأول هو العنصر المالي فترامب يمتلك ما يقارب ٢٥٠ مليون دولار من الحملة الانتخابية حصل عليها على خلفية الطعون، العنصر الثاني هو إستقطاب نسبة لا بأس بها من جمهور الجمهوريين مما يؤدي إلى عجز الجمهوريين من أن يشكلوا نسبة مكافئة للديمقراطيين، ولذلك نلحظ أن بعض الجمهوريين ورغم كل ما حصل ما زالوا مساندين لترامب، وذلك لأستشعارهم بخطر تحول الجمهور من الجمهوريين الى الترامبيين، العامل الثالث ذلك الجمهور الذي غير منتمي وينطوي على الكثير من المجموعات والتيارات المتطرفة ممكن أن يستوعبهم أو يستقطبهم  ترامب الى مؤيديه.

وبذلك قد نشهد تعديل في الصيغة السياسية المعتادة والتأريخية في الولايات المتحدة الأميركية،من نظام الحزبين الى المثالثة الحزبية

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك