حازم أحمد فضالة ||
· (الحرب القانونية)
ذكر الكاتبان: مايكل نايتس، حمدي مالك، في دراسة لهما حول الاتجاهات الجديدة للميليشيات العراقية -على حدِّ تعبيرهما- كلامًا مفصلًا وخطيرًا، وهذا بعض مما ورد بالدراسة:
«... لا يزال من المتوقع أنْ ترفد واشنطن الجهود الدولية الهادفة إلى الحدَّ من تهديد المقاومة، سوف تتطلَّب الطبيعة المتطورة لهذا التهديد مجموعة أدوات متطورة تتضمَّن ما يلي... »، ثم يذكران في الدراسة خمس أدوات أو آليات، مع تفصيل في كيفية تفعيلها، الأدوات الخمس هي:
١- المساءلة القائمة على الأدلة.
٢- ردود غير حركية.
٣- انتخابات حرة ونزيهة.
٤- منافسة (المنطقة الرمادية) مع لمسة خفيفة.
٥- توظيف ضغوط التوقعات الأميركية.
الدراسة باختصار تقدم توصيات دقيقة للإدارة الأميركية، حسب متابعتنا لها فهي تتضمن الآتي:
١- إشعال (الحرب القانونية) ضد شيعة العراق، وعندما نقول شيعة العراق فإننا نقصد بذلك (الإسلام السياسي، المقاومة، الحشد الشعبي، الخط الثوري... )، وهذا المفهوم (الحرب القانونية) الذي ذكرته الدراسة نصًّا؛ يعني رفع دعاوى ضد محور المقاومة (الحشد الشعبي والفصائل) للمحاكم الدولية المختصة بصورة مكثفة مِن قِبَل مجموعات من الأشخاص الحقيقيين، ومجموعة من الشخصيات المعنوية (المؤسسات)؛ على أنها عُرِّضَت للانتهاكات الشديدة مِنْ قِبَل هذه الجهة (الحشد الشعبي والفصائل).
٢- العمل على رفع دعاوى مماثلة (داخلية) في العراق نفسه، ضد (الحشد الشعبي والمقاومة) على وفق النَّسق نفسه.
٣- تكثيف العمل على تجريم (الحشد الشعبي)؛ لإسقاط الفصائل الأخرى كلها بإسقاطه.
٤- العمل الدقيق لتنظيم تظاهرات قوية تنطلق في الربيع القادم -تقريبًا- للضغط على الحشد الشعبي والفصائل والخط الثوري، وإرهاقهم وبعثرتهم قبل الانتخابات، وهذا يسير بالتوازي مع النِّقاط الثلاث في أعلاه.
ولأجل ذلك فإنَّ أميركا ستوْقِع عددًا من الضحايا لتدعم التُّهَم التي تُرفَع ضد الحشد الشعبي والفصائل.
٥- سوف تحاول أميركا عن طريق حلفائها التوغُّل عميقًا في المؤسسة القضائية لتحقيق عامِلَي التغيير والضغط، فهي تريد تغيير شخصيات في القضاء، وتريد تسليط الضغط القوي على المؤسسة لانتزاع أحكام قضائية ضد الحشد الشعبي والفصائل؛ تتوافق مع الرؤية الأميركية في النِّقاط الأربع في أعلاه.
طبعًا ثقتنا بالمؤسسة القضائية العراقية أكبر من هذه المحاولات الأميركية بإذن الله.
٦- التدخل الأميركي والغربي (الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي) بالانتخابات العراقية القادمة بقوة، ولمنع الخط الثوري وتحديدًا (كتائب حزب الله، عصائب أهل الحق، حركة النجباء) من حصد أي مقاعد نيابية، سواء أكانت باسمها الصريح (مثل العصائب)، أم بغير اسمها الصريح.
وهذا مؤشر على الإعداد الأميركي والغربي لعمليات تزوير في الانتخابات، والتدخل الصريح تحت غطاء قانوني يقدمه حلفاء أميركا في الحكومة.
٧- محاولات جادة ودقيقة لاختراق الحشد الشعبي والفصائل من خلال استغلال (بعض الخلافات بينهم)؛ لتحقيق منطقة آمنة للعب في مِساحة محور المقاومة أسمتها (المنطقة الرمادية).
· الخلاصة:
هذه الرؤية الأميركية لا بد من الوقوف ضدها، وحرق الأوراق الأميركية قبل البدء بعرضها على الطاولة، وهذا يتحقق من خلال أنْ يُقدِم الحشد الشعبي والفصائل وحاضنتهم السياسية والمجتمعية؛ على رفع الدعاوى المكثفة ضد المحور الأميركي، وعلى وفق النَّسق نفسه.
والموضوع لا يمكن اختصاره بهذا المقال المتواضع؛ فهو بحاجة إلى دراسة دقيقة، ورسم حركات موجَّهة تناسب الثقل المضاد.
عنوان الدراسة التي كتباها مايكل نايتس وحمدي مالك: (تغيير في السلطة - اتجاهات الميليشيات العراقية الجديدة وردودها)
نُشِرَت على (معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى - The Washington Institute for Near East Policy)
بتاريخ: 19-كانون الثاني-2021.
https://telegram.me/buratha