تركت السياسة الامريكية الترامبية خدوش وجروح وندبات على وجه امريكا القبيح حتى صار العالم ينظر اليها بتقزز على المستوى العالمي فقدت علاقات دبلوماسية واقتصادية كثيرة نتجت عن العقوبات التي اتجهت الادارة الامريكية لفرضها على دول كبرى كالصين وروسيا وتدهور علاقاتها مع اوروبا واشعالها الحروب في اليمن وسوريا وليبيا والعراق وتدخلها في تأزيم العلاقات الدولية وفرض العقوبات على الجمهورية الاسلامية الايرانية وتصنيفها لقوى محور المقاومة بالارهاب وفرض العقوبات على كيانات وقيادات من محور المقاومة. كل ذلك خلف تركة ثقيلة على كاهل الادارة الامريكية الجديدة وجعلها تعيد دراسة الكثير ان لم يكن كل الملفات والقرارات التي اتخذتها الادارة السابقة في محاولة للعودة للساحة الدولية كفاعل اول مؤثر على سير الاحداث السياسية والاقتصادية والعسكرية على مستوى العالم بعد ان صارت الصين منافسا قويا وروسيا فاعلا حاضرا في كثير من الملفات وايران التي اصبحت قوة اقليمية لايستهان بها. امريكا تتخبط وسط امواج بلا شراع تنعكس وعكستها الاوضاع السياسية الداخلية بمافيها الازمة الاقتصادية وجائحة كورونا وتفسخ النسيج المجتمعي الذي يعاني العنصرية التي باتت تهدد الكيان الامريكي. ملفات كثيرة منها ملف سوريا والعراق واليمن وفلسطين كلها دخلتها الاصبع الامريكية لخدمة الكيان الصهيوني الذي استفاد من قرارات الادارة الترامبية وسيستفيد من ادارة بايدن الجديدة والبناء على ماتحقق لاسرائيل وليس التراجع عنه فالملفات الامريكية والتحرك الجديد حيالها يخضعها للدراسة الصهونية وخيارات التحركات البديلة العسكرية والسياسية للكيان الصهيوني خصوصاً بعد اخذ مساقات متسارعة باتجاه التطبيع مع الدول الخليجية وحصل على حرية التحرك بالبحر الاحمر والخليج العربي والتواجد بالمناطق الحاكمة بالعالم ومنها مضيق هرمز ومضيق باب المندب ومضيق جبل طارق والمستفادة من التطبيع والانظمام الى القيادة المشتركة بالخليج والحضور الفاعل بالعدوان على اليمن حتى صارت الاوضاع تشير الى الحلول الصهيوني بنفوذ مستقل عن العباءة الامريكية التي كانت تسير وتحقق الاهداف الصهيوني دون التدخل الاسرائيلي المباشر. الملف اليمني الاكثر اقلاقا للادارة الامريكية والاسرائيلية حتى صارت مراكز الدراسات الاستراتيجية الصهيونية تعطي الملف اليمني اهتماما وحضورا لافتا نابع من القلق الصهيوني من تنامي القدرات العسكرية اليمنية وربما اكثر من الملف النووي الايراني الذي ترتبط به مجموعة دول اوروبا خمسة زائد واحد زائدايران والمجتمع الدولي حاضر فيه سواء خرجت منه امريكا ام بقيت اما في حال عقدت اتفاقا جديداً مع ايران فان العقلية التفاوضية الصهيونية ستكون حاضرة بثوب امريكي وهذا مالم يحدث ولن يحدث مادامت الصواريخ الايرانية خارج اي تفاوض وهذا مالم تسمح به او التفاوض عليه ايران. الدول العربية المطبعة والمشاركة والتي تقود العدوان والحصار على الشعب اليمني منذ ست سنوات ستكون الخاسر الاكبر والاكثر انبطاحا سواء للادارة الامريكية او الاسرائيلية وستكون ساحة مواجهة لن تتعافى بعدها ولن ينفعها الدفع باسرائيل نحو التصعيد ضد محور المقاومة ولن تسطيع حمايتها فاسرائيل ودول الخليج تبحث معا عمن يحميها من محور المقاومة مجتمعا او فرادا. وهذا مايؤكد تخبط التحركات الامريكية التي تقود تحالف العدوان والتطبيع والعقوبات والابتزاز وتنصلها من تبعات العدوان على اليمن لن يشفع لها مالم توقف العدوان وترفع الحصار مهما كانت التسريبات حول الصفقات التسليحية للسعودية والامارات ومغازلات الانبطاح البعراني. اليمن سيكون الفاعل الاول بالمنطقة والذي سيفقد الكيان الصهيوني احلامه والادارة الامريكية خياراتها. وسيرى الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون. والعاقبة للمتقين. الموت لامريكا امريكا ام الارهاب الموت لاسرائيل. العار للعملاء المطبعين
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha