بهاء الخزعلي||
أعلنت المتحدثة بأسم البيت الأبيض جاساكي، عدم وجود خطط للإدارة الأميركية بالأتصال بولي العهد السعودي محمد إبن سلمان، ولفتت أن لدى واشنطن مراجعة لسياساتها فيما يتعلق بالسعودية، وذكر موقع(The hill) تقرير بعنوان لا أصدقاء للسعودية في واشنطن بعد ترامب، ويبين ذلك التقرير حجم الإزدراء الأميركي للسعودية، كما ذكر المعارض السعودي (سعد الفقيه) 《أن حكومة (بايدن) تسعى للأطاحة بأبن سلمان لكن ليس بشكل مباشر، لتعارض ذلك مع القانون الأمريكي》.
· الأسباب/
* علاقة محمد إبن سلمان بترامب، و أزاحته تعتبر جزء من أضعاف نفوذ ترامب في الخارج.
* تهديد إبن سلمان للكويت في أخر زيارة لهم، بأنه سيحاصرهم مثلما حاصر قطر مما أثار غضب بعض الديموقراطيين.
* قيام إبن سلمان بإعتقال عدد من الأمراء السعوديين الذين تربطهم علاقة جيدة مع الديموقراطيين، أمثال أحمد إبن عبد العزيز ومحمد إبن نايف، الذي قام بأبلاغ الحكومة الأمريكية في عهد أوباما، بمخطط الطرد المفخخ الذي سافر على متن طائرة يمنية لشيكاغو ليتم تفجيره هناك، و أحبطت العملية بعدما أجبرت الطائرة على الهبوط في بريطانيا وتم تفكيك القنبلة حينها.
* السلوك الغير متزن لأبن سلمان وهو سلوك شبيه بسلوك ترامب، قد يشعل فتيل حربا مدوية في المنطقة مما يضر بالمصالح الأمريكية فيها.
· المعطيات/
* سعي الإدارة الأمريكية بأنهاء الحرب على اليمن، و تعليق صفقات السلاح مع الأمارات والسعودية.
* قرار رفع حركة أنصار الله اليمنية من قائمة المنظمات الإرهابية بحسب التصنيف الأمريكي.
* الرغبة الأمريكية الواضحة للعودة للأتفاق النووي مع إيران، ورغبتها بالتخلص من الحرج الذي سببته لهم السعودية والإمارات والكيان الصهيوني في عهد إدارة ترامب، وتحجيم دورهم في المنطقة على الأقل في الوقت الحالي.
· السناريوهات المحتملة/
* نشر التسجيلات التي في حوزة المخابرات الأميركية، التي تدين محمد بن سلمان بمقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، و أدانته بشكل رسمي ومحاكمته دوليا على جرائم أخرى أرتكبت في حق الشعب اليمني، ويتضح ذلك بقيام أدم شيف رئيس مجلس المخابرات في مجلس النواب الأمريكي، بمطالبة مديرة المخابرات الوطنية الجديدة آفريل هاينز، برفع السرية عن تقرير بشأن مقتل الصحفي جمال خاشقجي.
* ستقوم إدارة بايدن بالضغط على محمد إبن سلمان، للأفراج عن أحمد إبن عبد العزيز ومحمد إبن نايف وباقي الأمراء المعتقلين في السجون السعودية، و منحهم الحصانة لعدم التعرض لهم و بدورهم يعملون على أزاحته من الحكم، و في حال وفاة الملك سلمان قد يقرب ذلك موعد تنفيذ الخطة الموعودة، وقد تكون بداية تلك الخطة بخلق رأي عام معارض لسياسة ولي العهد السعودي، وتسليط الضوء من قبل الأمم المتحدة عليه في حال لجأ الى العنف لأدانته بشكل رسمي.
* أذا ما نجحت إدارة بايدن بالضغط على إبن سلمان لإطلاق صراح الأمراء المعتقلين، قد تدفعهم النزعة البدوية لأخذ الثأر من إبن سلمان ليس بإزاحته فقط، قد تذهب الأمور الى أبعد من ذلك وقد يتم أغتياله.
ويمكن تلخيص الإزدراء الأمريكي من السعودية بأطار بعدين سياسي وإستراتيجي.....
· البعد السياسي/
تسعى إدارة بايدن لتغيير نتائج الفشل التي حققها ترامب في إدارة جميع الملفات التي أدارها، كالشرق الأوسط، وعلاقة الولايات المتحدة مع إيران، وكذلك إدارة المسائل في أوربا، وإدارة المسائل في إمريكا اللاتينية، والتي أنتهت كلها بأزمات أثرت على مكانة أميركا الدولية.
أما إدارة بايدن تحاول من خلال أحياء أو تظهير خطاب حقوق الأنسان، وقد شهدنا إستخدامه في الوقت الحالي ضد روسيا والصين، بالتعليق على قضية نفالني وكذلك تايوان وهونكونك، لإستعادة فاعلية القيم التي طالما تغنة بها الولايات المتحدة الأميركية، و بما أن الولايات المتحدة تسعى لتمرير خطابها الماكر في منطقتنا العربية، فأن حكومة إبن سلمان لن تفيدها ولن تنفعها للتماشي مع تلك السياسة والخطابات المبروزة بحقوق الأنسان.
· البعد الإستراتيجي/
أن قدرة الولايات المتحدة الأمريكية في إدارة جميع الملفات في العالم، من الشرق الأوسط الى أوربا الى بحر الصين الجنوبي ستتلاشى شائت أم أبت، وقد يتبين ذلك في غضون العشر سنوات المقبلة، خصوصا مع الصعود السريع للصين والقدرة العسكرية الروسية و كياسة الدبلوماسية الإيرانية، وقد يشكل هذا الحلف الثلاثي بين الصين و روسيا و إيران عقبة، تظهر من خلالها بوادر تراجع العم سام من مرتبة الريادة العالمية.
https://telegram.me/buratha