✍️ * د.إسماعيل النجار ||
🔰 لقد أثبَتت الجمهورية الإسلامية الإيرانية بتموضعها خلف حقوقها وثباتها أنها الدولَة الأقوَىَ والأبرَز بين دوَل العالم كونها دافعت عن حقها في التطور التكنولوجي والتقدم العلمي وحَمَت حدودها وردَّت الصاع صاعين لأعدائها وأكَّدَت للجميع على ثبات مواقفها وعدم تزحزحها وبأنها جاهزة للذهاب ليسَ بعيداً فقط إنما أبعد ما يريده الأعداء ويتخيلونهُ؟
🔰 أربعين عام من الحصار وثماني سنوات من الحرب وسيل من التهديدات عانت منهم طهران ولَم يرف لها جفن،
**والآن بعد رحيل ترامب وإستلام بايدن لَم يتغيَر بالنسبة إليها أي شيء وهي تتعاطى مع المعطيات السياسية والتحولات الدولية بحذر شديد، ولا تولي التصريحات الأميركية أيَّة أهمية وأستمرَت بتنفيذ تهديداتها بالتراجع رويداً رويداً عن بعض بنود الإتفاق النووي الذي أخَلٍَت بهِ واشنطن حتى وصلَ الأمر إلى تخليها عن البروتوكول الإضافي والذهاب إلى إنتاج معدن اليورانيوم وبعض الجزئيات ألتي تدخل في صناعة سلاح نووي وإستخدام سلمي مزدوج من دون أن تخيفها التهديدات أو التلميحات الأوروبية بالإدانة والتي تراجعت عنها بإشارة إصبع أميركية؟
🔰 الإتصالات السريَة التي تجريها الإدارة الأميركية الجديدة عبر وسطاء مع طهران والتي إنتهت المرحلة الرابعه منها متنقلَة بين مسقط عُمان والدوحَة وسويسرا وبغداد أتَت أُكُلُها بكل تأكيد من دون الإدلاء بأي تصريح من قِبَل المسؤولين الإيرانيين فكانت أحَد نتائجها إطلاق يَد إيران بإستعمال مبلغ سبعة مليارات دولار كانت محتجزَة في مصارف سيول،
والسماح لها أيضاً بسحب كامل الأموال المُودَعَة في المصارف العراقية والتي تبلغ مليارات الدولارات،
والعداد لن يتوقف في مناطق وبلدان أخرىَ مثل سويسرا وأوروبا.
🔰 حصاد كل ذلك كانَ نتاج زرع الثبات والصمود والشجاعة الإيرانية والإصرار على رفع العقوبات الظالمة عنها من دون أن تقدِم وعوداً أو توقع تعهدات.
الإدارة الأميركية تتصارع مع الوقت الذي يداهمها قُبَيل حلول موسم الإنتخابات الرئاسية الإيرانية القادمة والتي ربما لو حصلت قبل الوصول إلى إتفاق مع القيادة الإيرانية فإن تعقيدات كثيرة وكبيرة ستواجه الإدارة الأميركية بوصول رئيس محافظ إلى سُدَّة الحكم في إيران الأمر الذي سيطيح بأحلام جو بايدن بتحقيق تقدم معها يساعده على أخذ قسط من الراحة في ظل أجندة جديدة رسمتها إدارته للمنطقة قبل التفرُغ لمواجهة روسيا والصين.
🔰 الخطة الأميركية تفضي إلى تبريد عدة جبهات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتحديداً منطقة الخليج الفارسي مع إبقاء العين مفتوحة على تركيا التي بدأت تقلق راحة واشنطن،
** ومحاسبة كل الأفرقاء السياسيين اللذين عَهَّدَتهُم الوضع في لبنان والعراق وفشلوا في ذلك بالرغم من صرف مليارات الدولارات من دون الوصول إلى أيَة نتيجة.
🔰 في لبنان حصراً دفعت السعودية والولايات المتحدة الأميركية ما يزيد عن عشرَة مليارات دولار بإعتراف رسمي أميركي على لسان سفيرها السابق في لبنان ومسؤولين آخرين،
لأجل محاربة حزب الله وإخراجه من الحكومة وتجريده من سلاحه،
** الأفرقاء اللبنانيين اللذين تعهدوا الورشة منهم المعادي لخط المقاومة كسمير جعجع ووليد جنبلاط وأفرقاء ١٤ آذار ومنهم ما يُسَمون أنفسهم حلفاء عَمَلوا سراً على تحجيم الحزب ومحاولة إضعاف دوره وتقزيمه بهدف الإنقضاض عليه وكل تلك المحاولات بائت بالفشل حيث بقي حزب الله قوياً ثابتاً لَم يتضرر ولم يتزحزح.
🔰 من هنا على ما يبدو أن القرار الأميركي أُتخِذ لأجل إنهاء ظاهرة التجارة السياسية في لبنان ومعاقبة وإجراء تغييرات جذرية بالوجوه والآداء للسلطة السياسية الحاكمة التي تحاول تدوير نفسها وإبقاء يدها على الوطن وذلك بعد فشل المتطوعين اللذين خدعوها ووعدوها بتحقيق أهم اهدافها هو القضاء على المقاومة والإبقاء على بعض الرموز الإسرائيلية،
لكن وساطات كبيرة جرت مع الرياض وأبو ظبي تطلب منحهم فرصة أخيرة لتفيذ ما تعهدوا بهِ تمت الموافقة عليه بشرط أن تكون إشارة البدأ يوم الإثنين بتاريخ 8/3/2021.
** على الرغم من النفي الأميركي بفرض عقوبات على رياض سلامة وغيره إلا أن الحقيقة غير ما يقولون كلياً المعلومات المؤكدة تشير إلى أن أسماء صادمة في ملف بلينكن.
**التغيير سيبدأ من حزمة عقوبات ستطال شخصيات موالية لها سراً وعلانية، أصبحوا غير ذي فائدة وإستبدالهم بوجوه أخرىَ وستقوم وزارة الخزانة الأميركية بتعقب حساباتهم المالية وممتلكاتهم داخل الولايات المتحدة الأميركية وخارجها حتى أن لا ئحة الأسماء اللبنانية البارزة الجاهزة على طاولة الوزير بلينكن والتي ينوي إرسالها الى وزارة الخزانة بداخلها شرح تفصيلي عن بعض الشخصيات السياسية اللبنانية المرموقة التي تحمل جنسيات أخرى لكن بإسم وكنية مختلفتين عن هويته اللبنانية الأصلية حسب ما يسمح به القانون الأميركي والأوروبي، لكي لا ينجو أحد من المختبئين خلف تلك الأسماء المكشوفة والمفضوحة ويتم الحجز على كامل أموالهم على وجه الكرة الأرضية.
**لربما غداً سيحاول البعض أن يوحي للناس أن العقوبات الأميركية التي فُرِضَت عليه سببها عدائه لواشنطن ولسياساتها في المنطقة وتصبح لديه مدعاة شرف
**لكن الحقيقة هي غير ذلك كلياً وهي تكمن بمعاقبتهم على وعودهم الكثيرة وأدائهم السيء في محاربة دور حزب الله وتحجيمه،
لذلك جمهور المقاومة واعي بما فيه الكفاية لكي يقرأ غداً تصريحاتهم ويضحك عليها قبل أن يحين موعد الإنتخابات وتتم تصفية الحسابات الداخلية مع مَن سرقَ أموال الناس ودفع بهم الى تحت خط الفقر.
✍️ * د.إسماعيل النجار/ لبنان ـ بيروت
7/3/2021
https://telegram.me/buratha