جمعة العطواني ||
قناة روسيا اليوم/ الفاتيكان: البابا شكر السيستاني لأنه رفع صوته مع الشيعة دفاعا عن الضعفاء.
· التحليل
---------
هذا الشكر ، وهذا الامتنان والاعترف بالعرفان والجميل لمواقف الشيعة كمكون، والمرجع الاعلى السيد علي السيستاني ( دام ظله) كمرجع اعلى في النجفِ الاشرف، هذا الشكر صدر من بابا الفاتيكان فرنسيس وليس من سياسي شيعي او رجل دين شيعي حتى يتهم بالانحياز الطائفي.
نحن نعلم مدى حساسية الحديث بهكذا عنوانات خاصة في العراق ، لكن عندما تصدر هذه التصريحات من رجل دين مسيحي بالتاكيد ستكون لكلماته معانٍ كبيرة وواضحة.
نعم قدم الشيعة في العراق تضحيات إعجازية تعبيرا عن واجبهم الشرعي والاخوي والانساني لكل العراقيين، بوصفهم ابناء وطن واحد، او دين واحد، او إنسانية واحدة، وكما قال سيد البلغاء والمتكلمين علي عليه السلام( الناس صنفان اما اخ لك بالدِّين او نظير لك بالخلق).
بالمقابلِ فان مرجع الشيعة في العراق كان له الدور الاكبر في الحفاظ والدفاع عن كل المكوناتِ العراقيةِ ، وقد أفتى بفتوى تاريخية قل نظيرها في عصرنا الراهن ، كونها غيرت المعادلة التي خططت لها امريكا وأدواتها من أنظمة المنطقة، فكانت دماء ابناء مذهب اهل البيت تسترخص من اجل الدفاع عن حياة وكرامة وشرف المسيحي، والايزيدي والصابئي ، فضلا عن المسلم السني والشيعي معا.
هذا الأعتراف بالمواقف الشرعية والمبداية تعبر عن مدى عمق تلك الفتوى والدماء الشيعية التي سالت في محافظاتنا الغربية.
كذلك فان هذا الانتصار الذي تحقق في معاركنا ضد الارهاب الداعشي الوهابي هو انتصار للاسلام او بتعبير ادق هو انتصار ديني قبل كل شيء ، فالتفوى فتوى اسلامية صدرت من مرجعٍ اعلى بناءا على مقتضيات فقهية، واستجابة الناس لهذه الفتوى هي الاخرى استجابة لواجب ديني اسلامي ، فلولا البعد الفقهي والشرعي لهذه الفتوى لا نتصور ان تكون هناك استجابة لها ، ولو حصلت الاستحابة فلا نتصور انها تكون بهذا الزخم الكبير .
انه الدين الذي يحفظ كرامة الانسانِ وأوطانه ، ومن يريد ان يبعد الدين عن الحياة العامة والمجتمع والسياسة فإنما يريد ان يقدم الاوطان والإنسان الى المشاريع الامريكية على طبق من ذهب، فبلا دين يبقى المجتمع العراقي بلا هوية .
https://telegram.me/buratha