من المؤكد ان خبر اعلان شركة إماراتية أنها المالك لشحنة نفط قامت امريكا بقرصنتها بزعم أنها إيرانية، سينزل كالصاعقة على رؤوس الامريكيين، وعلى مخططاتهم الرامية الى منع ايران من تصدير نفطها، في محاولة لا يمكن وصفها الا بالارهاب الاقتصادي، من اجل تجويع الشعب الايراني ودفعه للاستسلام ورفع الراية البيضاء، امام العنجهية والغطرسة والعدوانية الامريكية.
وفي تفاصيل هذا الخبر، كما نشرته وكالة لانباء الالمانية عن وكالة "بلومبرغ" للأنباء، ان شركة الفجيرة الدولية للنفط والغاز، المملوكة بالكامل لحاكم إمارة الفجيرة الشيخ حمد بن محمد الشرقي، تقدمت بدعوى أمام محكمة اتحادية في مقاطعة كولومبيا الامريكية، تفيد بأن الشحنة التي تقدر بنحو مليوني برميل من النفط الخام كانت في الأصل قادمة من العراق.
وقالت شركة الفجيرة، نقلا عن بلومبرغ، إنها اشترت الخام في حزيران/يونيو من مورّد عراقي، قدم فواتير شحن من الشركة الوطنية لتسويق النفط بالعراق (سومو). واستأجرت شركة الفجيرة سفينة لاستخدامها كمرفق تخزين عائم في ميناء الفجيرة، وهو مركز رئيسي لتجارة النفط على ساحل خليج عمان في دولة الإمارات.
هذا الخبر الفضيحة، اعتبرته وكالة "بلومبرغ"، بأنه يمثل صفعة لمحاولات امريكا حرمان ايران من بيع نفطها، بعد ان تكشف حجم التخبط والاحباط الامريكي في التعامل مع ايران، وكذلك كشف عجز امريكا ليس عن رصد سير حركة ناقلات النفط الايرانية، رغم مزاعم امريكا حول سيطرتها التي تفرضها على البحار بفضل اساطيلها البحرية والاقمار الاصطناعية والرادارات المتطورة ، بل عن التعرض لناقلات النفط الايرانية، التي وصلت حتى الى فنزويلا، بعد ان عبرت من بين القطع البحرية للاسطول الامريكي في الكاريبي.
من أكثر صور العجز الامريكي ازاء ايران، كانت صورة المسؤول عن "الملف الإيراني" في الخارجية الأميركية برايان هوك في ادارة الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب، الذي بعث برسائل الكترونية إلى القبطان أخيليش كومار، عرض فيها ملايين الدولارات عليه تمكّنه من العيش برفاهية في حال أبحر بسفينته "أدريان داريا 1" التي تحمل نفطا ايرانيا، الى بلد يمكن فيه احتجازها، كما كشفت صحيفة "فايننشال تايمز" الامريكية حينها.
حينها ايضا سخر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف من مبادرة هوك، وكتب على تويتر "بعد فشلها في القرصنة، تلجأ الولايات المتحدة إلى الابتزاز المباشر: سلّمونا نفط إيران وتلقّوا عدة ملايين من الدولارات أو عرّضوا أنفسكم لعقوبات"!!.
سرقة امريكا مليوني برميل من نفط حليفتها الامارات جهارا نهارا، والتطبيل لهذه القرصنة على انها تبين حزم وعزم امريكا، حرمان ايران من بيع نفطها، للضغط عليها بهدف دفعها للتفاوض حول اتفاق نووي جديد وفقا لمقاييس امريكا، بينت ايضا ان امريكا ، باتت تشبه الى حد كبير بطل رواية سرفانتس "دون كيشوت"، "الفارس"!! الذي بات من فرط عجزه يُسطر انتصارات تلو الانتصارات.. ولكن على طواحين الهواء!.
https://telegram.me/buratha