ناجي امهز ||
حقيقة لا املك مراكز بحوث ترصد ما يجري بالعالم لاستنتج منها خلاصة اكتبها، كما لا يحيط بي المستشارين من ماسحي الجوخ وكشاشين الحمام ونافخي "البالونات"، ولا يوجد من يدفع لي لاتفرغ للبحث والتحليل، بل انا اعمل يوميا 12 ساعة لتامين قوت يومي، ومع ذلك ما اكتبه ياتي في مكانه وقبل زمانه.
بعد تصريح بايدن الاخير، في رد حول المعاهدة وتنامي الشراكة بين الصين وايران إنها "تقلقني منذ سنوات".
وهذا التصريح يعني بان الحزب الديمقراطي فقد القدرة على الحركة اتجاه ايران، وهو مضطر للذهاب الى التصادم معها، لان الامن القومي الامريكي يصبح بخطر، وهذا الامر محرم على الحزبين الديمقراطي والجمهوري تخطياه.
اذا صدق مقالي، الذي نشر قبل عام تحت عنوان : ايران خسرت الحزب الديمقراطي الأميركي والآتي كارثي.
فالحزب الديمقراطي الامريكي دائما يحاول امساك العصا من المنتصف بالنسبة للمحور المعادي لاسرائيل، وهذا دوره تاريخيا، اما بعد توقيع ايران عقد الشراكة مع الصين، وقيام الصين بالغاء التعامل بالدولار، اعتقد بان كافة دول المحور وحيث تواجد امتداده لن يكون قادرا بعد اليوم على تأمين عملة الدولار، بل ستصبح بالاوزان مقابل هذه العملات، مثل فنزويلا وغيرها...
قد يقول البعض وما حاجتنا الى عملة الدولار والاستيراد من الغرب طالما الاحتياجات اليومية تأمن استرادها، وهذا الكلام صحيح، لكنه يسرع دخولنا بحرب عالمية ثالثة وخاصة ان ما يحدث اليوم يحاكي تماما ما حصل قبل الحرب العالمية الثانية، التي عرفت بحرب الاسواق، عندما كانت اليابان مصممة على الاستيلاء على السوق الصينية، واليوم الصين تسعى للسيطرة على بعض الاسواق في الشرق، وطالما ان اللعبة كبيرة وخطيرة، فان الحرب ستبدأ على المحاور الاقل قوة في المحور الصيني الجديد، تمهيدا لعزل الصين، وصدقوني الصين لا تدخل باي حرب، وتذكروا دائما كيف كانت بعض المقاطعات الصينية تقاتل مع الجيش الياباني بنية التخلص من الحكومة المركزية الصينية، مثلا هون كونغ التي استعادتها بريطانيا وبقية تحت سلطتها حتى عام 1997.
هذه الاتفاقية قصت شعرة معاوية مع امريكا ودول الغرب، لانه بعد انتفاء المصالح بين الدول يصبح العداء لزاما.. وقد يقول البعض ان هذا العداء موجود، وايضا هذا الكلام صحيح، لكن تبق هناك مساحة قابلة للبحث، تكسب المزيد من الوقت، وتؤخر الكثير من مجريات الحرب.
لكن بعد توقيع الاتفاقية، شعر الغرب وامريكا بحزبيها، الديمقراطي والجمهوري، بانه لم يبق لهم اية مصالح مع المحور المناهض المعادي لاسرائيل...مما يعني:
انه دخلنا منعطفا خطيرا، سيبدأ بتكثيف القصف على اليمن، وبتدخل مباشر من قوى التحالف... مع توقف الحوار الاممي حول اليمن.
تكثيف الضغوط على الحزب وحلفائه بلبنان، وفرض عقوبات بالجملة والمفرق، واعادة تفعيل القرارات الدولية، تمهيدا للتدخل.
اتخاذ موقف صارم من الحكومة السورية، وعدم القبول باية حلول، واطلاق العنان للعدو الاسرائيلي وايضا اعادة تفعيل الفصائل المعارضة، واطلاق الحركات الارهابية.
العمل على اسقاط حلفاء ايران بالعراق، بالشارع، ومنح الاكراد كافة الامتيازات مع دعم عسكري امريكي غير مسبوق.
السماح للتركيا بالتدخل بالدول العربية التي يتواجد فيها حلفاء لايران، ومنع حلفاء امريكا من التعرض لها، وامريكا هي التي سهلت التقارب التركي المصري، واوقفت الهجوم الاعلامي السعودي عليها..
فصل حركة حماس عن ايران والحزب في لبنان، بطلب تركي قطري، مع خلق تصادم ضمن قطاع غزة بين الفصائل...
اما ايران فان ما سيجري عليها من قرارات ستصبح فيه العقوبات مجرد سطر بمسودة طويلة للغاية...
اسال الله السلامة لشعوبنا، التي تقاتل بالصدر العاري الاستكبار، لكن لعبة الامم يوجد فيها الكثير الكثير، وكان يجب كسب المزيد من الوقت، لانه من وجهة نظري ان الشعب الايراني العظيم، القادر على حياكة السجادة العجمي، وكسب جولات لعبة الشطرنج، ليس بحاجة الى الصناعة والسياسة الصينية..فايران اكبر من الصين مكانة واحتراما، وتحتاج الصين الى عقود للوصول الى حالة شعبية تشابه الشعب الايراني، فالشعب الايراني يحترم قيادته ويفديها بدمه، بينما الشعب الصين يحلم بالتخلص من الحكومة الصينية..
وكما اخبرتكم كنت كتبت قبل عام مقالا احذر فيه من خسارة ايران للحزب الديمقراطي/ وانصحكم بمطالعته لانه يبين اسرارا كان يمكن بمكان ما ان تغير بقواعد اللعبة السياسية، وخاصة ان اوباما قد سار بهذا الاتجاه...
رابط المقال :
https://akhbaroukom.com/2020/02/29/5699
https://telegram.me/buratha