د. جواد الهنداوي * ||
الى اصدقاء اسرائيل ، والى حلفاء اسرائيل ، والى مَنْ استقبلَ ،في الامس ، رئيس جهاز الموساد الاسرائيلي ،كوهين ، وتداول معه سبل التعاون المشترك ، ( زيارة كوهن الى البحرين يوم ٢٠٢١/٥/٥ ، صحيفة راي اليوم الاكترونية الصادرة يوم /٢٠٢١/٥/٧) ، و الى من صرّحَ ،في مؤتمر ايباك الصهيوني المنعقد يوم ٢٠٢١/٥/٥ ،وتباهى في علاقة التعاون و العمل المشترك و الامل مع اسرائيل ، ( تصريح السيد بوريطة ، وزير خارجية المغرب ،انظر صحيفة راي اليوم الصادرة في ٢٠٢١/٥/٧ ) . أوجّه دعوة اليهم جميعاً ، الناطقين منهم و الصامتين ، بأنْ ينصحوا اسرائيل بالكف عن ممارسات الظلم والقتل و التهجير للمقدسيين ، و طالما هم و نحن عاجزون عن نصرة المظلومين . تسديد النصحْ للصديق واجب اخلاقي ، قلّدوا ،في الامر ، ما قامت به امريكا ، حين نصحت اسرائيل بالكف عن عربدتها و تحرشاتها ضّدَ ايران ، ليس حباً بأيران و انما من اجل مصلحة اسرائيل . افعلوها انتم كذلك ،ليس حبّاً بالفلسطينين ، وانما اخلاصاً لنتنياهو وللصديق ، و تطبيقاً لقول الرسول الاكرم (ص) ، ولِما قيل عند العرب " انصر اخاك ظالماً او مظلوماً " .
لنبرهّن عن عروبتنا ،ليس بالضرورة من خلال نصرة اخواننا في العروبة وفي الدين و هم المضلومين ، وانما من خلال تمسكناّ بحديث الرسول ، وننصح الاصدقاء الجدد بالكفْ عن الاستهتار والتمادي بالطغيان و التوسّع بالاستيطان .
قالَ أللذين بادروا السلام و وقعّوا السلام مع اسرائيل ، وأللذين طبّعوا مع اسرائيل ، و اللذين تواصلوا سّراً مع اسرائيل ، بانَّ ما أحدثوه هو من اجل فلسطين ، هو من اجل حقوق الفلسطينيين ، و ادّعوا بضرورة التحدّث والتواصل مع اسرائيل من اجل الدفاع عن حقوق الفلسطينيين ، والسعي لايجاد عيش مشترك على ارض فلسطين ، عليهم اليوم الاتيان بالبرهان عن صدق نواياهم و حقيقة مسعاهم ، و نصرة الحق ولو بكلمة ، وهذا اضعف الايمان ، فأن عجزوا او أخذهم الوجلْ والهوان عن التنديد و الادانة بجرائم اسرائيل ،ليبادروا ، كما تفعل امريكا ، احياناً ، بالطلب من اسرائيل " بضبط النفس " وعدم " الافراط باستخدام القوة " ، فهذا نصحٌ للصديق والحليف ، وعملٌ ياتي بالحسنات . اعربوا عن قلقكم ، كما تفعله الامم المتحدة ، ليس من اجل فلسطين ،و انما بحجّة أمن واستقرار المنطقة !
اخرجوا من صمتكم ، وبحجّة دعمكم لحقوق الانسان و من اجل الديمقراطية و العدالة و نصرة الفلسطينيين ، الذين يرفضون الترحيل وهدم بيوتهم ، ولبعضكم في الدعم الديمقراطي و حقوق الشعوب جولات و صولات ؛ أّوَلمْ تدعموا حركات الشعوب " والثوار " في سوريا وفي ليبيا ، و اغدقتوا عليهم المال و السلاح ؟
علامَ ترددكم تجاه مضلوميّة الشعب الفلسطيني الرازخ تحت القمع و الاحتلال و المحروم من حقوقه و من الديمقراطية .
قد تخرجون من صمتكم ،ولكن ليس لنصرة الحق ،وانما لرمي مَنْ يساعد الفلسطينيين و يدعم مقاومتهم ، و تتهموه بالتدخل بالشأن الفلسطيني وبالمتاجرة بالقضية الفلسطينية .ليتكم تتاجرون بها مثلما هم وغيرهم يتاجرون . لم يعُدْ الشأن الفلسطيني عربياً ، استبدلناه بالشأن الاسرائيلي . لم تَعُدْ قضية بعض العرب فلسطين ، و انما اسرائيل ؛ حمايتها و ادخالها أمنياً و سياسياً واقتصادياً في المنطقة ، و دعمها من اجل الهيمنة ،لتحل محل امريكا في الرعاية و الحماية .
لتكنْ لكم مواقف رسمية ،على الاقل للتاريخ ،و أحسبوا الامر انسانياً و اخلاقياً وليس سياسيا ، أدانتكم لممارسات اسرائيل لا تقدّم و لا تؤخر ، ولكن تعّبر ، على الاقل عن تضامن انساني و اخلاقي ، وتحفظ ماء الوجه امام التاريخ والشعوب .
https://telegram.me/buratha