بهاء الخزعلي||
أطلقة غرفة العمليات المشتركة للمقاومة الفلسطينية، على حربها ضد الكيان تسمية (سيف القدس)، حيث قامت فصائل المقاومة الفلسطينية بأطلاق 200 صاروخ بحسب أعلام الكيان الصهيوني من قطاع غزة ليلة امس، أستهدفت بها مستوطنات الكيان في القدس ثم مستوطنات غلاف غزة، ويعتبر ذلك الأستهداف هو إيفاء للوعد الذي توعدت به فصائل المقاومة في فلسطين، في حال إستمرت قوات الكيان بالأعتداء على المدنيين في القدس.
إستقراء في أبعاد المعركة:
● البعد السياسي:
* حققت المقاومة في هذه المعركة أنتصار على الصعيد السياسي من حيث توحيد القرار السياسي للأجنحة السياسية للمقاومة الفلسطينية.
* الجانب السياسي بدأ يستند على قوة الجناح العسكري الذي أثبت جهوزيته في مواجهة الأحتلال وذلك يعطي بطاقة قوية للجناح السياسي للمقاومة في اتخاذ القرار والمفاوضات.
* الأستهداف كان في القدس لكي تثبت المقاومة للعالم أنها في وضع دفاعي عن القدس وليس هجومي لذلك لم تستهدف تل أبيب أولا.
* نجاح المقاومة بتحقيق تعاطف برلمانات أوربية تنادي بإيقاف العنصرية الصهيونية ضد الفلسطينيين وذلك أدى إلى أتهام نتنياهو وسائل الأعلام العالمية بعدم نقلها الحقائق عن ما يحدث في القدس.
● البعد القانوني:
* أثبات المقاومة بأن حكومة الكيان خالفة ما ورد في ميثاق الأمم المتحدة بحق التجمع في بيت المقدس سواء كان التجمع سياسي أم لغرض العبادة.
* كشفت المقاومة بفديوات مصورة من داخل المسجد الأقصى بأستهداف المصلين في باحات المسجد وذلك يخالف حتى قانون الكيان الصهيوني الذي يعطي أحقية التجمع في الأقصى للعبادة فقط وذلك يفضي بأحقية المقاومة بالرد على تلك الأعتدائات وفق القانون الدولي.
● البعد العسكري:
* أثبتت المقاومة الفلسطينية قدرتها على المواجهة من خلال تخطيها الخطوط الحمر كما وصفها نتنياهو وفي حال أستهدف الكيان المدنيين في غزة فأن المقاومة ستستهدف مستوطنة عسقلان.
* أكدت المقاومة لجمهورها بأنها تمتلك ترسانة صاروخية متطورة تستطيع من خلالها دك جميع مستوطنات الكيان الصهيوني.
* أثبتت المقاومة من خلال دقت التوقيت والإيفاء بالعهود بأنها قادرة على مقارعة الكيان وقواعد اللعبة تغيرت والمقاومة حين تقول تفعل.
* أثبات فشل منظومة القبة الحديدية التي تعمل بنظام متطور يرصد الصاروخ حين انطلاقه من المنصة والخروج من تحت الأرض لكن المفاجئة كانت بأول رشقة صواريخ بأتجاه القدس حيث تصدت المنظومة لصاروخ واحد فقط.
* أجبار حكومة الكيان على تعليق مناوراتها العسكرية مناورة مركبات النار لمدت 24 ساعة وقد يتجدد التأجيل في حال أستمر القصف من قبل المقاومة.
● البعد الأقتصادي:
* صحيح أن المقاومة لم تحقق أرباح أقتصادية في هذه المعركة الا أنها كبدت الكيان خسائر أقتصادية حيث تم أيقاف سكك الحديد للكيان ومطار بنغوريون ومطار الليد وأغلقت المصانع والمحلات التجارية وفي حال أستمرت المعركة لأكثر من عشرة أيام ستكلف الكيان خسائر أقتصادية متراكمة.
* إستهداف المستوطنات يعد تكلفة أقتصادية لأن بناء تلك المستوطنات كلف مبالغ مالية كبيرة والأن هي في متناول صواريخ المقاومة.
● البعد الإستراتيجي:
* المقاومة الفلسطينية لا تريدها حربا مفتوحة ولا تريد التنازل عن حق الرد كذلك وذلك ما نستقرئه في خطاب القيادي في كتائب القسام أبو عبيدة حين قال (أن عادوا عدنا وأن زادوا زدنا).
* تغيير إستراتيجية المقاومة التي كانت قائمة على طريقة (بقعت الزيت) حيث كانت سابقا تستهدف مناطق غلاف غزة ثم أزدود ثم عسقلان ثم بئر سبع ولم يسبق لها أن أستهدفت مواقع أو مستوطنات في داخل القدس لكن اليوم كانت بداية الأستهداف في القدس ثم العودة لمناطق غلاف غزة وذلك يمثل خطرا كان غير محتمل الحصول في أذهان حكومة الكيان الصهيوني لما يمثله ذلك من تهديد على أمن الكيان القومي والعقائدي.
* تكفلت حركة حماس بالمعركة بالكامل ولم تشارك حركة الجهاد الإسلامي في تلك المعركة وذلك بحسب ما ذكرته وسائل إعلام الكيان الصهيوني وكذلك حماس وهذا لا يدل على وجود تقاطعات في مسألة الدفاع عن القضية بين حماس والجهاد الإسلامي لكن حركة الجهاد الأسلامي قد تكون تلعب دور الاحتياط الإستراتيجي في حال توسعت وتمددت المعركة خصوصا وأن حركة الجهاد الأسلامي تمتاز بأمكانيتها العسكرية المتطورة.
● البعد النفسي والمعنوي:
* تمكنت المقاومة من رفع الجانب المعنوي والنفسي للفلسطينيين على وجه الخصوص بأعتبار هناك قوة عسكرية ساندة لهم وكذلك رفع معنويات الشعوب الساندة للقضية الفلسطينية من حيث خيار المواجهة وإمكانية التحرير.
* أستطاعة المقاومة من أفشال أقامت مسيرة الأعلام للمستوطنين من الكيان وأجبارهم على الفرار دون الدخول إلى بيت المقدس.
* إجبار الكنسيت على الاغلاق وهروب المستوطنين للأختباء في الملاجئ يرفع من معنويات المواطن الفلسطيني بخصوص أكذوبة قوى الكيان التي لاتهزم مما أدى إلى مبادرة مسلحين فلسطينيين بالهجوم على مركز شرطة الكيان في مدينة (اللد) وموقع عسكري أخر في الضفة.
* بث الرعب في قلوب المستوطنين وخلق حالة من الذعر مما أدى لأستهجان كبير في الاوساط السياسية للكيان وغضب جماهيري حين حملو سمودتش وبنكابير ونتنياهو مسؤولية أقتحام حي (الشيخ جراح).
● المواقف الدولية:
* الموقف التركي: الرئيس أردوغان أعتبر الاعتداء على القدس أهانة لجميع المسلمين ويجب التصدي لذلك الاعتداء من قبل جميع البلدان الإسلامية، أما وزير الدفاع التركي فقد صرح أن جيشه مستعد للمواجهة مع الكيان الصهيوني نصرتا للقدس والشعب الفلسطيني، أما وزير الخارجية التركي قام بالأتصال بنظيره الأيران لمناقشة الأوضاع في القدس.
*الموقف الأيراني الرسمي أثبته صاروخ (بدر3) الذي أستخدمته المقاومة الفلسطينية بالرد على الكيان ليلة أمس وأكدت الحكومة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية أنها مستمرة بدعم المقاومة الفلسطينية بالمال والسلاح حتى أتمام تحرير بيت المقدس، وكذلك أتهمت الكيان الصهيوني بأنه قام بجرائم حرب في القدس ويجب أن تحاسبه الأمم المتحدة على تلك الجرائم.
* موقف الكويت: أكد عضو مجلس الأمة الكويتي السابق مبارك نجاد بأن برلمان الكويت وجه دعوة للبرلمان العربي لعقد جلسة طارئة لدعم الفلسطينيين وقال يجب على البرلمان العربي قبول تلك الدعوة والا سوف لن تقف الشعوب صامته أمام تخاذل بعض الحكومات العربية.
*البرلمانات الأوربية: قامت بعض البرلمانات الأوربية بتوجيه نقد لحكومة الكيان لما تقوم به من أفعال عنصرية في القدس وتوجيه رسالة للأمم المتحدة لضرورة منع تلك الممارسات.
● الخلاصة:
في حال أستأنفت حكومة الكيان المناورات العسكرية التي تتبجح بها دوما، وهي مناورات مركبات النار والتي تستعرض بها قدراتها العسكرية لبث الخوف في قلوب المقاومة الفلسطينية واللبنانية على حد سواء، وكذلك رغبة من نتنياهو للاستفادة من التصعيد لتحقيق مكاسب سياسية شخصية، أذا ما أجبر الكيان على فتح جبهتين في وقت واحد، فقد يشهد الكيان ليالي أكثر رعبا من ليلة 10 مايو، لأن المقاومة اللبنانية منذ أمس وهي في حالة طوارئ وإستعداد، في منطقتي جنوب لبنان والجليل وهذه المنطقتين يوزع فيها صواريخ (غراد ، وبركان) الى شمال الليطاني، أما من الليطاني الى الزهراني تنتشر صواريخ نوع (زلزال) وهي صواريخ بعيدة المدى، وهذا التقسيم نفسه يتواجد في غزة لدى حماس وكذلك الجهاد الإسلامي، وقد قامت المقاومة الفلسطينية ليلة أمس بالأستهداف بصواريخ قريبة المدى تزامنا مع أنطلاق القبة الحديدية لأشغالها، وصواريخ متوسطة المدى للأستهداف حيث سببت هذه الإستراتيجية بفشل في منظومة القبة الحديدية بنسبة كبيرة، لذلك قد تسارع حكومة الكيان بالمطالبة بالتدخل الروسي لأقناع حزب الله بعدم التدخل بما يحصل في غزة أو القدس، لكي لا تفتح جبهتين على الكيان الصهيوني في آن واحد.
القدس أقرب.
https://telegram.me/buratha