✍عبدالجبار الغراب ||
أنتجت مختلف الأحداث العالمية سلسلة متنوعة من المتغيرات وأبرزت ملامح عديدة لظهور قوى واختفاء قوى وتهاوى لأخرى وترهل وتعريه لبعضها, مما شكل كم هائل من الحقائق التى ظهرت تباعا لأسباب وضوحها وانكشافها وأخرجت الكثير من الاستدلالات لمعرفة الخفايا والنوايا لبعض الاعيبين الدوليين لافتعالهم هذه الأحداث واخذها وفق مسارات تعطيهم الفوائد وتعزز من وجودهم كاكبار لهم الحق في الفرض والتحكم, ليكون لهم الأخذ بكل معاير القوه والنفوذ وتنفيذ سياساتهم حسب ما تحقق لهم الأهداف.
وكما هو ظاهر ومشاهد الان وبوضوح كامل وتام: ادخلت أمريكا الاعيبها السياسية في منطقه الشرق الأوسط بالذات وأعطت لذلك معطيات جديده لرسم واقع مختلف, فكان لها اعطاء فرض القوة خيار لتحقيق الهدف اذا ما فشلت الاعيبها السياسية, لتتصاعد فكرة الأمريكان لتحقيق مساعيهم في السيطرة والاستحواذ على منطقه الشرق الأوسط ناظره في ذلك مخاوفها من بروز وتصاعد قوه إسلامية كان لها المشى في النهوض والتقدم وتحقيق التطور لخدمة شعبها: هذه القوه الإسلامية الكبرى هي جمهوريه إيران ولهذا كان لابد على أمريكا الحد من التقدم والتطور والنهوض السريع لجمهورية إيران, هذه المخاوف الأمريكية والنوايا الخبيثة والكراهية للإسلام والمسلمين جانب وجانب اخر تمثل في إضافة تمكين التوسع والانتشار للكيان الصهيوني, وإدخاله كورقة لاعبه في حاصره المنطقة العربية والإسلاميه والعمل على توسيع الامتداد وبناء العلاقات مع دول عربيه تمكنهم من انقاص عدد العرب والمسلمين اذا ماكان هنالك موقف موحد لنصره القضية الفلسطينية, لأنهم اخذوا من اهداف الثورة الإسلامية الإيرانية مخاوفهم من التحام الصف العربي والإسلامي لاسترداد فلسطين ومقدسات المسلمين الواقعه تحت سيطرة الاحتلال الصهيوني.
أساليب وممارسات أمريكا وإسرائيل أخذت مداها في الانتشار وأدخلت مختلف الذرائع والأسباب, وكان لمواقفها في الحصول على الدعم والاسناد استجابته المقبوله من عده دول عربيه بعضها أعلنها بوضوح وهم في الاصل كانوا للكيان الصهيوني مساهمين قديما في احتلاله لفلسطين كمملكة الرمال والسعودية والإمارات والبحرين ليتم التصاعد في اتمام صفقة التطبيع مع المغرب والسودان وعلى سياق التنفيذ لصفقه القرن وتحقيق اهداف الصهيونية العالمية كانت للصهاينه النخر في الخاصرة العربية من هذا الجانب والذي جاء لأسباب عدم تحقيق فرض قوه السلاح والحرب إرادتها على اليمن وسوريا وغيرها من البلدان العربيه مثل العراق ولبنان.
التطبيع سلك مسالك متشعبه لدى الدول العربية المطبعه من الكيان فكان للرفض الشعبي صداه الكبير والرافض لكل الخيانة التى اقدم عليها حكامهم المتصهينين الناظرين لكراسهم للبقاء على حساب كرامه الأرض والمقدسات الإسلامية, ولتوضيح المعنى الشعبي الرافض لسياسة حكامهم التطبيعيه مع الكيان معرفتهم الحقيقية بصدق المقاومه الإسلامية والتى وقفت ضد مخططات أمريكا وإسرائيل في المنطقة وقيام حكامهم السعوديين والاماراتين والبحرنبين والسودانيين والمغاربه في تحالف دولي كبير فرضوا على اليمنيين حرب لها سبع سنوات لاجل تركيع شعبها وفرض عليهم التطبيع وبيع مقدسات المسلمين وما حدث في سوريا ولبنان والعراق وإيران كلها أفاعيل واحقاد ونوايا شيطانية استكباريه عالميه تحالف معها من الأعراب ممن ضربوا العرب الأحرار وبعد فشلهم أعلنوا التطبيع لتكملة سيناريو مخطط أمريكا وإسرائيل الذي فشل عسكريا في المنطقة.
ليكون للفشل العسكري الكبير لقوى الشر والاستكبار في المنطقة زوال لمخطط إسرائيل في تثبيت انتشارها في هذه البلدان كاليمن وصمود شعبها وقوة جيشها ولجانها الشعبية وتحقيقهم لتغير معادلات القوه وتطور صناعي كبير بصورايخ متعددة المدى والحجم وطائرات مسيره مختلفه الأنواع والأشكال والاحجام لينكسر العدوان ويتم ردعه وهزيمته, وسوريا والانتصار الكبير رغم كل الدسائس والمؤامرات ووجود لمختلف الجماعات الإرهابية لكن للعزيمه وجودها وتحقيق الانتصار على قوى الشر والاستكبار , والعراق ولبنان كقوة لها قرار وتتحكم في كل ما يتعلق برسم سياساتها, ولهذا فان مسار اللجوء الصهيوني الأمريكي الى بدائل مخططات كالاغتيالات وفرض خيارات القبول بالمفاوضات حسب رغباتهم وادخال مختلف المحاولات الاستفزازيه في خلق التوترات في المنطقة كالتفجيرات الإرهابية في بعض دول المقاومه والاستهدافات للسفن النفطية الإيرانية والاختراقات المتكررة لطائرات العدو الصهيوني لسوريا أتت فشلها الذريع وأعطت ردها القوى الواضح وفق مدلولات الاختيار المناسب والهدف المرسوم.
شعور الامريكان والكيان الصهيوني بعدم تمكنهم من تحقيق أهدافهم في المنطقة طيله سنوات زراعوها في المنطقة واحدثوا فيها القتل والخراب واشعلوا النيران وتقزمت أحلامهم وتحطمت قواهم العسكرية ليصبح زوالهم وشيك وطردهم نهائي في العراق ومخاوف وجود سفنهم في الخليج وظهور دول محور المقاومه الكبيره في ردعها للعدو والتى حققت الانتصار وألحقت بقوى الشر والاستكبار الخزي والعار, وكون الصهاينه ينظرون الى المقاومه الفلسطينية الحلقة الأضعف لكون مخططاهم السابق وضعت المقاومه الفلسطينية اخر الصيد السهل, حاولوا فرض الأخير بداية لمخطط توسعي جديد لاستكمال لصفقه القرن وطرد العرب من القدس وتهجيرهم من أحياء ومناطق داخل القدس وغيرها وما حي الشيخ جراح الا لمرحلة جديده من طرد الفلسطينيين من القدس ومن منازلهم وارضهم, والاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى أوجدت غليان شعبي عارم داخلي فلسطيني وكل مدن فلسطين ليخرج ملايين العرب والمسلمين منددين بممارسات الكيان وليكن ولاول مره في عديد الدول الأوربية ذلكم الحشود الكبيره من المواطنين الأوروبيين منددين بكل جرائم الصهاينه وارتكابهم للمجازر الوحشيه بحق سكان قطاع غزة, فلا يمكن للكيان الا الهدم والقتل وإحداث الكثير من الدمار واستعراض لطائراته الحربية فوق الأبنية والعمارات والطوابق العاليه في قطاع عزه اما غير ذلك فهو يستحضر لقريب زواله وانتهاء قترة بقائه في موطن الفلسطينيين وبين مقدسات العرب والمسلمين المسجد الأقصى الشريف.
لتتضح وتتوالي مراحل زوال الكيان الصهيوني بنموذج قدمتها المقاومه الفلسطينية وتغيرها للمعادلات وردعها للعدو المحتل, وبتطورها المتصاعد وانتاجها العسكري المذهول واخراجه للعديد من الصواريخ البعيدة المدى والتى ضربت عاصمة العدو ومطاراته ومحطاته الغازية وشلت من قدراته العسكرية والاقتصاديه وما بعد صاروخ عياش 250 وطائرة شهاب المسيرة الا ابلغ وابعد سيعجل من زوال الكيان ويضعه في حسرات طويلة وندم دائم مستديم وكل حدث مناسب وهدف محدد وقت لإحداث مفاجآت تسعد الفلسطينيين والعرب والمسلمين وتخذل وتقهر اعداء الدين والإنسانية وحق الشعوب في العيش بأرضهم بأمن واستقرار.
والقدس أقرب وفلسطين راجعه لامحاله.
وان غدآ لناظره لقريب
https://telegram.me/buratha