متابعة ، قاسم ال ماضي ||
يواصل كيان الاحتلال عدوانه العشوائي على الأراضي الفلسطينية، سواء من البر أو البحر أو الجو، مستغلاً الحصار المتواصل على قطاع غزة منذ 14 عاماً، وسط صمت مريب للمجتمع الدولي وعجز تام لمجلس الأمن، وإحباط الولايات المتحدة أي مساعٍ داخله للتوصل لاتفاق، ينهي التدمير المستمر والممنهج للحياة في قطاع غزة وعموم فلسطين المحتلة.
مع استمرار التصعيد الصهيوني، زلزلت المقاومة الفلسطينية العمق الإسرائيلي بآلاف الصواريخ والقذائف التي نشرت الهلع والرعب بين المستوطنين، وأكدت مجدداً أن “إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت”، وهي التي كانت ولا زالت، تتباهى بمنظومتها الأمنية وقدراتها العسكرية في المنطقة والعالم، أصبحت اليوم بفعل قوة وكثافة صواريخ المقاومة تستجدي التهدئة ولو باتفاق غير رسمي، لحفظ ماء وجهها أمام مستوطنيها.
بالمقابل وعلى وقع الغارات “الصهيونية” العشوائية على قطاع غزة، واستمرار المقاومة الفلسطينية بقصف المستوطنات والمواقع العسكرية الإسرائيلية، يستجدي كيان الاحتلال من تحت الطاولة، اتفاقاً لوقف إطلاق النار مع المقاومة وإن كان بشكل غير رسمي، وهو ما نفته المقاومة جملاً وتفصيلاً، متمسكةً بالمبادرة المصرية لوقف إطلاق النار، والتي رفضها كيان الاحتلال، زاعماً على لسان رئيس وزرائه “نتنياهو” أن العدوان على غزة “مستمر”.
وسائل إعلام، نقلت عن مصادر دبلوماسية غربية، قولها، إن كيان الاحتلال، أبلغ الإدارة الأميركية بأنه سيوقف القصف المستمر على غزة، منذ 10 أيام، لكن دون أي اتفاق رسمي يتضمن أية التزامات من جانبه، وأنه سيرد بقوة على أي قصف يأتي من غزة، بحسب زعمه.
تقارير إعلامية عدة، أفادت بتوصل المقاومة الفلسطينية وكيان الاحتلال إلى اتفاق حول إعلان وقف إطلاق النار ترعاه مصر، ليدخل حيز التنفيذ يوم الخميس 20 أيار.
أن المقاومة في هذه الجولة مع العدو الصهيوني، قلبت معادلات الاشتباك لمصلحتها، فهي التي تأخذ بزمام المبادرة العسكرية، أمام ما يعتبر “أقوى رابع جيش في العالم”، موضحاً أن التهدئة إذا حدثت فلن تتم إلا إذا حصلت المقاومة على مطالبها الواضحة والمعروفة، ومنها حفظ حقوق المقدسيين في حي “الشيخ جراح”.
أن القضية الفلسطينية هي قضية محورية وأساسية في ملفات الشرق الاوسط، لذلك أي تسوية أو تهدئة أو تصعيد، ستنعكس على الملفات الأخرى لمحور المقاومة، بما في ذلك محادثات “فيينا” حول الملف النووي الايراني.
أن المقاومة اليوم هي من تفرض شروطها وهي من تحدد موعد بدء وإيقاف إطلاق النار، وأن العدو الصهيوني لن يعود لممارساته السابقة، وسوف يحسب ألف حساب لكل خطوة يقوم بها، بعدما أجبرت المقاومة سكان الكيان المحتلين على الالتزام بالملاجئ، طيلة فترة عشرة أيام وحتى الآن.
ويظهر المشهد الأخير، من التطورات العسكرية في الأراضي المحتلة، ثمار ما زرعته المقاومة ودعم دول المحور اللامحدود لها في العتاد والصواريخ، التي طالت هذه المرة عاصمة الكيان “تل أبيب” وقصفت المستوطنات والمستعمرات وصالت وجالت في معظم أراضي فلسطين المحتلة، وكيف حولت هذه الصواريخ والقذائف المتواضعة، منظومة الاحتلال المزعومة “القبة الحديدية” إلى غربال لا تستطيع حماية نفسها، بحسب العديد من التقارير الصحفية والتصريحات الواردة من وسائل الإعلام العبرية.
https://telegram.me/buratha