حسين فلسطين ||
لا يختلف اثنان على تصنيفِ الكيان السعودي وسلطاتهِ الحاكمة ومؤسساتهِ ذات الايدلوجية الوهابية ضمن لائحة الكيانات الإرهابية والداعمةِ للأرهاب في العالم والشرق الأوسط بشكلاٍ خاص ، والذي نال منه العراق الحصة الأكبر على مدى (١٨) عام رزخ فيها العراقيين تحت وطأة السيارات المفخخة والاحزمة الناسفة والاغتيالات وما يرافقها من غزوات تهدف السيطرة على الأرض ومسكها كما حدث مع تنظيم داعش السعودي عام ٢٠١٤.
ومما لا يقبل الشك أن توضيح واضحات إرهاب الكيان السعودي اشكل المشكلات ، خصوصاً وإن مدى تأثير الإعلام المعادي تمكن كثيراً من بعض العقول ليجعلها اسيرة لا تمتلك القوة لفهم المسلمات العقلية والبديهيات ، لذلك فإن تكرار فضح الدول الداعمة للأرهاب وتسليط الأضواء على ما ترده أجهزة المخابرات العالمية ضروري في فهم تفاصيل تمكن داعش من احتلال مدن عراقية وإن كان ثمة جديد في ما سأطرحه اليوم بعد تقرير المخابرات الروسية الذي كشف عن تمويل الكيان السعودي لداعش بمبالغ خيالية خصصت فقط لشراء سيارات دفع رباعي من شركة تيوتا اليابانية وبأعتمادات مصرفية لبنوك سعودية لإتمام صفقة شراء (٦٠،٠٠٠) سيارة لتجهيز تنظيم داعش الإرهابي بقيمة إجمالية بلغت مليارين ونصف المليار ايّ بما يفوق قيمة تجهيز الجيش العراقي التي أعدتها الحكومة عام ٢٠١٣ لادراجها ضمن الموازنة التي قيدت طائفياً لمنع التصويت عليها داخل مجلس النواب وخصوصاً دور الرئيس (اسامة النجيفي)!
صحيفة سبوتينك كشفت عن تحقيق للمخابرات الروسيه في صفقة شراء (٦٠،٠٠٠) توالت على شرائها كل من الإمارات بواقع (١١٦٥٠) سيارة ، فيما بلغ عدد ما اشترته سلطات الكيان السعودي(٢٢٥٠٠) سيارة في حين تكفلت قطر بشراء (٣٢٠٠٠) اما الاردن فقد اشترت (٤٥٠٠) سيارة ، إذ تمت صفقة الشراء بأعتماد أئتماني مصرفي لبنوك سعودية حصراً وبقيمة خيالية تقترب من ملياري ونصف المليار دولار ، ليفتح باب التساؤلات حوّل آلية و وقت تجهيز التنظيم ومستوى التنسيق بين تلك الدول وكيف تمت عملية توزيع الأدوار بينها ، إضافة لِكم المبالغ التي خصصت لهذا التنظيم الإرهابي ، في الوقت الذي اعتمد التنظيم على قواعده من الطائفيين و البعثيين وفلول الأجهزة القمعية في مدن الموصل والذين رحبوا بهم ليلة سقوط المدينة ، فما غاية تجهيزه بما لم تجهز به جيوش بعض جيوش المنطقة كالعراق مثلاً ؟
فالقيمة المالية الكبيرة لصفقة شراء السيارات وبهذه الإعداد الكبيرة إنما يدل على نية دول الخليج على احتلال مدن النجف الاشرف و كربلاء المقدسة وليس كما يتصوره البعض بأن الغاية هي السيطرة على مدن شمال غرب العراق ، فالطبيعة الجغرافية لمدينة الموصل وكركوك ومعظم مدن صلاح الدين لا تتناسب والعدد الكبير للسيارات على عكس النجف كربلاء ذوات الطبيعة الصحراوية الواسعة والتي تتطلب هذا العدد الكبير !
واذا ما ثبت أن قرار الحكومة آنذاك قد صدر فعلاً بضرورة حماية حزام بغداد والانتشار في المناطق الصحراوية الفاصلة بين مدينة الرمادي ومدن جنوب بغداد وخصوصا المدن المقدسة ، فأن الحكومة بهذا القرار قد كشفت خطة تنظيم داعش لا سيما وأن المدن الغربية كانت مهيئة بالكامل لقبول حكم التنظيم ، وبالتالي فإن حسم المعركة ستكون على أسوار بغداد ومدن الجنوب خصوصاً المقدسة منها .
ان ما اورده تقرير المخابرات الروسي من معلومات يكشف خيوط المؤامرة على العراق ، وأن كشف ملابسات ما حدث في حزيران سيدفع الخيرين بأتجاه محاسبة الدول الإرهابية وإن كان القصاص سوف لن يحدث على المدى القريب ، لأيماني بعدم جدية المتصدين اليوم بفتح هكذا ملفات ، وأن كنت اتمنى ان تكذب الجهات المسؤولة ما أؤْمن به بأتخاذ الإجراءات اللازمة ومحاسبة الكيان السعودي الوهابي الذي احتل بتنظيماته الإرهابية مدن عراقية مما تسبب بخسائر بشرية ومادية كبيرة وصادمة .
https://telegram.me/buratha