ترجمة: فهد الجبوري ||
نشرت صحيفة الغاردين البريطانية صباح يوم الأحد ١١ تموز ٢٠٢١ تقريرا مطولا ومفصلا ومعززا بالصور عن مساعي تنظيم داعش الإرهابي لتنظيم عناصره من جديد والسيطرة على بعض المواقع والاختفاء بها ومن ثم استخدامها في تنفيد عملياتها الإرهابية .
وقد وجدنا من المناسب إعداد ترجمة موجزة لهذا التقرير .
يبدأ مراسل الصحيفة في العراق تقريره بهذه المقدمة :
قافلة طويلة من الآلات العسكرية والشاحنات وناقلات الجنود تتحرك ببطء وسط القرى متجهة الى جنوب مدينة كركوك ، وهي تحمل العشرات من القوات الخاصة العراقية ، والهدف هو مهاجمة سلسلة من المخابئ التي يستخدمها عناصر تنظيم داعش في التضاريس الوعرة من التلال والأراضي المنخفضة والتي تقطعها القنوات وأخاديد الأنهار الموسمية الجافة لفترة طويلة ، أو الأودية كما يطلق عليها باللغة العربية .
وينقل المراسل في تقريره تصريحات لعدد من القادة العسكريين العراقيين بخصوص تنظيم داعش الإرهابي ومنهم آمر فوج كركوك التابع لقوات النخبة القتالية العراقية الذي كان يعطي إيجازا للجنود .
يقول هذا القائد العسكري " إن تقاريرنا الاستخباراتية تقول إن عناصر داعش يختبؤن في المناطق الجبلية في حمرين الى الشرق من كركوك ، وخلال أشهر الصيف يتعين عليهم الذهاب الى الأودية للحصول على الماء ، وقد أصبحت تلك الأودية والخنادق مأوى لهم ، ومكان ايضا لشبكات الاتصال التي تربطهم بالقرى في الأراضي المنخفضة مع قواعدهم في التلال " .
ويضيف قائلا " إن تضاريس المنطقة وعرة للغاية ، ونحن نعرف أن لديهم مخابئ متعددة يختفون فيها في الأودية وقنوات الري " ، محذرا جنوده من مغبة السير منفردين حتى لا يفقدوا بقية رفاقهم في حال كان المسير بسرعة كبيرة .
ويمضي المراسل في تقريره قائلا :
" وبعد ٤ سنوات على هزيمتهم المذهلة في معركة الموصل ، يقوم عناصر داعش بتجميع أنفسهم ، وتقوم مجموعات صغيرة منهم بالهجوم على نقاط عسكرية تابعة للجيش والشرطة ، واغتيال القادة المحليين ، والهجوم على شبكات نقل الطاقة الكهربائية ، والمنشآت النفطية".
" ومع حرمانهم من الدعم المحلي في المدن والقصبات بعد الدمار الهائل الذي ألحقوه بالمنازل والمنشآت المدنية ، وعدم قدرتهم على مسك الأراضي مقابل القوات الحكومية التي تفوقهم عددا وعدة بشكل كبير ، لجأوا الى التواجد في مناطق بعيدة وشبه مقفرة "
وينقل المراسل عن بعض زعماء القبائل وضباط الاستخبارات قولهم " ومع النقص الحاد في مواردهم المالية ، فإنهم يلجأون الى الجبال والممرات الضيقة وهم في حال حركة مستمرة حتى يحصلوا على رجال وتمويل كاف ليقوموا بتنفيذ هجوم واحد " .
" ويقول ضابط استخبارات رفيع المستوى متواجد في المنطقة " إن هذه المنطقة ، وهي مثلث من الأراضي بين كركوك في الشمال، وبيجي في الغرب ، وسامراء في الجنوب ، هي مهمة جدا لداعش : انها تقع في وسط العراق وهي تربط التلال والجبال في الشرق ، وهي مكان ممتاز للاختباء ، مع الصحاري في الغرب التي تصل الى الحدود السورية ، انهم لن يغادروا هذه المنطقة ".
ويقول زعيم قبلي محلي كان قد قاتل رجاله ضد داعش في هذه المنطقة " انه بالرغم من أن أعداد داعش قليلون في هذا الوقت ، الا انهم يعملون من اجل اعادة الظروف التي تسمح لهم بالسيطرة على المنطقة ، واذا ما تركوا على حالهم بدون معالجة ومراقبة ومتابعة ، فإنهم قريبا سيسعون لترتيب أوضاعهم وإعادة تنظيم صفوفهم ".
ويشير الى أن تنظيم داعش يمر بنفس الوضع الذي مرت به القاعدة من قبل بعد هزيمتها في العام ٢٠٠٩ ، حيث اختفوا لأجل اعادة تجميع صفوفهم وتنظيم أمرهم ، وقد استغرق ذلك أقل من ٣ سنوات للظهور مرة أخرى أقوى .
ـــــــــ
https://telegram.me/buratha