حسام الحاج حسين ||
هل تعيد القوى التي اطاحت بالأنظمة الشمولية كنظام العقيد القذافي انتاج الدكتاتورية لكن بطريقة مغلفة بالديمقراطية ،،؟؟
مالفرق بين حسني مبارك وعبدالفتاح السيسي ،،؟؟
وما الفرق بين قيس سعيد وزين العابدين بن علي ،،؟؟
وما الفرق بين العقيد القذافي وسيف الأسلام ،،؟؟
يبدو لنا من خلال تسلل البعض الى المشهد العربي بعد الربيع يثير استغرابا ويطرح اسئلة،،!
كيف تعيد القوى الغربية صياغة الدكتاتوريات العربية .؟
وكيف تستثمر الجهل الديمقراطي للوصول الى صناعة القرار في البلدان العربية المنتفضة بالأمس بأسم الربيع العربي ،،؟؟
الحالة الليبية ومايحيطها من تداعيات كادت ان تودي بالمشروع الغربي في استثمار الثروات الليبية ما بعد القذافي ،،!
بين ليلة وضحاها وجدت نفسها امام قوى تبحث عن موطئ قدم ك تركيا في ليبيا ويمكنها ان تتقاسم النفوذ مع روسيا تحت جنح الظلام ،،!
البدائل السياسية التي وفرتها الادوات الأمبريالية لم تؤتي اكلها في ليبيا الغنية بالنفط ،،!
فقامت بالبحث عن انتاج دكتاتورية تستمد وجودها من نظام العقيد القذافي خاصة بعد ان اخفق خليفة حفتر ليكون نسخة من العقيد المقتول ،،!
توغل روسيا وتركيا في الملف الليبي يعتبر تهديدا استراتيجيا للغرب وان الوقت لايخدم تطلعات الدول الأوروبية وهي التي تجد نفسها امام ضياع ليبيا بين فكي اردوغان وبوتين الذين يتنافسان ويتصارعان على هدف واحد وهو اخراج ليبيا من المظلة الأوروبية والأمريكية وهذا يعني تواجد روسي في جنوب المتوسط وهذا ما لم يحدث منذ الحرب العالمية الأولى ،،!
تراهن القوى الغربية وحتى روسيا على عنصرين مهمين في اعادة المشهد الليبي الى حاضنة القذافي .
الأول :الفوضى التي خلفتها الثورة على النظام والذي حول البلد الى مقاطعات واقطاعيات لن ترى النور بعد حتى الأن ،،!
الثاني : هو فشل الحل السياسي والذي ادى بالنتيجة الى الندم على اسقاط نظام العقيد القذافي.
الانفلات الأمني والتشظي السياسي تعطي مساحة كبيرة للغرب بالتفكير على اعادة صياغة ليبيا على طريقة القذافي لكن المخرجات ستختلف اليوم وعلى سيف الاسلام ان يسعى على كسب الغرب الذي اطاح بوالده ،،!
فكرة اعادة الأنتاج وتدوير الأنظمة من نفس اللون ليست بالجديدة فقد اعادو محمد رضا بهلوي بعد نفي والده رضا شاه .
وقد نجحوا باعادة التدوير في مصر بعودة مبارك تحت اسم السيسي وكذلك في تونس ،،!
وحتى في سوريا بعد سنوات من الفشل اعترفوا بالرئيس الأسد لان السوريين عرفوا اللعبة والدعم الإيراني والروسي كان فوق التصور ،،،!
نموذج سيف الأسلام ربما يعاد تدويره بعد ان انهكت الأزمة الليبية الدول الفاعلة واصبحت موسكو على حدود الناتو الجنوبية ،،!
على سيف الاسلام ان يقدم اوراق الاعتماد للدول الغربية من اجل اعادة صياغة النظام السياسي الليبي على مقاسات الهيمنة الامبريالية الجديدة ،،!
وربما لو كانت رغد صدام حسين رجلا مثل سيف الاسلام القذافي لتم تقديمها من الغرب نفسه الذي اطاح بوالدها ونظامة على انها البديل عن الفوضى والخراب وانها الحل الأمثل لتصحيح المسار السياسي الخاطئ الذي اسس له الغرب وعلى رأسها الولايات المتحدة.
مشاريع اعادة تدوير الدكتاتوريات بمكائن ديمقراطية مازالت موضع بحث وتطوير واهتمام في دوائر صنع القرار الغربي وربما نشهد في العراق مثل هذا المنتج ،،،!
ــــــ
https://telegram.me/buratha