التقارير

صفقة بين الجيش الإفغاني وطالبان وأثره على المنطقة ...

2705 2021-08-17

 

كندي الزهيري ||

 

كل ما تصنعه امريكا عبارة عن ورقة تذهب مع الريح  ،لا دوام  لها ،فأي جيش أو قوى أو مؤسسة اشرف عليها الأمريكان،  تكون فاسدة ضعيفة  وغير قادرة على المواجهة  والصمود  لأنها صناعة شيطان .في أفغانستان بأن أجواء هلع باتت تسيطر على السكان في العاصمة كابل ، مع استمرار تقدم عناصر طالبان، فيما تواصل واشنطن إجلاء موظفي السفارة الأميركية من العاصمة الأفغانية هربا من المجهول.

 وفي أحدث التقارير من أفغانستان، قال وزير الداخلية الأفغاني إن حركة طالبان بدأت باقتحام العاصمة كابل من جميع الجهات والشرطة تسلم اسلحتها ومعداتهم،  بصورة شوهدت  سنة  ٢٠١٤ في الموصل.

وقبل ذلك  أعلنت حركة طالبان السيطرة على مقاطعة بأغرام بولاية بروان شمال شرقي العاصمة كابل، بعد ساعات قليلة من سيطرتها على عاصمة ولاية ميدان وردك غربي كابل، والحدود الأفغانية الباكستانية ومدينة جلال آباد بشكل سريع  ومذهل.

يأتي هذا فيما باتت الحدود الأفغانية الباكستانية تحت سيطرة طالبان، بينما أغلقت باكستان معبر تورخام الحدودي مع أفغانستان تحسبا لأية محاولة من الحركة.

وفي وقت سابق، استولت طالبان على مدينة جلال آباد الرئيسية في شرقي أفغانستان من دون قتال بعد ساعات من سيطرتها على مزار الشريف، التي كانت آخر المعاقل الحكومية في شمالي البلاد. قال مسؤولون إن حركة طالبان سيطرت على مدينة جلال آباد الرئيسية بشرق أفغانستان،  بدون قتال لتؤمن بذلك الطرق التي تصل البلاد بباكستان.

وقال مسؤول أفغاني في جلال آباد لرويترز "لا توجد اشتباكات في جلال آباد لأن الحاكم استسلم لطالبان!...فتح المجال أمام مرور طالبان كان السبيل الوحيد لإنقاذ حياة" المدنيين".

و كذلك سقوط المدينة التي كانت واحدة من بضع مناطق رئيسية مجاورة للعاصمة كابل تسيطر عليها الحكومة. إن مقاتلي طالبان سيطروا على مدينة مزار الشريف الواقعة في شمال أفغانستان والتي كانت آخر معاقل الحكومة الأفغانية في الشمال ،  يأتي ذلك مع فرار قوات الأمن إلى حدود أوزبكستان، بينما تتقدم بشكل سريع دون مقاومة إلى العاصمة كابل وتسيطر عليها.

الولايات المتحدة تبدأ في إخلاء سفارتها في كابل بعد الاتفاق  مع الحركة من دون أي ضرر  الأعضاء  السفارة الأمريكية  فقط لا غير. في حين كان يتوقع الجميع ان يكون للقادة كلمة فاذ بهم يفرون مثل  القائدين الإقليميين الأفغانيين "عطا نور ودوستم".

وفي صورة فيتنامية في القرن الواحد والعشرين  تحديدا  ٢٠٢١م ، مروحيات تهبط على السفارة الأميركية في كابل و تواصل  إجلاء موظفي السفارة الأميركية فقط وتترك العملاء  خلفها  يواجهون مصيرهم المحتوم .

في حين صرح مسؤولان أمريكيان لرويترز، إن الولايات المتحدة بدأت في إجلاء دبلوماسيين من سفارتها في كابل ،مع تقدم قوات طالبان.

وقال المسؤولين،  "لدينا مجموعة صغيرة من الناس تغادر الآن بينما نتحدث، غالبية الموظفين على استعداد للمغادرة.. السفارة مستمرة في كابل.

ونقلت الصحيفة  الأمريكية أن مسؤولين حكوميين وصفوا هذه الصفقات بأنها بمثابة "اتفاقات لوقف إطلاق النار"، إلا أن المسلحين في الوقع كانوا يعرضون أموالا مقابل تسليم الأسلحة، وأن حركة طالبان نجحت خلال عام ونصف في توسيع هذا المخطط من المناطق السكنية إلى مستوى السلطات الإقليمية والمحافظات الإدارية.

ولفتت الصحيفة إلى أن تتويج جهود طالبان في رشوة السلطات ظهر في "سلسلة مبهرة من المحادثات حول استسلام القوات الحكومية".

وهذا ما اكده  مسؤول استخباراتي أفغاني أن "البعض أراد الحصول على المال"، لكن آخرين مضوا للاتفاق مع طالبان بعد توقيع اتفاق بين "واشنطن والحركة في الدوحة"، يفترض انسحاب القوات الأجنبية، مضيفا أن الكثيرين اعتقدوا أن طالبان ستعود لا محالة إلى السلطة وقرروا "تأمين مكان لهم في الجانب المنتصر".

وكان الموقف تصاعد في أفغانستان في الأسابيع الأخيرة، حيث كثفت طالبان هجماتها على خلفية انسحاب القوات الأمريكية من البلاد، وأفادت وسائل الإعلام بأن حركة طالبان  يسيطرون على جميع المعابر الحدودية، فيما اعلن مسلحو طالبان في وقت لاحق ، أنهم دخلوا القصر الرئاسي.

وفيما فر رئيس الدولة "أشرف غني" الذي برر  خروجه من البلاد بعدم اراقت الدماء!  ولا يعرف مكان وجوده،  وترك خلفه آلاف  العملاء  والنشطاء العاملين  مع الأمريكان  حيث تم تركهم  في مطار يواجهون مصيرهم ،  صرح المتحدث باسم المكتب السياسي لطالبان محمد نعيم، أن الحرب انتهت؟.

ومن هذا نستنتج  أمران :

الاول  ؛ ان هناك اتفاق  أمريكي  مع الحركة  ،ستتضح ملامحه  في الأيام القادمة  ، من جر ايران إلى ساحة حرب عصابات  جديدة  ، تضعف  قواتها  وتشتت نظهرها  في العراق وسوريا  من جهة  ومن وجهة  ورقة  ضغط على روسيا والصين.

اما الاستنتاج  الثاني ؛ ان ما يحدث في  أفغانستان  ،يصب في مصلحة  المشروع الصيني  ،ويخفف الضغط التواجد الأمريكي  قرب الحدود الإيرانية وكذلك الروس ، وتستخدم حركة طالبان  كجزء من التغير في المنطقة  برمتها ، مع تراجع اصاحب الرايات  السود  ( داعش) في سوريا والعراق.

على كل حال ومهما كانت لأحداث القادمة، صورة التي نشاهدها تذكرنا بصورتين.

الأولى ؛  صورة فيتنام  وكيف كانت نهاية  العملاء،  والثانية ؛ صورة ٢٠١٤م وكيف هرب العملاء  مع دخول داعش وتركوا العراقيين بين أمرين اما القتال بمفردهم أو الاستسلام  ،لكن ابا اهل العراق  ومحبيهم من الجمهورية الإسلامية الإيرانية  ان يصبح العراق  اسير بيد الارهاب.

بعد ذلك هل لا زال  العملاء والناشطين  والسياسيين  المتعاونين مع الأمريكان منبهرين بهم ! ويعتقدون بالشيطان  بأنه لن يتخلى عنهم؟ ..

ـــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك