نعيم الهاشمي الخفاجي ||
تابعت ماكتبه الإعلام العربي وبالذات البدوي الخليجي حول خسارة حزب التنمية الاسلامي فرع الإخوان المسلمين في المغرب، الدول العربية قاطبة تحكم اما من رؤساء جمهوريات وصلوا من خلال الانقلابات العسكرية ويقودون شعوبهم بعقلية ضباط عسكر متوحشين أو من خلال عوائل نصبها الاستعمار في اسم أنظمة ملكية ومشايخ مثل مشايخ البترول، كلا النموذجين الجمهوري والملكي لايؤمنون في الديمقراطية والانتخابات، لذلك المغرب لايمكن قياس نظامه مع نظام حكم الملكيات الدستورية الديمقراطية في الدنمارك وبريطانيا وفرنسا ابدا، وإنما النظام الملكي في المغرب الحكم بيد سلطة الملك المباشرة وليس بيد المؤسسات والبرلمان المغربي لذلك الديمقراطية الحقيقية لاوجود لها على ارض الواقع العملي في المملكة المغربية.
الكثير من الكتاب والصحفين العرب وصف ماحدث في المغرب يوم 8 من هذا الشهر والذي خسر به حزب التنمية الإسلامي المغربي بأن ذلك لاتصدقه العقول وأن ما جرى يكاد يستعصي على الفهم لكون حزب العدالة والتنمية الذي قاد تحالفاً حاكماً لعشر سنوات، وان خسارة الحزب أمام حزب التجمع الوطني أشبه أن حزب التنمية والعدالة وجد نفسه يهوي من السماء إلى الأرض في ساعات….الخ من التهويل وتضخيم ماحدث في دولة تدار من شخص ملك في المملكة المغربية صاحبة سجل مرير في انتهاكات حقوق الإنسان وقمع الحريات والتنكيل بالمعارضين وايداعهم في السجون.
الدولة المغربية بشخص الملك دعمت حزب التجمع ولولا هذا الدعم لما اصبح هذا الحزب بين ليلة وضحاها من حزب مشارك بالكاد في الحكومة السابقة، إلى حزب يتلقى تكليفاً من الملك بتشكيل الحكومة الجديدة.
خسارة حزب العدالة والتنمية بعد أن كان يملك 125 مقعداً كان قد حصدها في الانتخابات السابقة، فإذا به في هذه الانتخابات يحصل على 12 مقعداً لاغير، ماذا حصل ربما البعض من المحللين المرتزقة المدلسين وهم يشكلون الأكثرية بعالمنا العربي يتصوير ذلك على أن هناك وعي بالشارع الشعبي المغربي لرفضه انتخاب حزب التنمية والعدالة الاخواني، وفي الحقيقة ان الناخب المغربي يتحكم به النظام الحاكم والذي أمر مؤسسات الدولة في الطلب من الشعب بعدم التصويت لحزب العدالة والتنمية بسبب خوف الملك المغربي من علاقات حزب العدالة مع الزعيم الروحي الإخواني السلطان التركي طيب اردوغان وكذلك سبق الى رئيس الحكومة زعيم حزب العدالة المكنى في العثماني ان رفع شعارات معادية الى إسرائيل، تبقى الدول الغربية تنظر بنظرة الريبة الى كل الأحزاب الإسلامية، لذلك يتم استهداف الإسلامي وإن كان متصهين، لم تصل الشعوب العربية الى مرحلة وعي في اختيار المرشح الجيد والصالح لان البيئة جاهلة وساذجة.
ابتليت الساحة العربية ان دول الاستعمار هي من رسمت حدود الدول العربية ومكنت أنظمة وعوائل مرتبطة مع قوى الاستعمار، العلاقات المغربية الصهيونية ليست وليدة اليوم ورغم قول اجهزة اعلام النظام ان العلاقات متواضعة وهي ما زالت على مستوى مكتب اتصال لا مستوى سفارة، ورغم أن ذهابها إلى مستوى السفارة كان ولا يزال مشروطاً من جانب المغرب.
ولا نزال نذكر أن سعد الدين العثماني، الأمين العام المستقيل للحزب الخاسر، ورئيس الحكومة المنتهية ولايتها، كان قد أعلن أنه لن يستقبل يائير لبيد، وزير خارجية إسرائيل، الذي زار الرباط قبل أسابيع، والتقى وزير الخارجية المغربي.،لذلك تصريح العثماني كان السبب الرئيسي بوقوف أمير المؤمنين الملك محمد الخامس ضد حزب العدالة والتنمية الإسلامي والتسبب بهزيمة المنورة.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل
15/9/2021
https://telegram.me/buratha