التقارير

عودة طالبان: تأمّلات في الحدث..ما بعد حكومة تصريف الأعمال(6)


ادريس هاني *||   - تتضارب القراءات حول أسباب انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من أفغانستان، لعل الأسوأ من كل هذه الأفكار التي تنتقل كالعدوى، هو أنّ أمريكا تريد التّفرغ للصين، والحقيقة هي أنّ الصين حاضرة في الأجندة الأمريكية حتى في فترة الحرب الباردة. المفارقة هنا هو كيف نغادر الجوار الصيني لكي نحارب الصّين. إنّ الصراع البارد بين الطرفين يعود إلى ميلاد الجغرافيا السياسية، هل قرأنا ماكيندر؟ - الواقع أنّ انتصار طالبان لم يحصل بعد على صكّ شرعي، هم ينتظرون اعترافا، ويلتمسون من المحتل السابق أن يمضي لهم على شرعية الانتصار؛ لعل تيري ميسان قد أجمل ذلك في عبارة واضحة: "إن السؤال لم يكن ما إذا كانت طالبان ستنتصر، ولكن متى سيسمح لها الرئيس بايدن بالفوز". -  زيارة وفد الحكومة المؤقتة برئاسة شير محمد عباس ستانكزي وكيل وزارة الخارجية الأفغانية، للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، كان الغرض منه تقديم الشكر المباشر للاتحاد على تهنئته السابقة لطالبان، وأيضا الاستفادة من نصائح الأخصائيين والاستفادة من الدروس، الغريب أنّ على رأس الاتحاد قيادي في حزب العدالة والتنمية المغربي الذي سقط سقطة مدوية في الانتخابات، وهو لم يكن له أي تنظير حقيقي على مستوى مشروع حكومة إسلامية، حتى أن الشيخ مطيع مؤسس الشبيبة الإسلامية قبل يومين، تساءل من منفاه بلندن: ما هو مشروع الإسلاميين؟ الحقيقة أنّ طالبان شكلت حكومة قبل أن تكون لها فكرة عن الحكومة. يستنجد طالبان بخبراء من الاتحاد في تدبير مشروع دولة، استنجد غريق بغريق، وفاقد الشيء لا يعطيه. - دائما وفي سياق زيارة وفد الحكومة الطالبانية للاتحاد العالمي، هناك تبجيل وتمادح بين الطرفين، لكن الاتحاد العالمي الذي نسي الدم الذي لا زال يقطر من مخالب طالبان، هو نفسه الذي لم يعتبر صمود سوريا أمام العدوان بمثابة انتصار، ولا سابقة له في التمدح بأي إنجاز مقاوم - ما عدا حماس لأسباب تتعلّق بوحدة الإنتماء الأيديولوجي - وقبل سنوات، طالب رئيس الاتحاد السابق يوسف القرضاوي الولايات المتحدة الأمريكية والناتو أن يعملوا عملا لوجه الله، بأن يغزوا سوريا.  -سيعلّق كلّ الإخوان الذين فشلوا في المنطقة العربية آمالهم على نجاح حكومة طالبان، إنهم ينتظرون ذلك النجاح باعتباره مؤشرا على قيام ما يسمونه دولتهم، سقط الإخوان في الانتخابات، ولكنهم يراهنون على قيام طالبان، وسننتظر موسم هجرة جماعية إلى كابل، لا سيما بعد أن طلب وفد طالبان الأخير من الاتحاد العالمي بمدّه بخبراء وتجارب، سيكون الاتحاد - بناء على تواجد مقره الرئيسي في أرض الوساطة- هو المعبر، تحت عنوان الدعم والمدارسة، إلى كابل. - صرح عمران خان رئيس وزراء باكستان في مقابلة تلفزيونية بأن ادعاء مساعدة باكستان لطالبان هو مجرد دعاية هندية لا تقوم على أساس منطقي، إذ لو كانت باكستان بالفعل ساعدت طالبان على الانتصار على أمريكا، فهذا يعني أن باكستان أقوى من الولايات المتحدة الأمريكية. وفي السياق نفسه أكد على مواصلة الحوار مع طالبان من أجل حكومة شاملة. المنطقي هنا هو: كيف تجاهلت طالبان دعوى حتى أقرب حلفائها في شأن تشكيل حكومة شاملة؟ بعض الخبراء الأمريكيين سبق واتهم باكستان بنهج سياسة مزدوجة، نعم إن طالبان ليست صناعة باكستانية فحسب، بل إنّ قرارها يُصنع في باكستان، قرارها النهائي. - هناك رفض واسع لمساعي أوردوغان للتقارب من طالبان حتى من أعضاء داخل حزب العدالة والتنمية، فأورهان مير أوغلو وهو عضو سابق في الحزب المذكور انتقد بشدة قول أوردوغان في إحدى تصريحاته بأنه لا يوجد خلاف بين تركيا وحركة طالبان. وقد اعتبر أورهان مير حركة طالبان بأنها أكبر كارثة في الوقت الراهن. وكان أوردوغان قد صرح في وقت سابق عن إمكانية إبرام اتفاق مع طالبان على غرار اتفاقه مع حكومة الوفاق الوطني الليبية سابقا. - النظر إلى طالبان كحركة مجردة، من شأنه أن يوهم بأنّها ستظلّ عاجزة عن القيام بما من شأنه أن يزعزع قواعد الاشتباك في المنطقة، لكن حركة طالبان مرتبطة بأجهزة ودول، وهي حين تظفر بدولة، فسيكون لها ما يكفي - تحت طائلة السيادة - لتطوير قدراتها على تنفيذ مشاريع خاصّة، هذا ناهيك عن أنّ الدول الراعية لها غير ثابتة في مواقفها، ولا تنظر إلى المصالح من منظار دولة الاستقرار، بل هناك أيضا ما يكفي من التزامات جيوسياسية تحدد الوظيفة المتغيرة للمحاور الإقليمية.   *ادريس هاني /كاتب وباحث من المغرب                                                      :19/9/2021
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك