فهد الجبوري ||
نشرت مؤسسة راند للأبحاث دراسة مهمة قام بها عدد من الباحثين حول العلاقات الصينية -الروسية وقد تصدرها عنوان بارز هو :
· التعاون الصيني - الروسي
العوامل المحددة ، المسارات المستقبلية ، والآثار المترتبة على الولايات المتحدة
وقد طرح الباحثون في دراستهم الأسئلة التالية حول التعاون الصيني الروسي :
١- ما هو الشكل الذي يمكن أن يتخذه التعاون بين الصين وروسيا ؟
٢- ما هي العوامل الأساسية والقيود التي تحدد مسار العلاقات بين الصين وروسيا ؟
٣- واستنادا الى تلك العوامل والقيود ، كيف يمكن للعلاقات السياسية والعسكرية والاقتصادية بين الصين وروسيا ان تتطور في المستقبل ؟
٤- ما هو التأثير المحتمل للأشكال المختلفة من التعاون الصيني الروسي على الأمن القومي الأمريكي ، وكيف يمكن تخفيف التأثيرات السلبية ؟
وتعطي الدراسة خلاصة ونتائج أساسية على النحو التالي :
· الخلاصة :
ينظر الى الصين وروسيا على أنهما منافسين أساسيين للولايات المتحدة وعلى مدى طويل ، ومنذ العام ٢٠١٤، عملت كل من الصين وروسيا على تقوية علاقتهما ، وزيادة التعاون السياسي والعسكري والاقتصادي .
وفي هذه الدراسة ، يسعى المؤلفون الى فهم تاريخ التعاون بين بكين وموسكو ، والدوافع والقيود لهذه العلاقة ، وامكانيات التعاون المستقبلي بين الصين وروسيا ، وتأثير العلاقات الصينية الروسية على مستقبل السياسة الأمريكية .
وقد وجد الباحثون ان المحفزات الأساسية للتعاون الوثيق في القرن الحادي والعشرين بين الصين وروسيا هي التراجع النسبي في قوة الولايات المتحدة ، والتهديد المتصور من جانب الولايات المتحدة لكلا البلدين الصين وروسيا ، واذا ما استمرت الاتجاهات الراهنة ، فإنهم يتوقعون ديمومة علاقات التعاون بين الصين وروسيا .
وفي ظل غياب تغييرات رئيسية وغير مرغوب فيها على الأرجح في سياسة الولايات المتحدة ، فليس هناك الكثير مما تستطيع الحكومة والجيش في الولايات المتحدة فعله للتأثير على مسار العلاقة الصينية الروسية ، ويمكن للجيش الأمريكي الاستعداد لنتائج أكبر بين الصين وروسيا بما في ذلك توقع المزيد من نشر المعدات العسكرية الصينية الروسية ، وتمارين وتخطيط مشترك إضافي ، وقواعد مشتركة محتملة ، وإمكانية حصول عمليات عسكرية مشتركة .
النتائج الأساسية \
• الصين وروسيا هما جارين مع تاريخ طويل ، وفي السنوات السبعين الأخيرة ، غطت العلاقات بينهما مساحة واسعة ، من الصراع الى التحالف ، وبعد التطور البطئ الذي شهدته العلاقات منذ منتصف الثمانينات ، اصبحت الصين وروسيا أكثر قربا منذ العام ٢٠١٤.
• يتوقع المؤلفون بأن العلاقات الصينية الروسية سوف تشهد المزيد من التطور بسبب مسارات توازن القوى ، واستمرار سياسات الولايات المتحدة التي تستبطن نوايا أمريكية عدوانية اتجاه الصين وروسيا .
• ان الرغبة في المحافظة على الاستقلالية ، وعلى المصالح السياسية المتباينة ستقود الصين وروسيا نحو تفادي المخاطر التي قد تظهر من التعاون الوثيق ، والتي تمنعهما من الجمع بين قوتيهما بسلاسة ، وجعل تحديهما للولايات المتحدة أكثر فعالية .
• ان التهديد المتصور من جانب الولايات المتحدة كان قضية محورية في العلاقات الصينية الروسية ، وأصبحت أهمية هذا العامل واضحة على وجه الخصوص منذ عام ٢٠١٢ وحتى عام ٢٠١٧ ، عندما حفز التهديد المتصور من الولايات المتحدة روسيا للبحث عن تعاون إضافي مع الصين .
• قام المؤلفون بتطوير مؤشر جديد لقياس القوة النسبية التي توظف القدرات العسكرية والاقتصادية والتكنولوجية ، وقاموا بتقييم قوة الصين وروسيا منذ عام ١٩٩٧ وحتى ٢٠١٧ ، ويتوقعون تنامي قدرات الصين بالمقارنة مع الولايات المتحدة وروسيا على الأقل حتى عام ٢٠٢٢، وإن القوة الإجمالية للصين وروسيا سوف تستمر من الاقتراب ، ولكن لن تتجاوز قوة الولايات المتحدة خلال العام ٢٠٢٢.
https://telegram.me/buratha