التقارير

هكذا سيكون مصير العراق بعد نتائج الانتخابات الاخيرة !


 

محمود الهاشمي ||

 

مهما تحاول ان تجد حلا للازمة السياسية بالعراق بعد نتائج الانتخابات الاخيرة ،تنتهي الى رأي يقارب من (الاستحالة ) .

هذا (الانسداد) لم يأتِ جزافا وكانت المراجع الدينية قد حذرت منه وخشته، في نفس الوقت ،لكن يبدو ان الاعداد له كان محكما .

نتائج الانتخابات (مصنوعة) كلما حاولت ان استفيد  منها لاقترح سيناريو معينا ،اجد كمن امامه حطبا لايصلح للبناء ولا للوقود ولا لانشاء جسر .

لاشك ان الذين خططوا اصحاب خبرة ليس بالواقع العراقي انما بالواقع العربي عموما فهم يعرفون مديات تفكيرنا وادوات الاستفزاز والتحريض لدينا ،والا لماذا قلبوا تاريخنا بمهارة

واستخدموا (ياسر الحبيب والغزي وصفا ) وغيرهم لنبش التاريخ واستخراج الخرق البالية .

مهما جئت بعالم رياضيات لينتج لك الكتلة الاكبر سيعجز ويصاب بالصداع ،انها نتائج غير صالحة للعمل ابدا !

القصة بدأت منذ تشرين  عام 2019 ،وكيف حشدوا وحرضوا وثقفوا واعدوا لاصغر  الامور بدأ من القيادات الميدانية وضخ الاموال وطريقة توزيعها الى اماكن التحرك  والغطاء الاعلامي وانتهاء  الى تحضير اقداح الشاي .

وهنا لابد من دراسة دقيقة عن هذه المرحلة

لانها مفصل مهم في تاريخ العراق المعاصر .

القصة وصلت الى اهدافها (استقالة حكومة عبد المهدي والمجيء بحكومة الكاظمي وتحديد تاريخ للانتخابات المبكرة وتغيير قانون الانتخابات والمحكمة الاتحادية ومفوضية الانتخابات وصولا الى اجراء الانتخابات وكتابتها قبل اجرائها ،بحيث ابلغ البعض بالنتيجة قبل ان يدخل الامتحان ،بعد ان اجرت دول من الاتحاد الاوربي حوارات مباشرة مع قياداته للاطمئنان على طريقة ادارته للدولة وضمان مصالح اميركا ومصالحهم والعداء للجارة ايران ).

الان الاجتماعات على اوجها بين (الاطار التنسيقي) فيما ينتظر الاكراد والسنة بكل هدوء في مساحتهم الجغرافية فالمعركة خارج اراضيهم .

النتائج تمت فيها معاقبة الكتل التي بقيت مرابطة في مجلس النواب والمصادقة على قرار اخراج القوات الاميركية ومكافأة الكتل التي غادرت صالة المجلس ومن التحق بهم وانظم الى صفوفهم فيما بعد )

الذين اسعدوا بالنتائج كثيرا وعبروا عن ذلك علنا وهما رئيس وزراء اسرائيل الذي اكد النصر على اعداء اسرائيل واميركا والسفير السابق لاميركا ببغداد (سيليمان)!

الذين فازوا بالانتخابات وحصلوا على اعلى الارقام لايمكن لهم ان يتنازلوا عن حصصهم لاحد ،والذين خسروا لايمكن لهم الرضا بنتائج هم على قناعة بانها (مصنوعة ) بالضد منهم .

التيار الصدري يؤكد ان حصة رئاسة الوزراء له ،كي يشرع ب(الاصلاح ) كما يدعي ولكن اذا كانت رئاسة الوزراء لهم فماذا عن الوزارات والوزراء ؟

الاكراد يرون في الفوضى بالمناطق الوسطى والجنوبية فرصة لان تبقى مناطق الشمال هي الاكثر تقدما وحضارة وتدير المناطق الاخرى وتهيمن على الاقتصاد مدعومة من تركيا واميركا واسرائيل .

السنة يرون في فوضى الوسط والجنوب راحة لهم لانهم سرعان مايطرحون مشروع (الفيدرالية ) او يشعرون بشبه استقلالية بعد ان ضمنوا المساعدات الخليجية خاصة للمنطقة الغربية ومشروع صفقة القرن والابراهيمي الذي همُ جزء منه !

الان اصحاب الارقام الكبيرة بالمقاعد متقاربون بالرأي كثيرا واقرب للمشروع الاميركي والعداء لايران وهم يهيمنون على خصومهم حتى في مناطقهم فالحلبوسي متفوق على الخنجر كثيرا

والديمقراطي متفوق على الاتحاد كثيرا

والتيار متفوق على الكتل الشيعية مجتمعة .

السيناريوهات المطروحة من تشكيل تحالف بين كتلة الصدر والتيار التنسيقي كمن يشيد منزلا اساسه (الرمل )

السيناريو الثاني تشكيل تحالف بين الشيعة والاكراد وهو قريب من الوهم في عملية سياسية ولد التوافق معها .

السيناريو الثالث ان يبقوا (الكاظمي ) رئيسا للوزراء وتتوزع الوزارات والمؤسسات وفقا للاستخقاق الانتخابي (وجيب ليل وخذ عتابة)

حتى تتشكل الحكومة وتداعيات انهيارها اكبر من تداعيات بقائها .

هذه السيناريوهات في اذهاننا نحن وحتى يعجزوننا من اي حل فيما بيننا ودون تدخل خارجي ،وضعوا النتائج (المصنوعة ) التي بالنهاية هم صمموا حلولها وصولا الى اصغر منصب بالدولة وبالشكل الذي يجعل انك تملك منزلا لاتضمن فيه سلامة الاسرة ولو لحين .

السيناريو الاخر ان (المقاومة ) ستنزل بكل ماتملك من قوة وتضع خصوم العراق وما كانوا قد خططوا له في حرج كبير ،حيث ان الحيف الذي وقع عليهم كبير وكأن النتائج صممت بالضد منهم تماما .

ضربة (قاعدة التنف) توازي في عدلها كل مخطط المؤامرة الاميركية حيث هذا الموقع الذي تأسس عام 1916 لم يتجرأ على مسه من احد وقد اختير من قبل الاميركان ليكون غرفة عمليات لادارة الملفات المتعددة بين سوريا والعراق ولبنان واسرائيل والاردن ودول الخليج .

الضربة ليست مجرد قصف واثارة غبار بل طالت الاعقد من المكان حيث منام الجنود وحيث مذاخر الاسلحة وبقيت النيران مشتعلة

الى مساء اليوم الثاني حيث صورها الاردنيون صوتا وصورة عن بعد (35) كم.

 الاميركان فهموا معنى الضربة بامرين الاول احداث لبنان ضد حزب الله والثاني نتائج الانتخابات وما اضارهم ان الطائرات الخمسة التي قامت بالقصف عادت سالمة !!

المعادلات التي ستحكم واقع  مابعد الانتخابات

1-التيار الصدري لايمكن له ان يتفرد بالقرار الشيعي .

2-جيش المهدي غير جاهز للدخول في حرب شيعية شيعية مهما كان التحريض لانه يعلم لها بداية ولكن ليس لها نهاية الا بقتل وتشريد الالاف .

3-اصدقاء اميركا اكتشفوا ان هذه الدولة لاصديق لها وشهدوا ماكان لامثالهم في افغانستان .

4-الولايات المتحدة في الطريق الى الانسحاب الكامل من منطقة الشرق الاوسط جميعها ولاتريد فوضى تهدد مصالحها .

5-اسرائيل مدركة انها جزء من المخطط على العراق ،والمنطقة فلا تريد ان تصطدم بالمقاومة العراقية التي لاتملك معلومات دقيقة عنها وعن تحركاتها وامكانياتها .

6-دول الخليج تعلم انها في حال تحتاج فيه العلاقة مع العراق وايران للاطمئنان على مشاريعها الاقتصادية وحياتها السياسية .

7-مسعود يعلم ان اي خلاف مع المقاومة سيجعل الاقليم في حال دائم من الخطر .

8-الحلبوسي يعلم انه اذا فكر بالتفرد بالمنطقة

الغربية فخصومه لهم ادواتهم ايضا التي تركعه.

9-الكتل الشيعية تعلم انها لايمكن ان تشكل حكومة دون التيار .

10-الانقلاب العسكري معقد بالعراق ،مهما كان التخطيط له لان الولايات المتحدة تعلم ان اغلبه من مناطق الوسط والجنوب ،وبذا يصعب استخدامه ضد المنطقة التي هم في خلاف معها .

11-الجمهورية الاسلامية تراقب عن كثب ،وتنتظر انسحاب القوات الاميركية نهاية العام .

ــــــــــــــــــ

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك