هادي بدر الكعبي ||
أولا/ المقدمة:
بث التلفزيون الإيراني شريطاً مصوراً لحادثة بحر عمان التي ظهر فيها تدخل القوات البحرية الإيرانية التابعة للحرس الثوري، وإحباط محاولة أميركية لمصادرة ناقلة نفط محملة بنفط إيراني.
وصدر الإعلان، اليوم، عن الحرس الثوري والتلفزيون الرسمي الذي ذكر أن الولايات المتحدة صادرت ناقلة تحمل نفطاً إيرانياً معداً للتصدير ونقلت حمولتها إلى ناقلة أخرى، وقادتها الى جهة مجهولة.
وأضاف بأن بحرية الحرس الثوري قامت بإنزال جوي على متن الناقلة وصادرتها، مشيراً إلى أن القوات الأميركية حاولت مجدداً إعاقة مسار الناقلة باستخدام مروحيات وسفينة حربية، لكنها فشلت مجدداً.
ونحن نحاول الاقتراب من معرفة النتائج الإيجابية التي اكتسبتها إيران في هذه العملية،فضلا عن بيان التداعيات المحتملة التي من شأنها التأثير على الواقع الإيراني لاحقا.
ثانيا/ النتائج الايجابية:
1- ردع القوى الراغبة في احتجاز ناقلات النفط الايرانية وإيصال رسائل سياسية لها بأن إيران تمتلك أوراق ضغط قوية ومؤلمة ربما تؤثر على حركة الملاحة الدولية.
2- منع التأثير على الاستقرار الاقتصادي في إيران سواء باستهداف ناقلات النفط أو غيرها من المجالات التي لها أهمية كبيرة في دعم الاستقرار في إيران.
3- أظهرت إيران بأنها لن تستسلم لأي إجراء يتخذ ضدها يحاول إلحاق الأذى بمصالحها وحقوقها،بل إنها استطاعت ان تفرض قواعد اشتباك على أمريكا وليس العكس.
4- كشفت إيران بأنها لم ولن تتغير مواقفها إزاء العنجهية الأمريكية بعد مرور أكثر من أربعة عقود فضلا عن عدم التهاون بحفظ السيادة والهيبة والحقوق الإيرانية.
5- تحدثت بعض المصادر إلاعلامية عن حدوث تدريبات عسكرية قد بدءت يوم أمس الثلاثاء في الكيان الصهيوني بين قوة خاصة من المارينز الأمريكي المعروفة ب(تاسك فوريز 51)و وحدة كامندوز إسرائيلية معروفة بوحدة (شايطيت 13) لأجل مواجهة سيناريوهات تحاول فيها إيران الاستيلاء على قنصلية أمريكية أو إحدى السفن في المنطقة.
وقد حاولت تلك المصادر تضخيم الموضوع بشكل لافت لأجل تحقق جملة من الأهداف ومنها:
أ- استعراض القوة ضد إيران.
ب- بيان مستوى التعاون بين الكيان الغاصب وأمريكا.
ت- شن حرب نفسية ضد إيران.
ث- تعزيز الجبهة الداخلية للكيان الصهيوني الذي بات يعيش قلقا دائما من أي مواجهة محتملة مع محور المقاومة.
و بغض النظر عن مصداقية مثل هذه الأخبار فإن إيران باعلانها اليوم عن إحباط قوات الحرس الثوري محاولة قرصنة أمريكية لسرقة حمولة نفط إيرانية في منطقة بحر عمان استطاعت ان تفشل مفاعيل الحرب النفسية ضدها وتمنع سرقة النفط الإيراني.
6- ربما تتمكن إيران من خلال عملية اليوم من تسجيل أوراق ضغط لصالحها بالضغط على المجتمع الدولي لأجل ضرورة الاسراع بتسوية الملفات العالقة بينها وبين المجتمع الدولي.
ثالثا/ التداعيات المحتملة :
1- يمكن اعتبار محاولة أمريكا قرصنة ناقلة النفط الايرانية هي لغرض إقحام الدول الكبرى والإقليمية أكثر في مواجهة إيران بهدف ممارسة الضغط عليها ودفعها إلى ممارسة مرونة تفاوضية تسمح لأمريكا بتجاوز بعض الشروط التي وضعتها إيران اتجاه الكثير من الملفات العالقة بينهما.
2- قد تعمل أمريكا نتيجة الضغط على الجهات الدولية والإقليمية الفاعلية بعد حادثة اليوم على تدويل حماية الملاحة البحرية في المنطقة كون إيران بات تشكل خطرا على تلك الملاحة وتحاول فرض أوراق ضغط يمكن أن تستفيد منها في الكثير من الملفات.
3- ستعمل أمريكا على محاولة اعادة التفكير في مسالة الإبقاء على الحضور العسكري وانتشاره من قبل بعض الدول الكبرى التي لديها مصالح اقتصادية كبيرة في المنطقة بحجة التهديدات الإيرانية إلى الملاحة البحرية في المنطقة.
4- تعمد أمريكا من خلال استهداف ناقلات النفط الايرانية على زيادة التوتر وعدم الاستقرار الإقليمي في المنطقة مما ينعكس سلبا على أمن واستقرار المنطقة ككل وبما فيها إيران.
5- تسعى أمريكا من وراء العملية الحصول على نتائج عكسية تكون بصالحها عبر تبني أمريكا استهداف احتجاز السفن النفطية الايرانية المارة في البحار الدولية وحرمانها من تصدير النفط.
https://telegram.me/buratha