عدنان علامه ||
منذ إنعقاد مفاوضات فيينا ونحن نسمع تهديدات العدو الصهيوني بإستهداف إيران. وارفق ذلك بخارطة بنك الأهداف في إيران. وكان الرد حاسمًا فردت إيران وبسرعة ببنك أهداف يشمل كامل فلسطين المحتلة. وقد أثارت الخارطة الإيرانية حالة من السخط الشديد على جيش العدو. فنفذوا فيديو عن الموضوع يسخرون فيه من الجيش بأنه هدد بإيران بقصف عدة مواقع فجاء التهديد الإيراني بقصف عشرات المواقع. وقد نقلت هذا المقطع عدة قنوات تلفزيونية. وكانت مناورات الرسول الأعظم 17 التي أجرتها قوات الحرس الثوري الإسبوع الماضي هي الرسالة الإيرانية القوية جدًا للعدو الصهيوني، وفيها محاكاة لتدمير مفاعل ديمونا. حيث أطلقت القوات الصاروخية في الحري الثوري17 صاروخًا باليستيًا من عدة اماكن وسقطت في الهدف المحدد وفي نفس الوقت. وهذا بحد ذاته رسالة ردع قوية جدًا لغطرسة هذا العدو.
وأما في سورية فقد إعتاد العدو وعلى مدى عدة سنوات بأن يستهدف معظم الأراضي السورية بحجج واهية كعدم وصول السلاح الدقيق إلى حزب الله وتواجد الحرس الثوري في سوريا؛ علمًا بأن قوات الحرس الثوري الإيراني موجودة بناءً على دعوة رسمية من القيادة السورية. واللافت بأن العدو الصهيوني كان يدعم الإرهابيين الدوليين؛ فكان يؤمن لهم ممرًا آمنا للمعالجة في المستشفيات داخل الكيان الغاصب. ولم يكن لدى مسؤولي الإرهابيين أي حرج في التطبيع مع العدو الصهيوني. كما نفذت قوات العدو عملية إخراج القبعات البيض مع عوائلهم من داخل سوريا إلى الأردن وهم الدين كانوا ينفذون الأجندات المخابراتية البريطانية والأمريكية. وَقد إختصوا بفبركة الفيديوهات؛ كفيديو فتى حلب الذي نقلت قصته المفبركة أكثر من 400 وسيلة إعلامية مكتوبة وتلفزيونية. كما نفذوا أكثر من مسرحية لمصابين بهجوم كيميائي مزعوم، كما فشلوا في فبركة فيلم عن هجوم بالأسلحة الكيميائية في الغوطة الشرقية بسبب حسم الأمر بسرعة قياسية.
وقد رفع العدو الصهيوني من وتيرة عدوانه العسكري والسياسي علي سوريا منذ مطلع الشهر الحال فاستهدف ميناء اللاذقية 7 ديسمبر/كانون الأول الجاري كما عاود قصف الميناء بشكل هستيري وتدميري بتاريخ 28 ديسمبر/كانون الأول .
واما على الصعيد السياسي فقد ضرب كبار قادة العدو الصهيوني القوانين الدولية والأممية عرض الحائط؛ وفي خطوة إستفزازية أخذت حكومة العدو قرارات ببناء مستوطنات في هضبة الجولان علمًا بأنها مصنفة دوليًا منطقة محتلة لا يجوز تغيير معالمها. فلنتعرف سويًا على مجريات الأمور:-
فعلى الصعيد الفلسطيني وقبل التصعيد على قطاع غزة وفي شمال القدس المحتلة أمس؛ زار غانتس الرئيس الفلسطيني محمود عباس نهاية الأسبوع الماضي وأكّد أمامه "المصلحة المشتركة" بتعزيز "التنسيق الأمني" و"حفظ الاستقرار" وكل مصطلح منهم كافٍ لإدانة محمود عباس ومنظمة التحرير بتهم تصل إلى خيانة القضية. فتم إستهداف مرصد للمقاومة وسط قطاع غزة؛كما استهدفت مدفعية الاحتلال 3 نقاط رصد للمقاومة شرق غزة. وقد تم إعتقال اكثر من 25 فلسطينيًا شمال القدس المحتلة وسقوط 4 جرحى في مواجهات مع الإحتلال.
وإلى جانب ذلك هناك خطوات حثيثةجدًا لتهويد كافة مناطق القدس المحتلة بدءً بحي الشيخ جراح وكافة المدن المحيطة بالقدس وحتى باحات المسجد الاقصى والسعي لهدمه لإيجاد الهيكل المزعوم.
امام هذا الواقع الساخن لا بد من السؤال عن أسباب هذا التصرف المتهور واللا مسؤول؟
وبنتيجة مختصرة جدًا فقد تراجعت "الثقة بجيش الإحتلال" الذي هو بمثابة العمود الفقري للكيان الغاصب؛ والجيش يريد إثبات العكس بأن الأمر لا يزال له والمبادرة بيده. وقد بدأ تراجع الثقة في العام 2000 بعد الإنسحاب المذل من لبنان نتيجة تراكم الخسائر نتيجة لعمليات المقاومة بعد إحتلال دام 18سنة. وتفاقمت بعد صدور نتائج لجنة فينوغراد بعد عدوان 2006 التي خلصت إلى نتيجة مفادها بأن حزب الله قد انتصر، وسبب خسائر معنوية كبيرة لبنية جيش الإحتلال. ووصل تراجع الثقة بجيش الإحتلال إلى أقصاه بعد عمليات سيف القدس؛ حيث توسل قادة جيش الإحتلال مصر للتدخل لدى فصائل المقاومة لوقف إطلاق الصواريخ مقابل إعادة الأعمار؛ وتنكروا لهذا التعهد لاحقًا.
وقد نشرت صحيفة "إسرائيل اليوم" الخميس الماضي تقريرًا حول ثقة الجمهمور بمؤسسات الحكم في الكيان الغاصب وقد اخترت لكم بعض الفقرات :-
في تقرير السنة الماضية (الذي عكس معطيات 2020) انخفضت ثقة الجمهور بالجيش جدا من 90 في المئة الى 81 في المئة، انخفاض بمعدل 10 في المئة. وهذا انخفاض حاد لم يشهد له مثيل في الماضي حتى في فترات الازمة، وفي الجيش ادعوا بان هذا حدث موضعي، انحراف احصائي لا يدل على شيء.
لكن المعطيات التي ستنشر في بداية الشهر القادم وتعكس معطيات 2021 تدل على ازمة أعمق بكثير. فحسب آخر المعطيات، فان ثقة الجمهور في الجيش لم تتحسن في السنة الماضية، بمعنى ان هذه مشكلة جذرية. مع أنه في الفحص المرحلي الذي اجراه المعهد سجل ارتفاع معين في ثقة الجمهور بالجيش، لكنه يعود الى عواطف الجمهور في اعقاب حملة "حارس الاسوار" . وعلى اي حال تبين انه قصير الامد؛ ففي آخر استطلاع اجري في الشهر الماضي سجل انخفاض متجدد في المعطيات.
ومن المتوقع ان يرفع رئيس "المعهد الاسرائيلي للديمقراطية" يوحنان بلاسنر بعد أسبوعين ، التقرير السنوي الذي يعنى بثقة الجمهور بمؤسسات الحكم لرئيس الكيان اسحق هرتسوغ. ومن المتوقع للتقرير أن يعكس مشكلة ثقة متفاقمة بعموم السلطات، لكن معطى واحد يجب ان يقلق أكثر منها جميعا: "أزمة ثقة الجمهور بجيش الإحتلال تتعمق".
وبالتالي فإن الرؤوس الحامية والمتغطرسة في قادة جيش الإحتلال لن تتورع من القيام بأعمال متهورة ومغامرات غير محسوبة النتائج لإستعادة بعضًا من الهيبة التي تم إذلالها في أكثر من موقع. فتهديد الجمهورية الإسلامية في إيران وقصف ميناء اللاذقية بعد التنسيق مع القوات الروسيةَ المتواجدة في حيميم هو عمل خسيس وجبان ولا ينم عن بطولة ولن يرجع ذرة من تلك الهيبة والثقة المفقودة.
فإيران قد أرسلت الرسالة النارية الصاروخية الدقيقة جدًا للعالم أجمع؛وفهمتها من كانت لها تاريخ حافل في إستعمار الشعوب وإحتلال بلاد الغير حتى سميت بالبلاد التي لا تغيب عنها الشمس. فتصدت وأعترضت على مناورة داخل بلد ذات سيادة للحفاظ على حدودها من أي إعتداء غاشم من أي جهة اتى. وقد حاولت بريطانيا إثارة زَوبعة في فنجان في المحافل الدولية نتيجة الخطر المزعوم لتلك الصواريخ الباليستية المستعملة خلال "مناورة الرسول الأكبر 17"، ولتحويل الأنظار عن الخطر الحقيقي المتمثل بوجود ترسانات من الأسلحة النووية المتفلتة؛ والتي لا تخضع لأية رقابة دولية بأيدي قادة كيان مجرم يفتخر بإرتكاب المجازر التي ترقى لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق جيوش وشعوب دول الطوق.
فالكيان الغاصب سيسعى بكل الوسائل لإرضاء اليمين المتشدد وذلك بتنفيذ أحكام قومية الكيان في فلسطين المحتلة، وتوسيع الإستيطان في هضبة الجولان المحتل لإستعاضة بعض الثقة الزائفة المتبقية التي باتت تتآكل بفعل عمليات المقاومة.
وإن غدًا لناظره قريب
31/12/2021
https://telegram.me/buratha