عدنان علامه ||
سنتابع سوياً تحليل أهم نقطتين من حديث الضابط الدانماركي،؛ وهما الخسائر البشرية والمادية. وكشاهد عيان داخل أكبر وأهم قاعدة عسكرية في المنطقة والتي تعتبر درة تاج القواعد العسكرية أكّد وجود خسائر بشرية بعكس ما نفاه كل من ترامب وبومبيو. فلنتابع سوياً ما قاله الضابط الدانماركي :-
5- قال المراسل : متى خرجتم من الملاجيء وماذا شاهدتم !!؟
قال له الضابط الدانماركي: بالنسبة للأمريكان خرجوا بعد إنتهاء الإنذار، أي بعد ساعة من الضربة تقريبا ، حيث هرعت سيارات الإطفاء والإسعاف ونحن داخل الملاجيء نسمع أصوات طائرات الهيلكوبتر العسكرية وصراخ جنود ، لكننا لم نخرج بأمر قادتنا خشية تعرضنا لضربات أخرى ، وعند خروجنا صباحاً وجدنا النيران تلتهم أكثر من سبعة مواقع مهمة وآليات متفحمة وبنايات تحولت الى ركام !!
كان تقدير الضابط الدانماركي للخسائر البشرية مبنياَ على خبرته من خلال المناورات التي تدرب عليها لإخلاء الجرحى من أرض المعركة تحت النار. وتحدث الضابط عن حضور طائرات مروحية وسيارات إسعاف إلى قرب الملجأ الذي كان فيه مما يؤشر إلى وجود عدد كبير من الإصابات بين الجنود الأمريكيين الموجودين في القاعدة.
6- فقال له المراسل ، ما هي هذه المواقع هل لك أن تخبرنا !؟
قال الضابط الدنماركي : نحن لا نعرف عن المقرات الأمريكية إلا القليل وبعضها مواقع مشتركة ، لكن هناك مواقع لا نعرفها ولا يسمح لنا بدخولها كقوة دانماركية تابعة للتحالف الدولي. لكن ما أعرفه بالتأكيد هو تدمير سيطرة الرادارات العملاقة بكافة أجهزتها ، كما تم تدمير مقر الإستخبارات العسكرية الأمريكية بالكامل ، كما تم تدمير مخازن أسلحة وبقيت تتفجر بعد الهجوم بنصف ساعة تقريبا ، كما تم تدمير مدرجات الطائرات المقاتلة ، وتدمير منصات للرصد الجوي و قواعد اطلاق صواريخ أرض جو بالكامل ، مع تدمير أجهزة التحسس والاستشعار الجوي والحراري ، وهنا أريد أن أضيف أن إيران لم تستهدف الجناح العراقي ولا جناح التحالف ولا الملاجيء ولا المراكز الصحية والخدمية ، فهي ركزت فقط على الجناح الأمريكي وعلى أهداف منتخبة وهذا يشير إلى أن الإيرانيين يمتلكون مسحاً كاملاً وخرائط دقيقة لجميع القواعد العسكرية والاجنبية الأخرى في العراق ومنطقة الشرق الاوسط بصورة عامة ..
لقد أكد الضابط الدانماركي بوجود َمناطق محظورة على قوات التحالف. وهذا يؤكد على عدم ثقة الأمريكيين بحلفائهم الأوروبيين بحظر دخولهم إلى المناطق التي تعتبر حساسة جداَ أو ذات طبيعة سرية.
وأستنتج الضابط نتيجة معاينته للأبنية والمواقع المدمرة بوجود مسح شامل للقاعدة بحوزة إيران لأن الهجوم الصاروخي ركز على المنشآت العسكرية واستثنى المنشآت الصحية ومهاجع العسكريين والملاجئ. وأشار الضابط بأن كارثة حقيقية كانت ستحصل بسبب وجود عدة آلاف في الملاجئ وقت حصول الغارة. وهذا يكذب إدعاءات ترامب وبومبيو بأنه تم إخلاء القاعدة قبل الهجوم . وحجم الخسائر الهائل يعكس لنا مدى أهمية القاعدة وأهمية المهام التي تقوم بها. وتعكس هذه َ"الصغعة الإيرانية" مدى جرأة إيران على إستهدافها أكبر قاعدة عسكرية أمريكية. وقد أثبتت قوتها وقدرتها وتفوقها على أحدث المعدات الأمريكية والتي فشلت كلياً في التصدي للصواريخ الإيرانية. كما أن دقة إصابات الصواريخ الباليستية كانت بدقة إصابات القنابل الموجهة بالليزر. الأمر الذي يمثل لغزاً معقداً سيعجز كافة الخبراء العسكريين من كافة الجنسيات عن حله. وكان الإستهداف من موقع الإقتدار والقوة على التعامل مع أي ردة فعل أمريكية. وأعتقد بأن هذه "الصفعة" قد كسرت هيبة أمريكا وغطرستها. ودقة هذه الصواريخ وقوة مفعولها ردعت وستردع ترامب من إتخاذ أي قرار أحمق آخر.
7- المراسل: اذن لما لا يعترف الامريكيون بحجم الخسائر !!؟
الضابط: هذا الامر يعود لسياستهم ولظروفهم أنا لا أفهم بماذا يفكرون ربما لا يريدون اقلاق شعبهم ، وهذا واضح من قرارهم بمنع الصحفيين من دخول القاعدة الى هذه اللحظة كما سمعت منكم !!
خلص الضابط إلى أن أمريكا لا تريد إيصال حقيقة ما جرى إلى الرأي الأمريكي ولهم أسبابهم وأشار المراسل بأنهم منعوا من الدخول إلى قاعدة عين الأسد.
فقد أكد الضابط الدانماركي دقة الإصابات وتدمير الأهداف العسكرية الحيويةبما فيها مدرج الطائرات ومخازن السلاح ومركز القيادة والسيطرة . كما استنتج بأن إيران إستبعدت إستهداف الملاجئ؛ الأمر الذي حال دون وقوع كارثة حقيقية.
فمهما حاول ترامب وبومبيو مواصلة الكذب بإخفاء الخسائر البشرية تأتي الشواهد من حيث لا تتوقعها. فقد إتصل أب أحد الجنود الذين يخدمون في القاعدة بأحدى قنوات التلفزة الامريكية وهو يشكو بانه حاول الإتصال بإبنه عدة مرات على هاتفه ولم يرد عليه كالمعتاد او يعاود الإتصال. وأضاف بصوت منتحب بأنه لم تبلغه أي جهة عن مصير إبنه.
وأنهى مكالمته بلعن ترامب ثلاث مرات.
وإن غداً لناظره قريب
10/01/2022