التقارير

في البرد القارس والحر اللاهب تفتقد الكهرباء!

2322 2022-01-22

 

عدنان جواد ||

 

كثيراً ما نردد هذه العبارة: وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر، والتي تفيد قيمة الشيء او الشخص الغائب في ساعة الحاجة الماسة اليه، خصوصاً اذا كان الغائب يسد تلك الثغرة بكفاءة واقتدار، هذه المقولة هي عجز بيت شعري قاله الشاعر والفارس ابو فراس الحمداني وهو في الاسر بيد الروم، (( سيذكرني قومي اذا جد جدهم وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر)) حيث انه ابن عم سيف الدولة الحمداني امير حلب.

ما اشبه اليوم بالأمس، فالكهرباء والطاقة اسيرة بيد الروم، رغم ان مصادرها الاولية يتم استخراجها من ارضينا!، فالكهرباء ومنذ التسعينات الى ما بعد 2003 بعد ان احتلت الولايات المتحدة الامريكية العراق، فرحت الناس كثيراً، بان الظلم زال وسوف يتوفر الغذاء والدواء والكهرباء، خصوصاً وان امريكا هي صاحبة الكهرباء والغذاء والدواء في العالم، ولكن  السنين تمر والحال يزداد سوءاً، مرة يقال لك ان السبب القاعدة والوضع الامني، واخرى داعش واخرى عدم كفاءة المتصدين لوزارة الكهرباء، وبعد السرقات يذهبون للإقامة في واشنطن هم وعوائلهم  بعد ان نقلوا الاموال المسروقة للبنوك الامريكية!، اما الاحزاب السياسية وكالعادة تتهم بعضها البعض في التقصير، فمن يدعي الاصلاح غير صالح، ومن يدعي نصرة القانون يخرقه، والاخرون  بين مستفاد من حصته وبين من يعتاش على الازمات( ويأكل ويوصوص)، وظلت الناس تعاني وهم في قصور يتنعمون ب(24) ساعة كهرباء، فانطلقت التظاهرات بين من يحمل تابوت دليل على موت الكهرباء وعدم عودتها، وبين من يحمل فانوس ، فتم قطع الطرق وتعطيل العمل في دوائر الدولة ، فكانت الكهرباء سبب من اسباب اسقاط حكومات ، فأصحاب الاصلاح وجمهورهم الكبير الذي يحركونه متى ما يريدون ساهموا وبشكل كبير في الاحتجاجات ضد الحكومات رغم انهم جزء منها!، والولايات المتحدة الامريكية وبعض الدول العربية، تريد بقاء العراق ضعيفاً ، وهي تحرك اتباعها ايضاً على الحكومات التي لا ترى فيها نفعاً لها.

ما يثير الاستغراب اليوم ان تجهيز الكهرباء بعد اشتداد البرد وصل الى ساعة واحدة كل (4) ساعات قطع، مما يعني (6) ساعات تجهيز كل (24) ساعة، فلم نجد جمهور الاصلاح قد خرج متظاهراً مندداً بهذه القطع، ولا جمهور تشرين الذي ساهم وبشكل كبير في اسقاط حكومة عادل عبد المهدي، وان احتجاجهم كان بسبب نقص الخدمات والكهرباء احد اسبابها الرئيسية، مما يعزز الشكوك من ان تلك الجهات تحركها ارادة دولية ومصالح حزبية وليس مطالب شعبية كما تدعي، فلماذا لا يحتجون على تأخر بناء ميناء الفاو مثلا؟، ولماذا لا يحتجون على استهداف داعش للجيش وانتشاره ونشاطه؟، ولماذا يطالبون بنزع سلاح جهات تحارب داعش؟، وهناك اسئلة كثيرة ليس هناك عليها جواب صريح، فلماذا ايران المحاصرة تصدر الكهرباء للدول الاخرى؟، ولماذا مصر التي كانت والى وقت قصير تعاني من نقص الكهرباء واليوم تعقد الاتفاقيات بتصدير الكهرباء والعراق احد المستوردين؟!.

اما وزارة الكهرباء فهي تسكت في ساعة الشدة ويظهر متحدثها في ساعة الوفرة، والشرقية مربوطة على التوالي مع وزارة الكهرباء فلم نرى لها صوت اليوم، في حين انها كانت تنقل التظاهرات بصورة مباشرة ، والقنوات الاخرى يحركها التأثر بقناة الشرقية والعربية فهي لا تتطرق للمواضيع التي تهم الناس الا بعد ان تنتشر في اليوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعي، اما العراقية فهي مع رغبة الحاكم الفعلي، مع الاسف الشديد الكثير من الناس ممتعضة من نقص الكهرباء وباقي الخدمات، ولكنهم غير موحدين ولا توجد نخب واعلام محايد ووطني يفضح الفاسد ويطالب بالحقوق، وقضاء قوي ونافذ يحاسب المقصرين.

فعلي الحكومة القادمة تصحيح الاخطاء السابقة والتقصير الواضح في مجال الكهرباء، وادخال الشركات العالمية المعروفة والتي وفرت الكهرباء لمصر التي تعداد سكانها يصل الى (100) مليون نسمة وهي لا تملك مصادر الطاقة التي يمتلكها العراق، والا فان مصيرها السقوط قبل اكمالها ال(4) سنوات، فهل يعود البدر المفقود لليلة الظلماء ام ستبقى في ظلامها الدامس.

 

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك