نعيم الهاشمي الخفاجي ||
عقد في يوم الجمعة لقاء ما بين الزعيم الروسي بوتين والزعيم الصيني شي جينينغ في بكين قبيل افتتاح بطولة أولمبياد بكين، نتج عن الاجتماع إعلان مشترك، إلى «حقبة جديدة» في العلاقات الدولية ووضع حدّ للهيمنة الأميركية، بعد هذا الاجتماع بين القوتين العظيمتين روسيا والصين فقد حصل الزعيم الروسي القيصر الجديد بوتين على دعم الصين في صراعه مع الغربيين حول أوكرانيا، دول الغرب تعي خطورة وقوع حرب مع روسيا، لذلك الكثير من الأوربيون يكثّفون جهودهم الدبلوماسية لتفادي وقوع حرب يعرفون عواقبها التدميرية للجميع.
وفي اجتماع الزعيمان ندّد قادة البلدان اللذان تشهد علاقاتها مع واشنطن توتراً متصاعداً، في التدخلات لحلف الناتو ضد روسيا والصين، وعبر الزعيمان الصيني والروسي عن وجود التحالفين العسكريين الغربيين الذين تقودهما الولايات المتحدة: الحلف الأطلسي وحلف «أوكوس»، الذي أنشئ بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا عام 2021. باعتبارهما يقوّضان «الاستقرار والسلام العادل» في العالم.
البيان المشترك مابين الرئيسين الصيني والروسي أعلنا أنّ موسكو وبكين «تعارضان أي توسيع للحلف الأطلسي مستقبلاً»، وهو المطلب الأول لروسيا من أجل خفض التوتر بينها وبين الغرب حول أوكرانيا.
الزعيم بوتين أعاد إلى روسيا هيبتها وهو رجل لم يكن رجل عادي وإنما ترعرع في الانتماء كضابط في جهاز المخابرات السوفياتية، فهو رجل أمن وزعيم سلطة وصاحب حس قومي وديني مسيحي تخلص من موروث الشيوعية التي تعتبر الأديان أفيون للشعوب، بوتين ضابط مخابرات يعرف أن الشعب الروسي لديه حب غريزي للدين المسيحي ولهذا السبب أصبح مسيحي متدين، تعايش مع حقبة سقوط الحقبة السوفياتية واتبع أسلوب المرونة مع واقع مرفوض فرض عليه وهو يرى روسيا أصبحت دولة ضعيفة، واقع مرير بالنسبة له.
منحه يلتسن فرصة ذهبية إلى إعادة المجد إلى الأمة الروسية عندما نصبه رئيس للحكومة الروسية، اول عمل قام به حارب عصابات المافيا والسرقة، تخلى عن الاتفاق مع العصابات الشيشانية التي أرسلها الغرب من خلال دول للرجعية العربية الوهابية إلى الشيشان والقوقاز، فقام بسحق الإرهابيين بسرف الدبابات وأعطى رسالة للاعداء اننا نسحق كل المتآمرين، لذلك ركز بوتين إعادة البناء الداخلي بأسرع وقت ممكن وبكل السبل والتحالفات الممكنة، وركز على متابعة الأوضاع الدولية وتورط الناتو بزعامة واشنطن في دخول حروب في أفغانستان والعراق.
خلال عقدين من حكم الزعيم الروسي بوتين استطاع أعادة بناء القوة العسكرية الروسية، دعم حلفائه وخاصة الحليف السوري وحطم امال الدول الغربية في إسقاط سوريا والسيطرة على كل دول الشرق الأوسط والشرق الادنى.
عمل الناتو بالحقبة السوفياتية على تحيد الصين وجعلها ضد السوفيت، كيسنجر حذر من وجود علاقات روسية صينية قوية وتعني سيطرة الدولتين على الاقتصاد، لذلك بوتين، يدرك أهمية صعود الصين كقوة اقتصادية وعسكرية منافسة للغرب وبالذات واشنطن العدو المشترك.
روسيا لايهمها خسارة جمهوريات البلطيق والمعسكر الأوروبي الشرقي لكن روسيا تعتبر أوكرانيا وبيلاروسيا امتداد قومي وثقافي وديني لها لذلك تعتبر تمدد ّ حدود حلف شمال الأطلسي «ناتو» ليشمل أوكرانيا يشكل استفزازاً غير مبرّر بنظر الروس، لذلك لا مصلحة للدول الأوروبية في الذهاب للدخول بمواجهة عسكرية مع روسيا وإنما يكتفون في سياسة التهديد والدخول في مفاوضات وتسجيل نقاط عبر لي الأذرع في المفاوضات.
كذلك بوتين، ايضا يتجنّب سياسة شن حروب مع الناتو وإنما الغاية من كل التهديدات الدخول في مفاوضات سلام لتقسيم مناطق النفوذ بالعالم بين اللاعبين الكبار الخمسة في اقتسام مناطق النفوذ بالعالم.
بالنسبة للعرب هم خارج مجال التغطية، لامكان لهم في مناطق القوة بالعالم، يبقون ابقار حلوبة يقتل بعضهم البعض الآخر ويمولون الحروب الساخنة والباردة للناتو، بالنسبة للوضع العراقي فهو ضمن النفوذ الروسي لكن المصيبة تكمن في ساسة المكون الشيعي العراقي فهم يسيرون بدون مشروع سياسي جامع لهم، ولو اتفق ساسة المكون الشيعي مع بعض تضطر قوى الاحتلال الغربي ترك العراق بروح رياضية والعمل على توقيع اتفاقيات اقتصادية وتعاون والكف عن لغة التآمر ضد المكون الشيعي العراقي بسبب رشاوي دول الخليج البدوية الوهابية لصاحب القرار الأمريكي والغربي.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
6/2/2022